انتفاضة العراق في ذكراها الخامسة ( الحلقة الثالثة ) على رغم فشلها حققت الانتفاضة انجازات كثيرة

 

العراق تايمز: كتب النائب فائق الشيخ علي

من صحيفة " الحياة " اللندنية ، عدد 12082 الصادر في الأحد 24 آذار ( مارس ) 19966 م

لم تحقق الانتفاضة العراقية إسقاط النظام وإقامة البديل ، ولهذا يتساءل كثيرون : إذا كانت الانتفاضة لم تحقق هدفها الأساس الذي قامت لأجله ، فماذا حققت للعراقيين غير مزيد من الدماء والنهب والتدمير ؟!
 حققت الانتفاضة أهدافا أخرى ربما لم يدخل بعضها في حسابات الثوار أنفسهم ، ولكنها في أي حال ستبقى أهدافا ذات مغزى كبير دخلت التاريخ ، لتكون عبرة للآخرين ، ولن يستطيع أحد التغاضي أو الإعراض عنها .. ومن هذه الأهداف :

أولا : انتقال الخوف من معسكر الشعب إلى معسكر السلطة :

يندر أن يوجد بلد في العالم ينافس العراق بعدد الطواغيت الذين حكموه ، ويندر أن يوجد حاكم ينافس صدام حسين في ارتكابه الجرائم ضد شعبه . فقد أدخل هذا الطاغوت الخوف والرعب إلى بيوتات العراقيين ، عبر اتباعه نوعين من السياسة في اختراق الشعب العراقي وتفتيته ، هما : الترهيب والترغيب في آن .
 تمثلت سياسة الترهيب في عقوبة الإعدام لكل مَنْ تعتبره السلطة أساء بحقها ، حتى لو كان السبب " كلمة " يتفوه بها إنسان وهو في حالة فقدانه الوعي ، بما لا تتحقق معها مسؤوليته الجنائية . ودخلت عقوبة الإعدام لهذا اللون من الممارسات في القوانين العراقية ( كقانون العقوبات ) والقرارات التي أصدرها صدام ، فضلا عن الأوامر والتوجيهات الشفوية .
 أما سياسة الترغيب ، فتمثلت في إغداق المناصب والأموال والامتيازات على كل من يتجسس لمصلحة السلطة . وأصبحت نسبة العملاء والجواسيس ووكلاء الأمن وكتّاب التقارير 1 إلى 16 في دولة لم يتجاوز عدد سكانها 16 مليون إنسان عام 1990 م . وأصبح العراقي بعكس ما تقره الشرائع والقوانين والأعراف مُداناً حتى تثبت براءته !
 وبفضل هاتين السياستين استطاع صدام أن يحافظ على سلطته ، وينأى بنظامه عن أي تحرك شعبي يمكن أن يطيح به . وفي الانتفاضة وجد العراقيون أن ليس هناك ما يغريهم في الاستمرار بصمتهم عن النظام بعد كل الجرائم والمذابح التي تعرضوا إليها .. فثاروا ضده وهم راضون بنتائج مخاطرتهم تلك .
 وبسبب بعض الممارسات والإجراءات التي اتخذوها بحق أتباع السلطة خلال الانتفاضة ، ولوجود الاصرار على تحدي النظام والبطولات التي أبداها الثوار ، انتقل الخوف والرعب من صفوف الشعب إلى صفوف النظام .. وما إغراق صدام حسين الانتفاضة في بحر من الدماء إلا تعبير عن الحالة الجديدة التي انتابته . فللمرة الأولى في حياته يشعر صدام بخوف حقيقي من الشعب العراقي ، وبأن مصيرا مظلما بات ينتظره من خلال الانتفاضة .
 ويتذكر مدير جهاز استخباراته العسكرية اللواء وفيق السامرائي ، في مذكرات بدأ ينشرها أخيرا في صحيفة عراقية معارضة ، فيقول : " عندما اشتدت الانتفاضة أخذ صدام يبكي ويقول لا ندري ماذا يبيّت الله لنا غدا .. والشاهد على ذلك طارق عزيز وطه الجزراوي وصابر الدوري وسبعاوي . وكعادته بكى طه الجزراوي على بكاء سيده " ( نداء الرافدين في 26 كانون الثاني - يناير - 1996 م ) .
في شهر آذار ( مارس ) 19966 م انقلبت " معادلة الخوف والرعب " رأسا على عقب ، فبينما هي تتلاشى لدى الشعب بدأت تدب في رأس النظام وأركانه .. ومن يومها بدأت ترجح كفة الشعب على كفة النظام .
 معادلة الخوف والرعب هذه لم تجد مَنْ يكتب عنها طوال خمس سنوات من عمر الانتفاضة ، وإنما كل ما قيل عن هذا الموضوع هو ان أحد إنجازات الانتفاضة العراقية كان " كسر حاجز الخوف لدى الشعب " .. ولم يكن هذا الوصف دقيقا لما حصل ، لأن الشعب كان ناقلا للخوف ، وليس كاسرا له .. وبهذا تكون الانتفاضة أعطت درسا قاسيا لنظام صدام والأنظمة التي ستليه إذا ما جاءت على شاكلته .

ثانيا : اكتشاف الوثائق :

لا يزال كثيرون لا يصدقون قصص الرعب والموت والإبادة الجماعية التي أحدثها صدام في العراق . والغريب أن نسبة من هؤلاء المكذِّبين والمشككين مثقفون وأصحاب أقلام عرب . فهم يظنون أن مَنْ يتحدث عن هذه القصص ، إنما يحكي من خياله ، وإنها مجرد أوهام وكوابيس تنتاب بعض معارضي نظام صدام ، فينسجونها في أساطير وحكايات .
 فمأساة " حلبجة " مثلا ، يصرُّ البعض على انها لم تثبت أن صدام استخدم الأسلحة الكيماوية والغازات السامة في إبادة تلك المدينة ، على رغم الأدلة والبراهين ، من صور تلفزيونية وكاسيتات تسجيل ووثائق وغيرها !
 حين اقتحم الثوار أوكار السلطة الأمنية والاستخبارية والحزبية خلال الانتفاضة عثروا على ملايين الوثائق ، التي تحكي قصص الموت ، من أوراق وصور وكاسيتات فيديو وتسجيل إلى آلات وأجهزة تعذيب وغيرها .. لكنهم – للأسف الشديد – لم يقدروا قيمة الكثير منها ، ولم يدركوا ماهيتها وأهميتها ، لأن ظروف القتال واحتياجهم إلى ما هو ضروري لإدامته ، كالأسلحة والوقود والغذاء صرفتهم عن جمعها وانقاذها من الحرائق ، تلك التي أشعلها أتباع النظام قبيل فرارهم من مؤسساتهم ودوائرهم .
أما مصير ما أُنقِذَ منها ، فكان كالآتي :
 قسم أحرقه الثوار أثناء دخول الجيش إلى المدن المنتفضة . سألتُ السيد محمد تقي الخوئي خلال زيارته إلى لندن عام 1993 م عن مصير عشرات الآلاف من الوثائق التي سلمها الثوار إلى مقر قيادة الانتفاضة في بيته بالنجف الأشرف ؟ فأجاب : " إنني أحرقتها كلها أثناء دخول الجيش النجف " .
وقسم آخر دفنه الثوار خارج مدنهم بعد سقوطها بأيدي قوات الحرس الجمهوري . 
أما القسم الثالث فاستطاعت السلطة استرجاعه فيما بعد بأساليب كثيرة .
 وعلى رغم هذا كله استطاعت قوات الولايات المتحدة الأميركية الموجودة في شمال العراق ( كردستان ) العثور على كميات هائلة من الوثائق ، بلغ وزنها نحو 18 طنا متريا وربع الطن ، نقلتها في الطائرات على مراحل إلى قاعدة " إنجرليك " التركية صيف عام 1991 م ، ودعت الأميركيين للاطلاع عليها ، ثم شحنتها إلى الولايات المتحدة ، ليعكف على دراستها ونشرها مجموعة من الخبراء والمتخصصين ، أحدهم الدكتور كنعان مكية .
ونشرت منظمة مراقبة الشرق الأوسط 588 وثيقة ، تحكي قصص الموت والإبادة الجماعية في العراق ( من مجموع يُقَدّر بنحو أربعة ملايين وثيقة ) .
 وفي واحدة من الوثائق الصادرة عن " رئاسة الجمهورية – مديرية الاستخبارات العسكرية العامة " بتاريخ 26 – 6 – 1988 وبرقم ق 3 - قادسية صدام – 404 تحمل تصديرا " سري للغاية " وموضوعها " التقرير الفصلي عن المخربين ( الثوار الأكراد )" وردت الفقرة التالية :
" ب – خلال شهر آذار 1988 قامت طائراتنا بقصف مقرات زمر التخريب في قريتي سيوان  4596 وبلكجار 4294 وتوجيه ضربة كيماوية نتج عنها قتل 50 مخربا وجرح 20 مخرب آخر " !
 وثائق أخرى صادرة عن رئاسة الجمهورية ودوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية وقيادات فروع حزب البعث العربي الاشتراكي ، وموقعة من صدام حسين وعلي حسن المجيد ومسؤولين وضباط كبار في الدولة ، بأرقامها وتواريخها وأختامها ، تتحدث كلها عن اوامر وتنفيذ أوامر بالقتل الجماعي ، وإزالة قرى ومدن كاملة من الوجود ، ومصادرة أموال الناس المنقولة وغير المنقولة ، وفرض الحصار الغذائي على العوائل العراقية ( قبل أن تفرضه الأمم المتحدة على العراق عام 1990 م ) وتخوين العراقيين ومراقبتهم وملاحقتهم ، والامتناع عن الإجابة الصحيحة بشأن مصير المعتقلين منهم ، وبث الدسائس والفتن بين معارضي النظام ، وأسماء العملاء منهم للسلطة .
 ولعل أطرف ما قرأناه في هذه الوثائق ( التي عثرنا عليها خلال الانتفاضة ) هو ملفات كاملة عن كل معارض لنظام صدام ، فيها اسمه الحقيقي وأسماؤه المستعارة التي يستخدمها لإبعاد الشبهة عن نفسه ، ومواليده وعشيرته وأهله ونشاطاته ، وكل ما يتعلق بسيرة حياته الشخصية والعامة .
 هذه كلها كانت خافية على العراقيين – وغيرهم – ولم يطلعوا عليها إلا حينما أصبحت في متناول الثوار .
 فوجئ عراقيون كثيرون عندما قرأوا أسماء أقرب الناس إليهم يتجسسون عليهم لمصلحة السلطة ، مثلما فوجئت نساء كثيرات كُنَ رفعنَ عرائض عدة إلى صدام ، يسألنه عن مصير ذويهن المعتقلين فكان جوابه دائما إنهم موجودون . وفي الانتفاضة اكتشفن إنه وقّعَ على إعدامهم منذ سنين !

ثالثا : إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والسجناء :

كما في كل انتفاضات الشعوب وثوراتها اتجه ثوار الانتفاضة العراقية إلى رموز الظلم والديكتاتورية يحطمونها ويدكون حصونها . وكان أول ما فعلته فتح أبواب سجون السلطة ومعتقلاتها وتكسير قضبانها وإطلاق جميع من كان فيها .
 خرج ألوف السجناء والمعتقلين إلى الشوارع ، وبدلا من أن يذهبوا إلى بيوتهم للقاء أهلهم وذويهم انضمت مجموعات منهم إلى الثوار ، حملوا السلاح وراحوا يقاتلون جلاديهم وآسريهم بشراسة قلَّ نظيرها عند الآخرين .
 كان بين الذين أطلقوا نحو خمسة آلاف كويتي وكويتية ، اعتقلهم النظام في بلادهم أثناء الغزو ، وجاء بهم ليلا إلى سجون العراق . كان الكويتيون مغيبين شهورا في العراق لا يميزون الليل عن النهار ، ولا يعرفون ما يدور حولهم ، خرجوا وهم في حال يرثى له يتساءلون : أين نحن ؟ وماذا حصل ؟
 وشرح لهم الثوار ما جرى بعدما أبعدوهم عن أماكن القتال . وسارع العراقيون إلى فتح بيوتهم ومقرات الانتفاضة أمامهم ، فآووهم وأطعموهم وكسوهم وقدموا لهم كل ما عندهم . وأخذ الكويتيون يروون مأساتهم للعراقيين ويحكون قصصا مروعة عن ظروف اعتقالهم وتعذيبهم وكانت حالهم تعبِّر تعبيرا صادقا عما يحدثون به .
 لقد كان عناق الثوار العراقيين للكويتيين كعناق الكويتيين لبعضهم بعضا ، وهم فرحون بخروجهم سالمين من أقبية الموت الصدامية . وفي حوار دارَ بين أحد الثوار ومجموعة من الأسرى الكويتيين في إحدى محافظات الجنوب ، قال لهم الثائر : 
 " نحن فعلنا الواجب علينا وثرنا ضد صدام وأطلقنا سراحكم .. ولكن فيما لو حصل لنا مكروه – لا سمح الله – فهل ستقفون معنا ؟! أجاب الكويتيون : كيف لا وأنتم مَنْ أنقذتم حياتنا ؟! أوصل العراقيون الكويتيين إلى بلدهم عن طريق قوات التحالف الدولي التي كانت موجودة داخل العراق . 
 وبعد أيام وإذا بالثوار العراقيين يقفون قرب الحدود الكويتية في صفوان يطلبون منهم إيواءهم وانقاذهم من بطش صدام ، الذي راح يفتك بالعراقيين . رفضت الحكومة الكويتية استقبالهم ، ولعلها كانت معذورة في تلك الظروف الصعبة التي كان البلد يمر بها ، ما حدا بالمملكة العربية السعودية إلى نقلهم إلى مخيم رفحاء في أراضيها .
 كان إطلاق سراح الأسرى والسجناء والمعتقلين من سجون صدام أحد أهم أكبر الأخطاء التي وقع فيها الثوار ، ذلك لأنهم أطلقوا سراح الجميع من دون استثناء . ولم يكن كل المعتقلين سجناء سياسيين أو مظلومين ، إنما كان فيهم القتلة والسراق والمجرمون ، وكان يجب فرز هؤلاء وإبقاؤهم في السجون ، إلا أن انعدام التنظيم وفرحة النصر وظروف القتال .. إلى عدم توفر الوقت الكافي لمطالعة كل حالة على حدة ، حالت دون إجراء عملية الفرز . 
 وليس هذا تبريرا لخطأ وقع ، فربما لم يشعر الثوار ساعتئذ بأنهم ارتكبوا خطأ .. إلا انه تبين لهم حين لجأ الثوار إلى دول الجوار ومنحتهم الحماية والرعاية فبرز أشخاص بدأوا يتحدثون كثوار باسم الانتفاضة ، وهم ليسوا كذلك .

رابعا : تعرية النظام :

أحد عشر عاما من حكم صدام حسين للعراق ( 1979 – 1991 ) م والعالم كله يتصور بأن العراق جزيرة هادئة رضي شعبه بحكومته ، وليس هناك ما يعكّر " مسيرة الحزب والثورة " سوى أفراد عملاء ومأجورين ، لا يمتون إلى هذا الشعب العريق بصلة . كانوا يظنون أو يتظاهرون بظن مصطنع بأن العراق فعلا بلد تحكمه القوانين ، وينظّم حياة مجتمعه نظام يسهر على حماية المواطن ويضمن له حاجاته .
أحد عشر عاما من حكم صدام حسين والعالم يتصور أن أطفال العراق يتغذون على " حُبِّ القائد " مع عُلَب الحليب ، وان العراقيين ملتفون خلف " قيادتهم الحكيمة " وان صدام هو " هِبَةُ الله " إلى الشعب .. هكذا كان إعلام صدام – ولا يزال – والإعلام الموالي له يصور الأوضاع داخل العراق .
أحد عشر عاما والعراقيون مكممو الأفواه مكتوفو الأيدي ، لا يستطيعون أن ينطقوا بحرف ضد النظام ، او يفعلوا فعلا من شأنه أن يلفت الأنظار إليهم وإلى محنتهم . ولم يكن هناك مَنْ يريد أن يصدّق – باستثناء القليلين – أن صدام حاكم ديكتاتوري ومجرم رهيب ليس له نظير في التاريخ ، شيَّدَ حكمه على أجساد العراقيين وجثثهم . لم يكن هناك مَنْ يصدّق أن لغة الدم هي التي تحكم العراق .
وفجأة .. صعق العالم وصحا على صوت انفجار مدوٍ هزَّ العراق من أدنى جنوبه إلى أقصى شماله . صوت يصرخ منه العراقيون : " لا لصدام .. لا للدكتاتورية البغيضة " .
فوجئ العالم بحقيقة كانت غائبة أو مغيبة عنه ، هي أن شرفاء العراقيين لم يرضوا بحكم صدام ونظامه ، وإنما كانوا راضخين ، لأن صدام والعالم هذا أرادوا لهم أن يرضخوا ، فاستخدموا ضدهم كل الأساليب ليجبروهم على الرضوخ .
ويوم تخلى العالم عن صدام وفتح أمام العراقيين بعض المنافذ ، أطلوا منها ليخبروا العالم حقيقة ما كان يجري في العراق ، فنقلوا إليه مآسيهم وآلامهم وعذاباتهم على مر السنين . تحدثوا أمام وسائل الإعلام ، وعرّفوا الشعوب بقضيتهم ، وشرحوا لهم قصة نضالهم وتضحياتهم من أجل التحرر من الظلم والاستعباد .
حدثوهم بكل ما لم يسمعوه من قبل ، فعرّوا صدام وكشفوا قناعه المزيّف وفضحوا أساليبه وأكاذيبه ، وتحوّل موقف النظام العراقي من المتغطرس المتكبر المزايد على القضايا بشعارات العروبة والوطنية والدين ، إلى مدافع خانع مستسلم ، وحتى ساكت في بعض الأحيان .
وازاء الضغوط السياسية والانسانية التي تعرضت لها دول العالم والمنظمات والهيئات الدولية من جراء الفواجع التي حلت بالعراقيين ، تبنت جهات دولية عدة القضية العراقية ، وراحت تتحدث عنها في مؤتمراتها واجتماعاتها ، واستخدمت تعابير حقوق الانسان ، واستصدرت القرارات الدولية في هذا الشأن ، وذهبت لجان عالمية إلى العراق تحقق في مواضيع انتهاكات حقوق الانسان .
كل هذه النشاطات جعلت كثيرين يتساءلون : أين كانت هذه المواقف يوم كان العراقيون يُذبحون في الثمانينات والعالم ساكت يتفرج من دون أن يحرّك ساكنا ؟
هذه المواقف العالمية الجديدة المتعاطفة مع الشعب العراقي هي التي دفعت البعض لأن يتساءل عمّن كان وراء الانتفاضة العراقية ؟!