الأعمى والطبّال

 

في احدى القرى الريفية يسكن ناصر الذي فقد بصره مذ كان طفلا لايتجاوز عمره السبعة اشهر بعدما رمدت عيناه وكان في ذلك الوقت يستعملون بعض الادوية العشبية التي يصفها البعض لعلاج الرمد الذي يصيب العينين،حيث كان الكثير من السكان في الارياف يعتمدون على تلك الادوية في شفاء بعض الامراض ولبعدها عن المراكز الصحية وانعدام التوعية الصحية والجهل الذي كان سائدا حينذاك،وبعد ان استعملت والدته بعض تلك الادوية تسببت بذهاب بصره تماما،مرت الاعوام واصبح ناصر شاباً عمره ستة عشر عاما.كثيرا ماكن يخرج امام البيت المشيد من القصب والبردي فيجلس بجانب السياج (الحوش)يقضي اكثر اوقاته في ذاك المكان يجتمع حوله بعض الصبية فيغني لهم اغان قديمة .وفي يوما من الايام وعندما كان جالساً في ذات المكان جاءه رجل معتوه يسكن في نفس القرية لكنه معتوه لايحب سوى الطبلة تراه اكثر اوقاته يحملها معه اين مايذهب فعندما راى ناصر جالسا جلس بجنبه واخذ يدق على طبلته وعندما سمع ناصر ذلك الايقاع اخذ يغني واستمر بعض الوقت الى ان تعب المعتوه من الدق، ترك الطبلة واخرج من جيب سترته قوطية اللف التي فيها التتن والورق وبعض السكائر الملفوفة لانه لايعرف لف السكائر،اخذ واحدة ودخنها ،واخذ ينفث الدخان على وجه ناصر

فقال له ناصر ،مابك لقد خنقتني بدخان سجارتك.ولااطيق تحمل هذا .اطفأها وألا فأذهب عني،فقال له،،،،،عليك تحمل دخان سجائري وصوت طبلتي لكن تصبح مغن بارع والا فلا احد يسمعك بدونهما، فقال له ناصر.  ان كان لابد من ذلك ومن اجل الغناء ساحتمل دخان سجائرك وكل ماتفعله وهذا لابد منه ?اني تحمل فقد بصري بسب اخطاء غيري لكني بالاخر لااحصد سوى الندم فمن كان في قعر بئر لاينفعه الغناء