نحن نقابل الآخرين بعبارة السلام عليكم طارحين عليهم حبنا ومودتنا وترحيبنا بهم مظهرين لهم الالفة والود والترحيب بل ونتجاوز ذلك بالقبل على الخدود والاكتاف . وفينا نحن العرب من يسلم بعضنا على الآخر بدس الانف في الانف المقابل , أو ليس الانف هو رمز الشهامة والرجولة والإباء.

سوانا يحييون بعضهم البعض بدفع اليد اليمنى الى جانب اليد اليسرى متلاصقتين أمام الصدر مع انحناءة قصيرة من الرأس . وسوانا يحيون بعضهم البعض برفع القبعة عن الرأس او بدفع مقدمتها بالاصابع !.

نحن لا نرفع العقال لتحية المقابل اذا كنا من واضعي العقال على رؤوسنا كما يفعل ذوو القبعات ولا ندمج ايادينا الى بعضها أمام الصدور كما يفعل الهنود , ولكننا ندفع باليد اليمنى الى اليد المماثلة عند الشخص الذي نحييّه دافعين افواهنا باتجاه افواه الآخرين , ولا تكتمل حالة الترحيب الا بثلاث قبلات يسمع صوتها على بعد أمتار ! .

وقد لانكتفي بعبارة السلام عليكم بل ويتكرر السؤال عن الحال والامور والصحة والابناء والام والزوجة , ولا يسمح لنا باستخدام أي عبارة ترحيبية كما يفعل غيرنا , فلا يجوز لك أن تقول صباح الخير أو مساء الخير لأن ذلك لم يرد في تاريخنا وفي سننا ولم يؤثر عن السلف الصالح انهم ترجموا كلمة (بونجور) او سواها الى لغتهم , وظلت جملة السلام عليكم وعليكم السلام رغم ايحائها الجميل بالسلام منذ عهد النبوة الى يومنا هذا ,لم يشذ عنها الا اولئك المتفرنجون الذين يريدون طمس هويتنا الحضارية باستخدام عبارة صباح الخير اذا كان صباحاً ومساء الخير اذا كان مساء!!.

شيء جميل ان نلاقي من نحب وأن نعبّر له عن تقديرنا واحترامنا بطريقة بسيطة أو أن ننظم الانف بالانف والكتف بالكتف , والصدر بالصدر , وتصّور انك تدخل مجلساً به عشرات من الناس فتضطر الى ان تقبّلهم جميعاً من افواههم واكتافهم وخدودهم , وسوف يقللون من احترامهم لك اذا استعضت عن كل ذلك بعبارة واحدة من البعيد وهي عبارة (السلام عليكم) !.