الوزير حسين والنائبة باسمة

في أطراف بغداد، في اعماقها، في الطرف المهمل منها،في دار الرشاد لرعاية كبار السن،عند الآباء والامهات الذين رمتهم الزوجات، الأولاد، الاخوان ، الاقارب، الأصدقاء وبينما القوم منشغلون بالتسوية والحصص والموازنات والانتخابات والتظاهرات وتوزيع المناصب والمنافع والمصالح، في فوضى الخراب الفكري والسياسي والاجتماعي والانساني والقيمي، في زمن تتصحر فيه المشاعر الانسانية وتتحول كل العلاقات الى نظرية المصالح فوق كل شيء، الجيوب فوق كل شيء ،في زمن الشيطنة البشرية حيث تحولت تصرفات الشيطان الى سلوك بشري ثمة هناك ضوء و أمل و حياة وثمة هناك حب وجمال ورغبة في كسر النمطية ثمة هناك حسين الضرير(66عاما) و باسمة(٦٠عاما) الذين جرى زفافهما يوم أمس حيث قالا:لا مكان لليأس لإمكان للبقاء في دائرة الخيبات لا مكان للبقاء في موجة الصدمات، تزوجا أمس بطريقة بغدادية جميلة وبحضور عدد من الغيارى الذين يسعون الى نشر الحياة والامل والسعادة والتفاؤل لا الخيبات والانتكاسات والانكسارات.

حيدر مجيد، ومصدق العبودي وسالم الشيخ وصلوا الى دار الرشاد لزفاف العروسين الى فندق بابل كنت اشاهد الحزن الذي خيم على وجوه هؤلاء الثلاثة، تساءل قلبوهم جملة واحدة : مالذي يجري في هذا العالم كيف لابن او لبنت ان ترمي والديها في دار المسنين؟ !

لقد جاء سالم بفرقة موسيقية شعبية وكان مصدق قد زين سيارته وحيدر قد وفر استعدادات الزفاف، دخلنا الدار وجدنا فرح وسعادة ورقص وضحكات وامل قد لايملكها الأغنياء ولا السياسيين ولا كبار القوم.

عندما وصلت الى الدار سمعت مصائب وحكايات حتى في الخيال لانستطيع تصورها على سبيل المثال اب له خمسة أولاد أطباء ومهندسين اخذوا امواله ورموه في الدار او ام عندها سبعة اولاد ورميت في الدار من٢٠٠٧ ولم ياتوا اليها حكايات تؤكد ان مشكلة العراق والازمة فيه بالدرجة الأساس اخلاقية اجتماعية.

على العموم مضى موكب الزفاف من دار الرشاد في الشماعية الى فندق بابل بفرح وهلاهل بالنسبة لي هي الزفّة الاولى التي افرح بها من كل قلبي شعرت ان العراق مايزال بخير وعند وصولنا الى الفندق وجدنا في استقبالنا الكريم كريم النوري والريان ريان الكليداني والضياء ضياء الناصري والرحاب رحاب العبودة والحوراء حوراء الأنصاري والجواد محمدلجواد العبدلي وسيد حيدر الحسيني واخرين ، كانت السعادة كبيرة فقد امتزج الدمع مع الفرح،

ونحن نشهد الجزء الأخير من المشهد الاخير من حفل الزفاف لا اعرف ماذا أعطى السيد كريم للعريس وماذا أوصاه من وصية سرية على مايبدو بعد ان طلب الخلوة معه؟! فقد كانت عيون النوري تحوم حول مؤامرة خطيرة وكان يعد لها بحسب المصادر القريبة منه منذ ظهر يوم الخميس. 

هنيئا لحسين وقد افترش فراش السعادة مع باسمة وهنيئا لباسمة وقد مدت حضن الوفاء لحسين وهنيئا للعراق الذين فيه أمثال من ساعد على زواج حسين وباسمة وتعسا لكل من عاق والديه وظلمهم