محنة الكاتب ام القارئ العربي ؟

في آخر احصائية اجرتها مؤسسات عالمية متخصصة في حقل الكتب والمطبوعات والتراجم عما ينتج ويؤلف ويقرأ نالت الدول العربية المرتبة الادنى واحرز القاريء العربي الدرجة الأوطأ، وهي نتيجة تبعث الأسى والحزن وتثير المخاوف والقلق وتنذر بمستقبل مرعب للكتاب والقارىء العربيين معاً. اتصدقون ان ما تنتجه الدول العربية وما يصدر عن مطابعها من كتب يحتل نسبة 1,1% من المعدل العالمي في هذا الحقل؟.
وان ما يصدر في الوطن العربي سنوياً من كتب يبلغ 5000 خمسة الآف كتاب بينما تصدر الولايات المتحدة الامريكية. لوحدها 290,000 مائتين وتسعين الف كتاب جديد سنوياً.
أتعلمون ان عدد ماترجمه العرب من الكتب خلال الالف عام الماضية يساوي عدد الكتب التي تترجمها اسبانيا خلال عام واحد فقط؟ بينما تترجم اسرائيل لوحدها 15,000 خمسة عشر الف كتاب سنوياً الى اللغة العبرية القديمة وهي لغة منقرضة أو آيلة للانقراض فان العالم العربي مجتمعاً لا يترجم اكثر من 330 كتاب سنوياً.
وفي الوقت الذي يصدر الناشرون العرب كتاباً واحداً لكل 250,000 مائتين وخمسين الف شخص في العالم العربي هناك كتاب يصدره الناشرون الاوروبيون لكل 5000 الآف شخص في الغرب.
وحين يقوم الكاتب العربي حفلاً كبيراً والدعوة عامة ابتهاجاً بموافقة دار النشر على طباعة ثلاثة الاف نسخة من كتابه فأن الكاتب البرازيلي "باولو كوهيلو" يحتفل بتوزيع النسخة رقم "100,000,000" مائة مليون من رواياته العديدة، "35,00,000" خمسة وثلاثون مليون نسخة فقط حصة روايته الشهيرة "الخيميائي"!.
وعلى مستوى القراءة في العالم العربي تحدد الاحصائية نسباً هي الاخرى متدنية وتبعث على الحزن والخجل. ففي حين يقرأ الأوربي 7 كتب خلال عام واحد فان مجموعة قراءة لعشرين قارىء عربي تشكل كتاباً واحداً في السنة!.
وان معدل القراءة عند الانسان الغربي "36" ساعة في السنة يقابله معدل 6 ست دقائق في السنة عند الانسان العربي!.
وعلى هامش هذه الاحصائيات تم تسجيل ملاحظات لها علاقة وثيقة بالقاريء والكتاب منها:
* معظم معارض الكتاب العربية فشلت في استقطاب الجمهور والتشجيع على القراءة.
* اكثر امناء المكتبات العربية ليسو متخصصين في علم المكتبات وقد لايرغبون في القراءة.
وتعزيزاً وتأكيداً على صدقية هذه الاحصائيات ذكرت منظمة اليونسكو ان هناك "100,000,000" مائة مليون انسان عربي لايعرفون مسك القلم!. وهذا يعني ان 30% من شعوب العالم العربي محرومون من القراءة والكتابة.
والخير والبركة في الحكام والانظمة العربية الوراثية الانقلابية التسلطية  التي ادخلت مواطنيها في ازمات دائمة من القهر والفقر والخوف والملاحقة والفاقة والحاجة والعوز والحروب والاضطرابات ليظل المواطن العربي مأزوما و في احباط وانكسار وهم وغم وحيرة، بعيداً عن ترف التأليف والترجمة والقراءة والاطلاع كي يسهل انصياعه واذلاله وترويضه وتطويعه.