لم نسمع تعليقا او رأيا لجنرالات الهزيمة وهم يسمعون ويرون بام العين الانتصارات المبهرة التي يحققها بواسل الجيش والاجهزة الامنية في ايسر الموصل وايمنه! تكرش علي غيدان حتى عاد بلا رقبة، واتخم سعدون الدليمي بمال الفساد ، وغطس حتى اذنيه بعار النكسة والنكوص ،فولى الدبر مدحورا ليعيش عيشة راضية في عواصم الترف! كان جيش النكسة يبتز اهالي الموصل ويبزهم بالاتاوات نهارا ، ويوكل المهمة الى اداعش ليلا ، فلا غرابة ، اذا فضل الموصليون الدواعش على جيش فاسد ، وحكومة اكثر فسادا! ثمة فيالق على الورق وانفار في الميدان ، هناك جيش بلا عقيدة ولا معتقد ولا قيادة ، وجنود بلا قدوة ، وآمرون وقادة مشغولون بصفقات لاصلة لها الا بجيوبهم وتسوس ضائرهم، اما القيادة العليا فهي شريك بالهوان بقصد او بغفلة وغباء! 700 داعشي هزموا فيالق ، قطاع طرق كسروا ( هيبة) القوات المسلحة وقائدها الهمام! لاذ المهزومون ب( المؤامرة) وعلقوا عارهم على شماعة التآمر! لم تتشكل محكمة عسكرية لمحاكمة الضباط على تخاذلهم وجبنهم وهروبهم في لحظة كان الوطن كله مهددا بالاستباحة والضياع ! على العكس ، مازالت السن الخائرين والمندحرين طويلة، وصلفهم اشد ، ووقاحتهم ابشع ! الفروسية لاتعيش مع اللصوصية تحت سقف واحد ، والفارس المقدام لايمكن ان يكون لصا، وقناص الفرص لايصلح ان يكون قناصا في جبهة الحرب ! مالذي تغير ليسجل الجندي ذاته اروع ملاحم النصر في الجبهة ذاتها ، وضد العدو ذاته ،ويحول الانتكاسة الى اهزوجة تتغنى بها ابنة الموصل التي فضلت ، في لحظة شاذة من التاريخ، سبي الغرباء على ظلم ذوي القربى ؟ لاشيئ تغير سوى ان الوطنية العراقية عادت لتشحن المقاتل بالنخوة ، وان قادة ميدايين اثبتوا لجنودهم انهم سيكونون في مقدمة الصفوف وليس في مؤخرتها ، و ان الدم العراقي توحد ليتخندق السني مع الشيعي مع الكردي والشبكي واليزيدي في موضع واحد ، والاهم ان قيادة الفشل والفساد قد تنحت وانزوت!
|