نساء في أسواق البغاء

 

المرأة هذا الكائن العجيب ، الذي كرمه الله عز وجل بآيات في كتبه السماوية ثم وهبها جمالا واعطاها كنوزا من الحب والحنان، هذا الكائن رغم انها ضعيفة البنية ولكنها قوية الارادة صبور لها من التحمل ما لا يتحمله اي رجل مهما بلغ من القوة ومع ذلك فأنها حنون رقيقة الاحساس شفافة هذا التناقض الذي اوجده الله في شخصيتها جعل منها متفردة ومتميزة ،

وان اردنا دراستها بشكل وسطي معتدل علينا العودة للتأريخ لنستخلص منه القصص والحكايات عن دور المرأة وتأثيرها على الجوانب الحياتية منها والسياسية فقد عرفت المرأة بعظمتها وشموخها بقوة شخصيتها وفي اتخاذ القرارات الصائبة بشكل ايجابي على حياتها باعتبارها سمة من سمات الفرد الناجح الذي يحاول ان يجعل من وجوده في المجتمع شريك رقم واحد في البناء الاسري والمجتمعي باعتبارها ضرورة ملحة الوجود اي لا حياة بدونها كما ان المرأة بمشاركتها للرجل كشريك رئيسي ستجعل من مجتمعها مجتمع صالح و متحضر تتواجد فيه الاخلاق الحميدة اذا هناك علاقة متبادلة بين المرأة ومن حولها هذه العلاقة الوشائج الانسانية لها الغلبة في التعاملات اليومية وفي البناء الاخلاقي فالروابط الاجتماعية والاحاسيس المتجانسة بالوجدان الانساني التي تحملها في دواخلها تجعل المجتمع اكثر أمان ورقي وابداع يرافقها تجذير الايمان مع ذاتها والصلة الدائمة بالله للحفاظ على كينونتها وكيانها في مجتمع متماسك يساعدها في الاستمرار بمشروع الاصلاح الثقافي ونشر رسالتها السامية بالتالي زيادة قابليتها على التطور والارتقاء في سلم الحضارة .

لكن في ظل المتغيرات الجديدة التي مرت بها المرأة وجعلتها تواجه العديد من الازمات والمنعطفات التي فرضها التطور السريع للمجتمعات الانسانية كالعولمة مثلا وغيرها مما يحدث الآن من ثورة سريعة في كل التقنيات الحديثة انعكست سلبا في بعض منها على الدور الذي تتمتع به المرأة كما وان الازمات المالية التي حلت بشعوب العالم كان لمردوداتها دور كبير في شل حركتها فنجدها في الكثير من المجتمعات مثلها مثل الرجل في بعض الاحيان قد استسلمت للواقع المفروض عليها بعد ان حاصرتها الازمات ووضعتها في موضع لا تحسد عليه وهي ترى بعينيها انهيار برجها العاجي لتبدأ رحلتها الجديدة رحلة المشقات ليسقط البعض من النساء في مغريات مفروضة عليهن لا رغبة منهن في ممارسة هذه الامور اللا اخلاقية

والتي يعيبها المجتمع الذكوري علنا ويمارس غوايتها سرا هذه المغريات المرفوضة والمنبوذة مجتمعيا لكننا نراه يشجعها بصورة وبأخرى عن طريق الممارسة وجر ضحيته الى المتاجرة بفنون الدعارة وتقديم خدماتها القذرة وحركاتها الايحائية لزبائنها مرغمة في استمتاع الرجل كالجارية وذلك مقابل حصولها على مردود مادي يعينها على اعالة اسرتها بأعتبارها احيانا هي المعيل الوحيد في أدارة شؤون تلك الاسرة لتضع نفسها مقارنة بالرجل في المساواة دون الالتفات الى خسارة حياتها دنيويا وآخرويا .

كما وان نظرة الاخرين اليها بهذه النظرة القاتلة تشعرها بالخسة والاهانة امام نفسها اولا وامام عامة الناس ثانيا مما يحدو بها الى الشعور بالخجل كل هذه العوامل وعوامل الضياع وفقدان الراحة النفسية تؤدي الى ظهور عواقب صحية وخيمة جسدية ونفسية منها حالات الحمل و امور صحية هي في غنى عنها تظل عبئا ثقيلا لا مبرر له تكابده مدى العمر . ومن خلال الدراسات العلمية حول هذه الظاهرة اثبتت ان المرأة تتعرض لنزاعات نفسية وحالات تدهور وعدم قدرتها على أداء واجباتها بشكل الصحيح حيث حرص المختصون بالتعاون مع الجهات القانونية على إظهار احصائية نسب اقبال النساء على سلك الطريق الوعر من خلال الاتفاق مع عصابات لديها شركات تحاول ايقاعهن في مصيدتهم بسلوكيات غير شرعية واغراءات تتعامل مع نفسية المرأة وتحببها لهذا العمل بعد ان تجد سهولة هذا الطريق في بداية الامر واستحسانه دون التفكير بعواقب نهايته فتسقط في شباك هذه العصابات المتنفذة لينتهي بها المطاف لتجد نفسها امرأة ليل فتفقد حب اسرتها واحترام المجتمع لها ، ونجد احيانا احد افراد اسرتها كالزوج من يدفعها الى إقامة تلك علاقات الجسدية اللا اخلاقية مع الغير من اجل الحصول على المال مقتنعا به كأمر طبيعي بعد ان فقد رجولته وانسانيته .

ناهيك عن التعامل مع صورها المخلة بالاداب ونشرها في مجلات ومواقع الكترونية اباحية اصبحت في متناول الجميع وهذا يؤدي الى بث روح الشر في نفوس الشباب مما يؤدي بالانحراف بهم فضلا عن ابتعادهم عن القيم الاخلاقية التي اوصى الله بها في كتبه السماوية.

وفي نهاية مقالنا هذا علينا ان لا نغفل دور المرشدين والمصلحين وما ينتظرهم من امر عظيم وضع على عاتقهم وذلك من اجل ارشاد المجتمع وبث روح الوعي والاخلاق فيه عن طريق المحاضرات واللقاءات لعل في ذلك ما يصلح بعضا مما تمر به المجتمعات كما وللمعالجين النفسيين وتوضيحهم لخطورة هذه الظاهرة عبر جلسات نقاشية من اجل مساعدة المعنيين بذلك لمحاولة السيطرة عليها او تهميشها حال من خلال نشر وعي اخلاقي واجتماعي يتصرف على ضوئها هؤلاء الذين نعدهم ضحية التعاملات المجتمعية المريضة وغير الصحية ، وعلى الحكومات دور اكبر من ذلك فوجب عليها ممارسة دورها الرقابي فضلا عن دورها الحسابي وكما وعليها ايجاد حلول لبناء المجتمع والاخذ بها نحو الافضل لاسيما ما يعانيه المجتمع من فقر وبطالة وتأمين فرص للرجل والمرأة بوجود عمل ملائم لكل منهما وتحمل مسؤوليتها في بناء المجتمع بناء علمي صحيح والنهوض به وبالفكر الانساني والثقافي وتهيئة وسائل الاعلام المرئية منها والمسموعة والمقروءة ووضع برامج اجتماعية توضح فيها قيمة المرأة ودورها وضعها الاجتماعي في بناء المجتمع دون المساس بكرامتها واهانتها وتعزيز نزاهتها بغية الحد من مخاطر الفساد.