نواب يؤسسّون لمنطق فاشل في الموقف والخطاب

الجاهل في أمور السياسة هو الذي لا يعرف طبيعة العلاقات بين البلدان وكيف تكون، وماذا تمثل من ادامة صناعة السلام ونبذ الخلافات واقامة شراكات سياسية واقتصادية، وهذا الامر معمول به عالميا.

 دول وصلت فيها العداوة الى قيام حروب عالمية وامتلأت المدن بالجثث والقتلى وانتهت بموت ملايين من البشر، لكنها اليوم طوت كل تلك الصفحات الماضية ونست الكراهية وبدأت تعمل على تطوير بلدانها.

 لقد أصبحت علاقاتها في الوقت الحاضر راسخة وقوية، بعدما تجاوزت عقد الماضي.

 على سبيل المثال العلاقة بين امريكا والمانيا، او امريكا واليابان، رغم ان امريكا قد تركت جرحا غائرا في تاريخ اليابان وهي الضربة النووية في هيروشيما، لكنهما اليوم شركاء في ديمومة النظام العالمي اقتصاديا وسياسيا. الحل ينطبق أيضا على المانيا وهولندا التي احتلها هتلر في الحرب العالمية الثانية.

بالنسبة للنواب الذين يهاجمون رئيس الوزراء في كل محاولة منه لترسيخ العلاقات مع دول الجوار مثل السعودية أو تركيا، او دول العالم، مثل الولايات المتحدة، فانكم بإثارتكم العواصف بين الحين والأخر، يجعلكم صناع أزمات غير مبررة، وقد ادرك الشعب انكم بذلك لا تمتلكون رؤية لبناء بلدكم ولا يهمكم غير التأسيس لعلاقات خاسرة ومشاريع فاشلة من اجل العمولات واطلاق التصريحات الطائفية والتحريض على الكراهية.

نواب وسياسيون ليس لديهم هم سوى غريزة الكراهية ومحاولة اعادة العراق الى الوراء، وهي السمة البارزة في طريقة تفكيرهم الضيق والطائفي، هولاء لديهم عوق فني في الرؤية.

العراق بحاجة الى مد جسور العلاقة مع الجميع وليس صناعة خطاب متشنج أضاع فرص للبلد في ان يكون دولة قوية مؤثرة في المنطقة.

منطق هولاء لا يختلف عن منطق أي جاهل ليس لديه فكرة عما يحصل في البلاد وعما تشكله العلاقات بين السعودية والعراق – على سبيل المثال- من تحول سياسي واقتصادي مهم في ظل انتصارات عسكرية واضحة ضد الارهاب.

هولاء المنتقدون، يعيشون على البضاعة الفاسدة في الترويج للطائفية وبث الكراهية وهي نقطة انطلاقهم في تهييج مشاعر المواطنين الذين لم يروا منهم أي شيء غير التصريحات الرنانة والظهور الاعلامي على القنوات الفضائية وليس الكشف عن مواطن الخلل او البحث عن مشاكل البلد الاخرى التي لها ارتباط مع المواطنين.