الديمقراطيون قادمون

 

قال لي ابو احمد اقرأ هذا العنوان الديمقراطيون قادمون

قلت له نعم انهم قادمون

قال لا ادري هل هم حزب  فئة  قوميون اسلاميون عشائريون علمانيون

قلت انهم من كل هذه المجموعات لكل واحد من هؤلاء فكره رأيه وجهة نظره موقفه هدفه برنامجه حزبه قوميته وطنه دينه مذهبه لكن هدفه خدمة الجميع ومنفعة الجميع وفائدة الجميع منطلقا من مصلحة وفائدة الاخر لا من مصلحته وفائدته

والجميع تطرح افكارها ووجهات نظرها  والشعب هو الذي يختار ما يراه وما يقتنع به

الديمقراطي لا يهمه الشخص المجموعة  البرنامج الذي يختاره الشعب الذي يهمه ان يكون  اختيار هذا المرشح هذا البرنامج عن قناعة ذاتية بدون خوف من احد او مجاملة لاحد

لا شك ان الديمقراطية تحتاج الى ممارسة الى تجربة وكلما كانت الممارسة التجربة اكثر ومستمرة كلما تمكنا من تطبيق الديمقراطية بشكل افضل واحسن

لهذا يتطلب من دعاة الديمقراطية ان يكونوا ديمقراطيون وملتزمون بقيم واخلاق الديمقراطية ان يصفقوا للشعب لارادة الشعب لا ختيار الشعب

لهذا نرى الشعوب تحتفل احتفالات كبيرة بعد نجاح اي عملية انتخابية باعتبار ذلك اليوم عيدا كبيرا لان هذا اليوم يوم عيد للشعب وفوز للشعب بغض النظر عن الطرف الفائز فهم يرون الشعب هو الفائز

انه عيد الديمقراطية وفرحة الديمقراطين

الديمقراطي يشعر بالأسى والحزن عندما يحس ان هناك  بعض التزوير ان هناك من مارس الضغط على الناخب سواء بالترغيب او الترهيب على ارادة الناخب على قناعة الجماهير فان ذلك عند حدوثه جريمة كبرى وخيانة عظمى واساءة كبيرة  لسمعة وكرامة وشرف الوطن والشعب ومستقبلهما

لا ارى هناك خيانة وجريمة و عدوان ضد الشعب والوطن تضاهي جريمة وخيانة وعدوان تزوير ارادة الجماهير الضغط على الجماهير من اجل تغيير قناعتها وارادتها

الديمقراطية يعني حكم الشعب كل الشعب بكل اطيافه والوانه ومعتقداته وأحزابه ووجهات نظره وبهذه الحالة لا يحكم في البلاد اتجاه ولون ورأي واحد بل الذي يحكم هو المحصلة النهائية لكل هذه الاتجاهات ولكل هذه الاراء ولكل هذه الالوان

من اهم مميزات الديمقراطية  الاغلبية لها الحكم وللاقلية المعارضة  من الطبيعي هناك دستور متفق عليه من الجميع هو الذي يحدد صلاحية ومهمات  من يحكم ومن يعارض

والحكومة التي لا توجد لها معارضة حكومة فاشلة اولا وثانيا انها غير ديمقراطية ومثل هذه الحكومة تشكل خطرا كبيرا على مستقبل الشعب والوطن وما حدث للشعوب في ظل مثل هذه الحكومات من دمار وخراب وقتل وفساد الا دليل واضح وبرهان ساطع وهذا امامنا الشعب العراق والعراق في ظل حكومة صدام والشعب الليبي في ظل حكومة معمر القذافي وكثيرون من امثالهم

من هذا يمكننا القول ان الحكومة الناجحة دليل على وجود معارضة ناجحة

ففي هذه الحالة نرى تنافس بين الحكومة والمعارضة من اجل خدمة الشعب من اجل تحقيق رغبات الشعب فتحاول المعارضة جادة من اجل ايجاد اي سلبية اي مفسدة تقوم بها الحكومة وكشفها للشعب ومحاسبة المقصر والمسئول عنها وتعمل الحكومة جادة من اجل ان لاتمنح المعارضة اي مبرر للتشهير بها

على خلاف الحكومات التي لا توجد لها معارضة بأي حجة حتى لو حجة الشراكة او المشاركة ففي هذا الحالة يبدأ التنافس والصراع من اجل المصالح الخاصة والمنافع الذاتية فيسرقون ويفسدون ويقتلون ويزورون  وتتكاثر الازمات والصراعات والضحية هو الشعب العراقي الذي لا حول له ولا قوة وهذا ما يحدث في العراق بعد التحرير والتغيير الذي حدث في العراق

لكن الانتخابات الاخيرة اي انتخابات مجالس المحافظات احدثت تحولا  في تفكير الجماهير من هذا التحول هو العزوف عن التصويت رغم انها حالة سلبية  الا اني اراها حالة ايجابية فالمواطن لم يعزف عن الانتخابات وانما وصل الى مرحلة الشك وهذا الشك اوقفه  وبدأ يعيد النظر في موقفه لا شك يحتاج الى بعض الوقت ليتخذ قراره

نأمل ان تكون الانتخابات البرلمانية القادمة باب جديد ومرحلة جديدة في تغير المواطن من حالة الى حالة اكثر تطورا اي  ينطلق من قناعته الخاصة من ما يمليه عليه ضميره وعقله مبتعدا عن العواطف عن الخوف عن المصالح الضيقة

قلنا ان الديمقراطية كالعوم في البحر تحتاج الى الدخول الى البحر وممارسة العوم  ويحتاج الى ممارسة مستمرة والى وقت ولا بد من الاعتماد على الغير  والشعب العراقي دخل بحر الديمقراطية وبدأ في  الممارسة وبدأ يتعلم وقد اجتاز مرحلة  الاعتماد على الغير وبدأ يمارس الديمقراطية بالاعتماد على نفسه فانه تجاوز مساعدة الغير والخضوع لتعليماته كما انه تجاوز مرحلة الخطر

 وهذا يجعلنا في حالة  كبيرة من الامل والتفاؤل   بانتصار الديمقراطية والديمقراطين في العراق

فلا تتعجب يا عزيزي عندما تسمع الديمقراطيون قادمون.