ما لايؤنثُ لايعولُ عليه

كلما‭ ‬حل‭ ‬موعد‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة،‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬آذار‭(‬مارس‭)‬،‭ ‬نقف‭ ‬وقفة‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام،‭ ‬لصاحبة‭ ‬السعادة،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الأم،‭ ‬والأخت،‭ ‬والزوجة،‭….. ‬والمرأة‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬هي‭ ‬كل‭ ‬صيغ‭ ‬وتجليات‭ ‬ثاء‭ ‬التأنيث،‭ ‬فالمرأة‭ ‬هي‭ ‬سر‭ ‬العطاء‭ ‬والسخاء‭ ‬والوجود،‭ ‬وأيضا‭ ‬هي‭ ‬قلق‭ ‬الوجود،‭ ‬وضفاف‭ ‬المعرفة،‭ ‬وهي‭ ‬العتبة‭ ‬التي‭ ‬تستقيم‭ ‬عليها‭ ‬أعمدة‭ ‬بنيان‭ ‬الحياة‭ ‬السعيدة،‭ ‬مما‭ ‬يعطي‭ ‬لنا‭ ‬قيمة‭ ‬للعيش‭ ‬الجميل‭ ‬ومتعة‭ ‬للجمال،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تفاصيله،‭ ‬وهي‭ ‬معطى‭ ‬الخير‭ ‬والحب،‭ ‬والعطاء‭ ‬المتبادل‭ ‬منذ‭ ‬الاقتراب‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شجرة‭ ‬المعرفة،‭ ‬في‭ ‬مجريات‭ ‬سر‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعرفة‭ ‬التي‭ ‬حرضت‭ ‬سيدنا‭ ‬آدم‭ ‬على‭ ‬أكل‭ ‬التفاحة‭ ‬التي‭ ‬أنزلته‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬نحو‭ ‬الأرض‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬من‭ ‬الثامن‭ ‬آذار،‭ ‬نستعيد‭ ‬روايات‭ ‬الحب‭ ‬التاريخية،‭ ‬ونستعيد،‭ ‬ونستذكر‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬والمتغيرات‭ ‬التي‭ ‬تجرى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نحسن‭ ‬بها،‭ ‬وهكذا‭ ‬وجدنا‭ ‬قانونا‭ ‬غير‭ ‬متعاقد‭ ‬عليه،‭ ‬وبشكل‭ ‬اختياري‭ ‬تقوم‭ ‬المرأة‭ ‬بأدوار‭ ‬كثيرة،‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬أستعيد‭ ‬سيرة‭ ‬أمي‭ ‬صاحبة‭ ‬السعادة،‭ ‬الحاجة‭ ‬السعدية‭ ‬أطلب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يمدها‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية‭ ‬وطول‭ ‬العمر،‭ ‬أمي‭ ‬التي‭ ‬ربتني‭ ‬أنا‭ ‬وإخوتي‭ ‬الخمسة،‭ ‬وسهرت‭ ‬الليالي‭ ‬وغسلت‭ ‬لنا‭ ‬ملابسنا‭ ‬وحضرت‭ ‬لنا‭ ‬وجبات‭ ‬الأكل‭ ‬في‭ ‬مواعيدها،‭ ‬وغرست‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬أشجار‭ ‬المحبة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتأفف‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬تشعرنا‭ ‬بتعبها،‭ ‬المجد‭ ‬بمناسبة‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬آذار‭ ‬لأمهاتنا‭ ‬المغربيات‭ ‬والمشرقيات‭ ‬اللواتي‭ ‬سهرنا‭ ‬على‭ ‬تعليمنا‭ ‬الوفاء‭ ‬للوطن‭ ‬والاخلاص‭ ‬للحياة،‭ ‬وهن‭ ‬منْ‭ ‬يحفزننا‭ ‬في‭ ‬تهوين‭ ‬المحن،‭ ‬ويقمن‭ ‬بنصرنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناسبات‭ ‬ويدفعننا‭ ‬للمضي‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬مشرقة‭ ‬بالنجاح‭ ‬والتفوق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬العمر‭.‬

اليوم‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬آذار‭ ‬نستعيد‭ ‬صور‭ ‬المرأة‭ ‬والأدوار‭ ‬التي‭ ‬لعبتها‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬العالم‭ ‬وحياة‭ ‬الرجل،‭ ‬وصدق‭ ‬من‭ ‬قال‭: ‬‮«‬‭ ‬كل‭ ‬عظيم‭ ‬وراءه‭ ‬امرأة‮»‬‭.‬‭  ‬ولهذا‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬لاتوجد‭ ‬فيه‭ ‬امرأة‭ ‬لا‭ ‬يعول‭ ‬عليه،‭ ‬فالمرأة‭ ‬هي‭ ‬كنز‭ ‬أسرار‭ ‬الحياة‭ ‬ومتعها،‭ ‬وهي‭ ‬بانية‭ ‬الحضارة،‭ ‬وهي‭ ‬التفاؤل،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الجهل،‭ ‬وهي‭ ‬تلك‭ ‬الوسادة‭ ‬التي‭ ‬نتوسدها‭ ‬حينما‭ ‬نتعب،‭ ‬وهي‭ ‬الثدي‭ ‬الذي‭ ‬يرضع‭ ‬منه‭ ‬الوليد،‭ ‬والمرأة‭ ‬هي‭ ‬الحضن‭ ‬الذي‭ ‬يستريح‭ ‬فيه‭ ‬المغترب‭ ‬والجندي‭ ‬العائد‭ ‬إلى‭ ‬وطنه،‭ ‬وكما‭ ‬قلت‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬ندافع‭ ‬ونحميه‭ ‬من‭ ‬الأعداء‭. ‬وهي‭ ‬علم‭ ‬بلادنا‭ ‬يرفرف‭ ‬في‭ ‬جغرافية‭ ‬المحبة‭.‬

ماذا‭ ‬عسانا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬آذار،‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬نساء‭ ‬عربيات‭ ‬مهجرات‭ ‬من‭ ‬أوطانهن‭ ‬نحو‭ ‬مخيمات‭ ‬اللاجئين،‭ ‬وأشعر‭ ‬أيضا‭ ‬بمرارة‭ ‬وألم،‭ ‬لما‭ ‬أرى‭ ‬نساء‭ ‬مغربيات‭ ‬يعملن‭ ‬في‭ ‬التهريب‭ ‬المعيشي‭ ‬في‭ ‬معبر‭ ‬‮«‬طارخال‮»‬‭ ‬بسبته‭ ‬المغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطات‭ ‬الاسبانية،‭ ‬وأحيانا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية،‭ ‬وما‭ ‬يؤلم‭ ‬كذلك‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬المرأة،‭ ‬من‭ ‬اعتداء‭ ‬يومي‭ ‬وهن‭ ‬محملات‭ ‬بالأثقال،‭ ‬وما‭ ‬يؤلم‭ ‬أيضا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬الاعتداء‭ ‬الشنيع‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬والعبودية‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬عليهن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصناعية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البيوت‭ ‬لما‭ ‬يكن‭ ‬مضطرات‭ ‬للعمل‭ ‬كخادمات‭ ‬وتمارس‭ ‬عليهن‭ ‬سادية‭ ‬مشغليهن‭. ‬أو‭ ‬مشغلاتهن‭.‬