مـحـنــة طـلاق..وزير الطاقة |
لا خطوط مستقيمة في السياسة، تلك بديهية ساطعة أضحت تلخص حال السياسيين خارج وداخل ميادين عملهم في الحياة العائلية من جهة وحلبة، بل حلبات صراع السياسة من جهة أخرى حين تحاصرهم الأسئــــلة وحيثيات واقع الحال ومعادلة أضحت ســـاذجة كانت ولم تزل تنادي بملل وقلة حيلة عبر عبارة : (اعمل بالممكن و لا تنسى الطموح)، نقطة رأس السطر.. ولنا فيما تعرض اليه السيد وزير الطاقة البريطاني السابق (كريس هيون) والسيدة عقيلته (فيكي برايس) زوجته السابقة من عقوبة الحبس لمدة ثمانية شهور لكل منهما بعد أن قضت المحكمة البريطانية بذلك لتسدل الستار على فصول وفضول قصة سابقة كانت قد شغلت الرأي العام ووسائل الإعلام في عموم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لعدة سنوات،جاءت العقوبة وفق مقتضيات الإدانة الموجهة إليهما جراء تضليل العدالة والكذب بخصوص مخالفة السرعة الواجب الالتزام بها من قبل كل المواطنين الإنكليز وبلا استثناء كما حصل مع هذا الوزير، ربما حصل ذلك -من باب المقارنة العابرة- كما يحصل عندنا في العراق الجديد، ليس على صعيد ما يتعلق بقواعد وتعليمات المرور، بل على صعيد تطبيق الشعار المرفوع أو المكتوب على صبات أو واجهات جميع السيطرات المنتشرة في الشوارع والتقاطعات العامة ذلك الشعار الذي يقول؛(الكل يخضع للتفتيش) فضلا عن شعار آخر هو (القانون فوق الجميع) فيما نرى (عينك ... عينك) كيف تخترق مواكب السادة المسؤولين وتمرق في شوارعنا دون أدنى إعارة أو اهتمام لتطبيق تلك الشعارات والعبارات أو مجرد احترامها، على الرغم من تعليق لافتة بارزة نراها تنادي في عموم السيطرات بأن: (احترم...تحترم)!! ولعل طبيعة المخالفة والعقوبة التي تعرض إليها الوزير (58عاما) قبل استقالته من منصبه العام الماضي، رغم انه من أبرز الشخصيات السياسية في الحزب الليبرالي الديمقراطي، تعود للعام/ 2003 حين تجاوز السرعة المقررة والمسموح بها في قيادة السيارة، فيما تحملت زوجته (برايس) -آنذاك- والبالغة من (60 عاما)، أي أكبر من عمر الوزير بعامين، وزر تلك المخالفة ونتائجها لكي تتفادى منع زوجها من قيادة السيارة وفق مقتضيات قوانين بلادهم، لكن ما حصل في نهاية المطاف وبعد تفاقم الخلاف وصولا لضفاف للقبول بالطلاق جراء الخصام القاتل ما بين الزوج (الوزير) والزوجة (الخبيرة الاقتصادية) التي قامت بتسريب تفاصيل للصحافة، كانت قد تصدرت العناوين الرئيسية للصحف في العام/2011 في محاولة منها للنيل والانتقام من طليقها الذي ضحت من أجله برخصة قيادة السيارة، فيما كان (هو) يخادعها ويخونها عبر ارتباطه بعلاقة غرامية مع مستشارته، مما حدا بالزوجة لأن تقلب الدنيا عليه رأسا على عقب، وليحال الى المحكمة بتهمة تضليل العدالة والكذب، وما كان منه إلا تقديم الاعتذار علنا عبر وسائل الإعلام، طالبا الصفح من العائلة والأصدقاء وللدوائر الانتخابية وأصوات الناخبين، من أجل تحسين صورته،على أمل الفوز بانتخابات قادمة لا نظنها تمر هكذا على ناخبين قد يكررون أخطائهم مرة أخرى، قطعا لا.! |