لا نريد الخوض في ممارسات وكوارث نوري المالكي ، التي أصابت العراق و العراقيين في الصميم ، وهي كوارث لا تتعلق بالفساد ونهب المال العام وحسب ، بقدر ماهي أدت الى إستيلاء داعش على ثلاثة محافظات وأكثر ، حتى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي والذي هو من حزب الدعوة أيضا" ، صرح من واشنطن أخيرا" ، أن هذا الفساد ، كان وراء إستيلاء داعش على هذه المحافظات 0 ولنعد الى عنوان مقالنا هذا ، والذي يتعلق بالجيش الإستشاري الذي جنده المالكي ، لمزاولة سياساته ، مع أن هؤلاء غير مهيئين بتاتا" لحمل هذه الصفة ، فما بالك ممارستها ؟ ! ... و على سبيل المثال لا الحصر ، ( المستشار الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية ) نوري المالكي ، المدعو عباس الموسوي ، و هذا المستشار قصته إعجوبة من عجائب المالكي التي لا تُعد ولا تحصى ، حتى راح هذا ( المستشار الفلتة ) في الفترة الأخيرة ، يتقمص دور الأفعى العمياء في لدغ هذا وذاك ، وكأن مهمته إنحصرت في هذا اللدغ ، وأن الإستشارة قناع لمهمته هذه 0 عباس الموسوي كان لاجئا" لجوءا" إنسانيا" في النرويج ، وبعد غزو وإحتلال العراق ، راحت قناة العالم الإيرانية تروج له بصفة ( مدير مركز الإعلام والدراسات العراقي في بيروت ) ! ، مع أنه لم يكن إعلاميا" أو دارسا" أو باحثا" ، إلا في مخيّلة القناة الإيرانية ! ، ويبدو إن هذا الترويج الإيراني لم يكن من فراغ ، وإنما كان التمهيد لإعلانه مستشارا" إعلاميا" لنوري المالكي ، خلفا" لمستشاره السابق علي الموسوي ، الذي راحت فضائحه الأخيرة تزكم الأنوف ولا سيما في بيروت ، ومن السخرية في هذا الجانب إن الأخير ، تم مكافأته ليكون مديرا" عاما" في وزارة الخارجية ... و هكذا دواليك 0 هذا النموذج ( المسخرة ) الذي يستقطبهم المالكي في أداء مهام الإستشارية ، يأتي من واقع ( الطيور على أشكالها تقع ) ، وإلا لماذا لم يستعن بكفاءات بارزة ونظيفة ووطنية بمختلف الصنوف ، ولو أخذنا الصنف الإعلامي ، فإن هناك الكثير من القامات الإعلامية التي تمت إزاحتها وإبعادها عن المشهد الإعلامي أو حتى عدم السماح لها ، بأخذ دورها المهم في هذا المشهد ، وإستعيض عنها بنماذج هزيلة من شاكلة هذا ( الموسوي) وأسلافه الذين كانت مهماتهم الخدمية للمالكي ، تتمثل في شراء الذمم ونزييف الحقيقة ، وفي هذا الجانب : كانت وكالات أنباء محلية عراقية قد كشفت في وقت سابق ، عن قيام أحد مساعدي نوري المالكي الإعلاميين ، ويدعى هشام حويط ، بمساعدة علي الموسوي ، مستشار المالكي الإعلامي السابق ، بعمليات شراء ذمم صحف ومحطات فضائية وإعلاميين بارزين عراقيين وغير عراقيين 0 وأكدت الوكالات ، نقلاً عن مصادر حكومية سابقة ، أنّ شراء الذمم لا يتعلق بالسكوت عن ممارسات المالكي وفساده بل تعدى الى الترويج له ومهاجمة خصومه السياسيين ، ومهاجمة الخصوم أيضا" تكفل بها الموسوي ، بيد أن الأخير كان ساذجا" وسمجا" في هجوماته هذه ، الى حد مطالبته سيده المالكي ، القيام ( بصولة فرسان ) جديدة على متظاهري البصرة ، الذين طردوا المالكي من مدينتهم خلال زيارته الأخيرة لهذه المدينة 0 هذا ( المستشار الإعلامي الفلتة ) راح يتطاول لدغا" كما أسلفت ، ولم ينج من لدغاته حتى مفكر وكاتب وسياسي كبير ، لا أريد الإشارة الى أسمه من باب الإحترام والتقدير ، ثم أين الثرى من الثريا ... ؟ ! 0 وبالتالي عباس الموسوي ، يمثل نموذجا" تافها" وسمجا" في آن ، من على شاكلة النماذج الإستشارية الهزيلة والفاسدة ، التي أستخدمها المالكي من أمثال : كاطع شرهان نجيمان ( أبو مجاهد ) وياسين مجيد وعلي العلاق و علي الموسوي وهشام حويط ... والقائمة تطول !
|