على هامش الاسبوع الزراعي التاسع حضرت ورشة نقاشية عن دعم المنتج الوطني كانت برعاية النائب الاول لرئيس البرلمان الشيخ همام حمودي, وقرأ اوراق الورشة عدد من المختصين بالشأن الزراعي, منهم اعضاء برلمان وباحثون, والوكيل الفني لوزارة الزراعة. وحضر ممثل السيد رئيس الوزراء وليد الحلي, وقال كلمته القصيرة ارتجالا لأنه مهتم وباحث في قضية الزراعة على حد تعبيره. ما اسجله على تلك الورشة هو انها جاءت بأفكار حكيمة وواضحة كشمس الربيع, وآراء تفيض بالخبرة. واتفقت كل اوراق البحوث القصيرة التي سمعتها على ان اهم نقطة تخدم الزراعة هي ضبط المنافذ الحدودية. كل المشاركين في الورشة اشاروا الى هذه المشكلة. حدود غير مسيطر عليها، وهنا تخيلت بيتا كبيرا بلا شبابيك او ابواب. وقد وصف الشيخ همام حمودي خطورة المنافذ الحدودية بداعش جديد على الجهات الامنية ان تأخذه بنظر الاعتبار. قلت استمعت الى افكار كثيرة مضيئة تعرف ما هي المشكلة لكن لا احد يعرف كيف ستنفذ؟. توجد اطنان من الرؤى والنظريات لكن كيف نستفاد من نور النظرية, ومن ضوء الافكار؟. هذا هو اهم سؤال كان يشغلني وانا غارق في كرسي انتظار النتيجة النهائية من كل ما قيل. وحين نظرت الى الشخص الجالس الى جواري رأيته يغط بغفوة تفرضها الشيخوخة عليه هروبا من ملل او انزعاج. مرة قال بريخت ان مشكلة غلاء اللحم لا تحل في المطبخ. وهكذا مشكلة الزراعة لن تحل تحت سقف ورشة يشارك فيها المختصون ويقولون ما عندهم. وقبل ذهابي الى تلك الورشة اتصل بي صديق مثقف وسألني هل ستذهب الى ورشتك الزراعية قلت: نعم. قال ماكو فايدة يا صديقي. اجبته: لا بد ان احضر. وفي الحقيقة فكرت طيلة الطريق بكلام صديقي، واكتشفت انه يشعر بالخذلان والانزعاج الى درجة قد تصل الى التشاؤم. ومن المعلوم ان التشاؤم لا ينمو في كل مكان. ان شجرة التشاؤم تنمو في بيئة مليئة بافكار واقعية تضع حلولا لمشاكل الزراعة والصناعة لكن لا احد يستطيع ان ينفذ هذه الافكار. هنا يولد التشاؤم كابن شرعي لهذه الافكار، لذلك نام جاري العجوز في منتصف الورشة, وبدأ الحاضرون يغادرون القاعة قبل الانتهاء من قراءة كل اوراق الباحثين. كانت كلمة الشيخ همام حمودي واقعية جدا اشار فيها الى بعض مشاكل الزراعة. وكما قلت سابقا جرى التأكيد على ضرورة ضبط المنافذ الحدودية. وهنا يلتقي الشيخ بما طرحه بريخت من قبل حين قال ان مشكلة غلاء اللحم لن تجد حلها في المطابخ. نعم يعرف النائب الاول لرئيس البرلمان ان ورشة نقاشية لن تعيد للمنتج الزراعي هيبته القديمة، لذا فهو يرى ان المسؤولية تقع على الجميع, واكد انه اتصل بوزير الداخلية من اجل العمل على تنفيذ خطة تهدف الى السيطرة على ما يدخل الى العراق, وما يخرج منه. اكتشفت اني متشائم ايضا, وفي عقلي منطقة سوداء تهمس قائلة: ماكو فايدة!!
|