والآن حان الوقت لكي ندلي بدلونا في أمر يخص الشعب العراقي على اعتبارنا أحد مواطني هذا الشعب، ونتحاور بكل أدب الانسانية المتحضرة والمتنورة التي تؤمن بإنسانية الإنسان بغض النظر عن خلفيته الدينية، أو العرقية. ونتمنى على الآخر أن يتعامل معنا بمثل ما نتعامل معه، وبغير ذلك فلا مكان لأي حوار يبتعد عن الانسانية التي تحترم نفسها. نقول للسيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1 نحن نعتقد أن تشجيع برشلونة والريال في كرة القدم، وهم فرق من مملكة إسبانيا، أفضل بكثير من عقد علاقات مع دول إرهابية، قامت بقتل الشعب العراقي علنا، ودعمت الإرهاب في العراق بالمال والسلاح والسياسة، بعكس مملكة اسبانيا التي لم ترسل الإرهابيين لكي يقتلوا الشعب العراقي، وكذلك لابد من ملاحظة النتائج الإيجابية للتواصل بين الجمهور الشبابي العراقي، وبين هذين الناديين، حيث تضامنوا مع ضحايا الشعب العراقي من الذين قتلهم العربان من خلال إرسال حيواناتهم المفخخة، وتقديم الدعم المالي، والأسلحة، والدعم السياسي العلني لكل الجماعات الإرهابية. نقول ان تشجيعهم، والتواصل معهم أثمر علاقات في مصلحة الشعب العراقي، أعطت الدفع المعنوي للشعب، وأوصلت رسالة إنسانية على أنهم يقفون مع الشعب العراقي في محنته. ومن المؤكد أن هذا أفضل بكثير من فتح علاقات مع الدول الإرهابية، لأننا نوصل رسالة براءة مجانية على جرائم هذه الدول في العراق. 2 نحن نعتقد أن الله عادل، ولا يفرق بين خلقه سواء كان مسلماً، أو غير مسلم، لأننا نؤمن أن من صنع الكهرباء وهو غير مسلم ستكون له حظوة عند الله أكبر بكثير حتى من بعض علماء المسلمين الذين لم يقدموا للبشرية غير الكراهية والحقد والحروب طوال 1400 عاما، بينما كان شعب العراق، قبل آلاف السنين من هذا التاريخ، وهو أول شعب على أرض الخليقة، يقدم أعظم الإنجازات للبشرية التي مهدت لكل العلوم، وهو القراءة والكتابة، وسن القوانين. والسؤال هنا ماذا قدم العرب المسلمون طوال 1400 عاماً!؟، أمام هذا الكم الهائل من الصناعات التي قامت في الدول الأوربية وشرق أمريكا، واليابان، والصين، والإتحاد السوفيتي، بعد أن أطاحوا بتسلط الكنيسة، التي كانت تعدم العلماء بسبب جهل الكنيسة، التي تعتبر التطور العلمي والإنساني ثورة ضد القيم السماوية التي رسموها هم أنفسهم من أجل مصالحهم الضيقة الدنيئة. 3 لاتقولوا قال فلان، وقال علان وأنتم تعرفون أن 90% من التاريخ الإسلامي مزور، وهنا نقصد الأحاديث والروايات التي كتبها القوم الذين عادوا إلى التسلط على رقاب أمة العرب، وعلى سبيل المثال: بعد مئات الأعوام، عندما تقرأ الأجيال عن المعارك الجارية الآن بين الدواعش، والشعب العراقي، فماذا سيدرسون، أكيد سيدرسون مايسطره المنتصرون، وهنا لا نعلم مَن هم المنتصرون، فربما في النهاية، وبسبب سياسة الإنبطاح، سينتصر الدواعش، وان كانوا بثوب وإسم آخر، اذن سيدرسون جرائم الحشد الشعبي الصفوي، ويستشهدون بأقوال أهل القوم أنفسهم، تحت شعار(وشهد شاهد من من اهلها)، أما وضع التصاريح(الأحاديث) والشهادات، فلا يوجد أسهل من ذلك. 4 ندعوكم الى فحص وتدقيق الماضي، والحاضر، والمستقبل، وقراءة رحمة الله، وعدالته، وحبه لخلقه كما يليق به، لأنه الحق، أما البقاء طوال أعمارنا ونحن نعيش على سكة قطار الماضي، فسيقودنا في النهاية إلى المفسدة الأعظم لكل طبقات المجتمع، وخاصة الشباب منهم، وعلامات هذا الفساد أصبحت مرئية، حيث ازدياد وتنامي الأفكار الملحدة بين الشباب، ولايمكن أن يقنع هؤلاء بالقول ان الإسلام مختلف عما يراه هذا الشاب، لأنه لايعرف سوى حقيقة واحدة، ان الإسلام هو رجل الدين الذي يسير على الأرض، ويأكل ويشرب وينام، ويعمل، فان كان هذا الرجل فاسداً فهذا يعني في نظر الشباب ان الإسلام فاسد، ولاينفع أي دفع لهذا البلاء خاصة إذا ماعلمنا أن رجال الدين اليوم أصبحوا ملياريون، وطبعا المواطن ينظر إلى الرموز منهم، وليس إلى العوام منهم. 5 ان التواصل مع الآخر، والفرح لفرحه، والحزن لحزنه، يؤدي في النهاية إلى علاقة إيجابية على كل المستويات السياسية والإقتصادية، والثقافية، والعسكرية، وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة بسيطة، كالبذرة حينما تسقى تصبح في النهاية مثمرة. 6 ما يؤخر أي مجتمع عن باقي المجتمعات المتطورة، والمتحضرة هو انكماش ذلك المجتمع على نفسه، وأفكاره التي توارثها، ولم يصنعها أصلاً، ولايقوم بأي خطوة لمراجعة أفكاره وعاداته وتقاليده التي اكتسبها بالوراثة. 7 فهل أن مشاهدة أو تشجيع، أو ممارسة كرة القدم تصيبنا بالتخلف، وعدم التطور، حسب مافهم من مقالكم؟ فلو كان ذلك صحيحاً، فأكثر مَن جُنَّ بها، على كل المستويات الشعبية، صغارا وكبارا هي الدول الأوربية، واليابان والصين والبرازيل، والأرجنتين، وهذه الدول متقدمة علينا بمئات السنين، فلماذا لايصيبها ماتحذرون منه؟. 8 عندما فتحنا عيوننا في هذه السنوات القليلة الماضية، بفضل تطور وسائل الإتصالات، وسرعة الوصول لأي معلومة، وبفضل الحركة العالمية التنويرية، اكتشفنا أن عدالة الله ورحمته لاتقف عند دولة، أو جماعة، أو فرد على خلفية دينية بعينها، بل ان عدالته ورحمته تسع كل شيء، لأنه خالق كل شيء، ولايليق به إلاّ أن يكون عادلاً، فلايمكن أن يظلم العلماء كما ظلمهم رجال الدين عبر كل العصور، فتأثير إختراعاتهم كانت سبب في إسعاد كل البشرية، وتطوير وسائل عيشهم، فلايمكن أن يضعهم في النار، بينما يضع بعض الجهلة من الذين لم يسلم منهم حتى الحيوان، وليس فقط الإنسان، علماً أن أكثر الأمم المتخلفة في كل شيء، هي الأمة التي نسميها الإسلامية. لذلك أعيد القول إنني مسلم وأشجع برشلونة ياسيدنا.
|