السيد رئيس الجمهورية.... انت قائد ام مدير؟! |
لا أعلم، ولا ادري ، ولا اتخيل، ولااتصور، أن رئيس الجمهورية محمد فؤاد معصوم يجلس صباحا وهو مقتنعا بأدائه كرئيس لجمهورية، اعتاد العراقيون على رئيس جمهورية فعال ومتحرك هو مام جلال طالباني (شافاه الله) ويبدو انه من سوء حظ السيد معصوم خلف مام ، لان اي عراقي مراقب او مطلع سيلمس الفارق في الأداء والفعالية. لم يكن مام جلال مقيد بقضبان الدستور بل كان فاعلا في الأزمات السياسية الكبيرة ومرجعا لكل خلاف وكان(فريضة) الكتل السياسية على العكس تماما من السيد فؤاد معصوم الذي لانسمح له صوتا ولاتغريدة ولانشاطا ولاموقفا واضحا على الارض سوى تلك اللقاءات الدبلوماسية واستلام أوراق السفراء الجدد . بمقدور السيد معصوم ان يتحول قصره الرئاسي الى مكانٍ لحل الأزمات الكبيرة واستقبال المتخاصمين والمتنافرين وكان بمقدوره ايضا ان يسد فراغ الأب الروحي للعملية السياسية مام جلال عبر تحوله الى رئيس فعال لا خامل ومتحرك لاثابت. تجربة السيد معصوم في كرسي رئاسة الجمهورية كانت تجربة غير ناجحة من حيث المنظور العام فقد غلب عليها السكون والهدوء وكأنه يرأس بلدا غير العراق الساخن دائما. يقولون في التنظير السياسي ان السياسة حكم وسلطة، السياسة فن الممكن، السياسة رعاية الناس، بينما السياسة هي الدولة وكيف تبنيها هي ان لاتجلس على كرسي وانت من تضع الحبال عليك، وانت من تركض وراء القيود وانت من تعشق الجلوس بعيدا عن الأزمات يمكن لأي فرد عراقي ان يكون رئيسا للجمهورية لكن من الصعب جدا ان يكون قائدا لجمهورية العراق ... والتجربة مع السيد فؤاد معصوم خير برهان وانضج دليل اللهم كثر القادة وقلل المدراء |