ربما لم تمر الأسرة الصحفية طوال تأريخها بمحنة قاسية ومؤلمة ،أودت بحياة العاملين ضمن سلطتها الرابعة وعوائلهم ، وأوصلت أوضاعهم الى الحضيض ، مثلما وصلت اليها الآن منذ يضع سنوات!! كانت آخر السكاكين التي وجهتها الحكومة والبرلمان الى خاصرة الأسرة الصحفية ، هي (منحتهم) التي لاتتجاوز رواتب الأرامل والمطلقات، ومن ثم رواتبهم التي تم قطعها من أكثر من جهة صحفية، وجاءت إجراءات التقشف الحكومي، لتقضي على آخر آمالهم، في أن يحظوا بالحد الأدنى من العيش الآدمي!! ولم تفلح جهود نقيب الصحفيين الأستاذ مؤيد اللامي، بالرغم من كل وعود مسؤوليها بدءا من رئاسة الوزراء وآخرهم رئيس البرلمان، بحل هذه (الإشكالية) ولا تلوح في الأفق حتى الان أي بصيص أمل بإمكان ان تتحسن احوال الصحفيين أو يعيد أحد لهم حقوقهم المغتصبة ، بالرغم مما يقومون به من جهود جبارة وهم أغلبهم جنود مجهولون، يؤدون رسالة إنسانية ووطنية عظيمة وبالغة الأثر لخدمة الوطن والمجتمع والانتماء الحقيقي للعراق ولحضارته الأصيلة ، وهم أدوات أي تطور او نهوض او إعلاء شأن للجهات العليا، بالرغم من انهم يحرقون أنفسهم مثل الشموع ليضيئوا درب الآخرين، الا انه لا أحد من الحكومة او البرلمان يريد حقيقة أن يضع حدا لمحنتهم التي فاقت كل وصف!! وما إن اقترب موعد الانتخابات حتى راحت كبار الشخصيات في الحكومة والبرلمان تتحدث عن حقوق الصحفيين وعن معاناتهم، عله يكون بمقدورهم شراء ذمم الأسرة الصحفية ليكونوا هم أصواتهم وأبواقهم التي تردد طروحاتهم وبرامجهم، وتلمع صورهم المشوهة،أما قضية (معاناة الصحفيين) بل (مأساتهم) فأصبحت للاسف الشديد (لعبة انتخابية) مكشوفة ، وهي أقرب الى (المزايدات) السياسية من ان تكون إيمانا بحق الصحفيين في ان تحترم كراماتهم وكرامات عوائلهم التي ذاقت الأمرين، مما عانته من حرمان شاركت فيه جهات كثيرة، كانت الحكومة أحد أخطر تلك الجهات التي إمتدت الى لقمة عيشهم ، ومنها (المنحة) ، حتى أذاقتهم مر الهوان!! واذا كان بعض الصحفيين يتغنون بالحرية والديمقراطية في العهد الجديد ليل نهار ، وهم لم يقبضوا منها سوى خيبات الأمل ، فأن هناك حقيقة ينبغي أن يدركها الجميع، سياسيون وصحفيون ومثقفون، إن عوائل الأسرة الصحفية المعدمة منذ سنوات، لاتساوي لديها الديمقراطية (قشرة بصل)! |