المقالة المشؤومة..!

 

قريبا، ربما أقرب مما يتصور الساسة سنقول للعراق وداعا..وداع ليس وداع المغادرين الى  منافينا التي كنا مبعثرين فيها قبل 2003، ولكننا سنودع العراق الذي سيغادرنا الى حيث لا مقام له في خرائط الجغرافية، التي ترسم بهمة عالية بمشرط جراح أمريكي أسمه جون بايدن..

قريبا سادتي سنرتكب جميعا بنحر العراق من الوريد الى الوريد تماما مثلما نحر واحد "منا" في الأنبار ، الجندي عقيل الذاهب الى أسرته في أجازته الشهرية..فمشهد نحر الرجال لا يؤدي الى موتهم وحدهم ، لكنه سيؤدي بالوطن الى قبر عميق لا قيامة له ولا بعث ولا نشور..

الوطن سادتي سيتبعض الى بضعة أوطان، والبضعة تزيد عن ثلاثة وتصل الى تسعة مثلما يفيد مختار الصحاح.. الوطن لن يكون ثلاثة أوطان مثلما يتصور البلهاء، واحد للكورد، وثان للشيعة والثالث للسنة، أبدا لن يكون هكذا، فمن قال أن الموصل ستتفدرل مع الرمادي؟ وكيف يتأتى لتكريت التي أثخن سيدها المقبور بكركوك أن تتفدرل معها؟ ,هل تقبل البصرة بغير فيدراليتها الخاصة بها وهي من هي من الغنى والموقع ..؟وأين سيكون مصير التركمان.؟ هل سيرحلون جماعيا صوب الأناضول كي تنشأ دولة كوردستان الكبرى؟.. ثم أن المصالح هي التي ستبني الفيدراليات، فهل من مصلحة العمارة التي تطفو على بحر من الدولارات النفطية أن تعطي من مالها الى الديوانية التي تعج بالعاطلين ولا شيء لديها غيرهم..! ثم من قال أن "شيوخ" العشائر لن يكون لهم رأي، وهم قد باتوا يحملون لقب أمير مع كل الحقوق والأمتيازات..!

سادتي الوطن قريبا سيمحى بممحاة صنعت في أرقى مختبرات أمريكا، وكي تخرج هذه الممحاة متقنة الصنع وتعطي نتائج مضمونة، تعاضد معها أطرافاً عدة كل له مصلحة بأمحاء شيء أسمه العراق..تركيا تريد عراقا مطيعا وسوقا لبضائعها الرديئة ولشركاتها الفاشلة، عراق تحت الأبط..وبالتأكيد لا تريده عراقا شيعيا يسبب لها الصداع ... آل سعود المحكومين بعقدة كراهية كل شيء ينتمي الى آل البيت عليهم السلام لا يريدون عراقا فيه نجف أو كربلاء شيعيا قويا يجاورهم، بل هم يعملون وبلا كلل على تصفية هذا الأنتماء وإقتلاعه من الوجود..

 الأردن هذا البلد الطفيلي منذ نشأته ما عاد النفط العراقي شبه المجاني بقادر على إرواء عطشه، وما عادت أموال التجار العراقيين التي صنعت له مدنا وبنى تحتية، بكافية لإطعام شعبه مع شحة موارده الذاتية، وهو ينظر بعين نهمة الى صحراء الأنبار وما فيها من فوسفات وكبريت وبترول أيضا.. الخلايجة يريدون العراق، لكن يريدونه عراق غزلان وكاظم الساهر و"هله باليلعب جوبي"، مثلما يريدون أيران لكنهم يريدون ايران كَوكَوش والكافيار وبحر قزوين...

كلام قبل السلام: العراق راحل قريب ، لكنه سيرحل بلا وداع، لأنه لن يجد ساعة الوداع من يودعه فكلنا سنكون الى فناء..!

سلام...