تكاد مفردة الطائفية ان تكون اكثر المفردات التي جرى تداولها على السنة الناس والصحافة والسياسة وصولا الى الفيس بوك لعنا وتنكيلاً ، منذ انطلاقها في سنوات الفراغ الامني 2005- 2008 وحتى الان. الكل يعلن البراءة منها وتحميلها مسؤولية خراب النفوس والعقول والاوطان معا. لكنها وهنا مكمن المفارقة لم تزل تتربع على عرش مؤسساتنا الحكومية وقبة برلماننا وساحات حرب مجلس وزرائنا ومنابر خطبائنا بلا منازع.. واذرعها تتحكم في مصائرنا شئنا ام ابينا، ولايجري حديث بين اثنين الا وكان احد اسئلته، انت من اي طائفة؟ ولاتنفع كل توسلات الطرف الاخر ولا تحشيشاته للهروب من الاجابة، لانها ستحسم كل الاجوبة بعدها وتمنحها الاطار المناسب. المشكلة ان الطائفية بوصفها "مفردة" لغوية لا ذنب لها. ولكن كل الذنوب والموبقات التي يقترفها قادة البلاد مع سبق الاصرار والترصد تنبع منها لاسيما على صعيد تقاسم السلطات ، وادارة دفة الحكم في العراق. وهؤلاء كلهم اوهمونا ولايزالون عن تكبر واستعلاء وقبح ايضا ان الهدف منها هو التوازن ومن اجل استيعاب كل اطياف والوان الشعب العراقي، متناسين ان اول من اكتوى بنيرانها هم اطياف والوان الشعب العراقي دون غيرهم. لقد فشلوا حتى اللحظة في تطليق المفردة طلاقا ولو بائنا، كي يقنعونا بالتغيير الذي نحلم به. مؤسسات الدولة مازالت تئن تحت وطاة ما هو طائفي في كل شئ.. لم يسلم منها حتى القضاء و"القدر" والتعليم والصحة ووسائل الاعلام. بل وحتى اختلاف الاصدقاء بالرأي وعلاقة الازواج فيما بينهم تحكمت فيها بهذا القدر او ذاك الطائفية. وتشهد محاكم الاحوال الشخصية المزيد من حالات الطلاق .. الطائفي وهو احدث صرخة في موديلات الطلاق في المجتمعات. الطائفية، وماتبعها من محاولات تغليب طائفة على اخرى، غدت واقع حال استطاع فرض حضوره ورسم خريطته بخطوط واضحة وامام اعين الجميع وسكوتهم، ولم نحصد منها الا المزيد من الخراب والعزلة وتردي الاحوال وتفشي النفوس النهمة مقابل جوع نفوس اخرى، والاسباب كثيرة اهمها اننا تعاملنا معها بفوقية المحارب الذي لاتلفت نظره عثرة، في حين ان حجمها فاق كل تصور و قفلنا اليوم نبحث عن حلول لاجتثاثها.. ولعمري ان معرفة المشكلة نصف الحل، و النصف الاخر يكمن في حملة تطهير واسعة، لكل مؤسساتنا الحكومية الخدمية منها والسياسية يكون اداتها المواطن اولا، وهو يؤشر على موطن الطائفية بوصفها داء وبيلا . ويتولى بالتالي عملية دحرها بكل ماملكت ايمانه ، اقواها واضعفها، لنضع صندوقاً لها، في كل مؤسسة، نؤشر عليه كلمة ( حارب الطائفية) نرمي به كل شكوانا بشأن ممارسات ترتكبها تلك المؤسسات بأسم الطائفية، وبكل صورها.لم يعد يكفي ان نشتمها ونذمها سراً كما تعودنا فيما نتخلى عن كشفها جهاراً.. لنقرع من الان اجراس الحرب ضد ممارسي الطائفية ونفضحهم بالاسماء، فماداموا لايستحون من افعالهم علينا ان لانستحي من كشفهم ... اكتبوا اسمائهم وعلقوها في الشوارع والساحات والصحف، قاطعوهم وادعوهم لمغادرة بلادنا .. الشعب قادر على التغيير، مثلما هو قادر على الحياة بأبسط صورها، امنحوهم صورنا الاكثر تماسكاً ودعوهم يتخبطون بأئتلافاتهم الخاوية، وصراعهم على الكعكة التي لم يتبق منها الا جراحنا نحن وازمات ساستنا التي تجتر ازمات تلو ازمات، ولا خاسر الا الشعب. |