من حكايات جدتي...الحادية عشر حزورات (الألغاز)

 

من الثقافات الشعبية القديمة الألغاز الشعبية والتي عرفت منذ الأزل، متعددة في جميع المجالات الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية والثقافية وتحتوي على موضوعات ومعلومات مهمة، وقد حبب القدماء الألغاز و مارسوها في أوقات الفراغ، لتباري في القدرات العقلية والمهارات الفكرية ونوعية الثقافة التي توجد عندهم، فهي فن السؤال المحير و الجواب اللازم المحدد، فهي سهلة وبسيطة في معانيها وألفاظها، وقد تحمل الألغاز صفة الاستفزاز والتناقض والوضوح في آن واحد، تتكون من كلمات ومعان متناقضة أو مركبة بأسلوب يثير الدهشة .

اتذكر سطح منزلنا والآسرة (الچربايات) المخصصة للنوم، وذكريات لا تخلو من لذة وطعم تلك الأيام، جزء من تقاليد العائلة العراقية في سهرة فوق السطح من ليالي الصيف، فيما مضى من الزمن واشتداد تعلق الناس بتلك الممارسة اليومية، بعد حلول العصر نصعد نرش السطح بالماء حتى يبرد، وقبل المغيب ونبدأ بفرش الدواشك حتى تبرد ، هذه الامسيات لا تخلو من السوالف والقصص الخيالية القديمة، ومن العادة تأخذ العائلة معها اثناء الصعود الى السطح (صينية الرگي وماعون فواكه وكرزات وقوري الچاي)، ما احلاها النوم على التكيف الرباني، في هذه الامسية الصيفية سالت جدتي لماذا ننام بالسطح ولماذا لا ننام في الغرف، أجابت بهدوء وابتسامة قائلة: يمه هذا ما وجدنا من ابائنا وأجدادنا ننام على هوى الله وبأمان الله، وكان قصدها في تلك الفترة الجيران في المحلة كعائلة واحدة والقلوب متصافية لا يخيم عليها سوى البساطة والهدوء والأمان، تفرح لفرح الآخر وتحزن إذا أصاب أحدهم مكروه.

ثم سألتها: لماذا يهجم علينا الذباب صباحاً، جابت: الذباب يهجم عليك أنتَ، ولا ننسى الشمس من الشروق كأنها متواعدة مع النائمين وعندها واجب لازم تهجج الناس من السطوح،كلها تنزل الى الغرف لتكمل نومها.

جلسنا حول صينية الرگي وبدأت جدتي بالحديث قائلة: اليوم اسألكم حزورات (الغاز) والذي يعرف الاجابة أعطية عانة (اربعة فلوس) يصرفها غدا عندما يمر بائع (شعر البنات)، (وهي حلوى تصنع من خليط من الماء والسكر يباع بين البيوت في الشوارع والأزقة الشعبية من قبل بعض الباعة حيث تجمع المادة القطنية للسكر المنفوش على عيدان رفيعة)، الكل يتحمس ينتظر الحزورة (اللغز) ويبدأ الهدوء على الجميع منتظرين ماذا تنطق جدتي  

قالت: (طمبر طقش طمبر طقش، بلا حناء ولانقش، اجانا صوت من بعيد، چنه جناجل العيد)، الكل ينظر نحو جدتي باستغراب ولا جواب من اي طفل، ثم قالت هذه الحزورة الثانية (ابيض بياضاني بسوكْ لاكاني آني تفاح العجم حطوني بالصواني آني اي آني لع آني أمبيض الخلع كلمن اجه حل جيسهْ واشتراني)، بحلق الجميع بوجه جدتي ولا نعرف الاجابة ابتسمت وقالت: اين شطارتكم ؟ سأقول الحزورات وكل واحد يعرف يعطني الجواب .

(بيضه بُضبُضه، تلمع لميع الفُضه، لاصاغها صايغ، ولالبستها حُره).

(سفينة عمي عباس، امحمله كلها اجراص).

(گبتنا حناحين، بيهه مطر بيهه طين، بيهه اثنعش شنداخه، كل شنداخه بتلاثين) .

(جانه خُطار،من ديرة مابيها أغبار، گاعد على سكمليين، ما ناجرهن نجار، وشرب من حوضين مامحميات بنار).

(أذبه من المنارة للگاع مينكس ، أذبه بالمي ينكسر) .

(اثنين واتلاثين عروسه بيضه وابنصهن عريس احمر).

(عشره وعشرتين، وبگدها مرتين وخمسة وقلااثه وثنين) .

(هِرف هرف للشط أووكف).

(حازگ لازگ أبكل شئ لازگ).

(راسه جرص، ذيله مگص، ظهره فحم، بطنه شحم) .

(أسود سويداني،بالسوگ لاگاني، اعمامته خضره، والخلقه رباني).

(اذا گصيت رأسه طار).

(لابس أسود مو حزين، بيده سبحه مو خيّر، يضرب أبره مو طبيب).

(أربعة.. چرخ مرخ.. واثنين عنطزلري.. و واحد ايكش الذبان).

(طلع من الگبر ..وكصايبه خُضُر).

(يطلع من بطن امه ويحك ظهر ابوه).

(ياكُل مينكال).

(بطنه بيضه وظهره اسود).

غلب النعاس الجميع ولن يربح اي طفل العانة وقد وعدتنا جدتي انها ستكمل الحزورات (الألغاز) في مساء اليوم التالي، نلتقي في العدد القادم من حزورات وهي مادة اللهو اثناء السمر في الليالي العراقية القديمة حيث كانت تنعدم وسائل الترفيه الحالية ، وتمتاز بلهجتها الشعبية والبساطة ومستنبطة من الحياة التي يعيشها واضع اللغز، كما تمتاز بطغيان السجع على تركيبها.  

الاجوبة:الهاون ، الصابون، القمر، الدف ، السنه ،المولود حديثا ،الورقه ،الاسنان واللسان ، المائة ،الحذاء ، الاسم ، طائر السنونو المهاجر او طير السند وهند،الجواب الباذنجان ، قطار ، عقرب ، الحمار ، بصل اخضر ، الشخاطه(علبة الكبرت) ، النار، القدر،