مقتدى ... انت السبب في دوام الفساد !

اعتدنا ان نكون واضحين وصريحين في تشخيص الامور وتسمية المسميات لانه لم يعد هناك وقت للمجاملات وتطييب الخواطر فالوطن في خطر والشعب يعيش اسوأ ايامه في ظل الاوضاع البائسة القائمة حاليا.



في ٢٥ من شباط عام ٢٠١١ خرج العراقيون دعاة المواطنة والمدنية في تظاهرات كنا من الداعمين لها والمشاركين بها نحن معاشر الكتاب والمثقفين والوطنيين الذين رأوا ان مؤشر الفساد ابتدأ بالارتفاع وان اوضاع البلد تسير نحو الهاوية وخوفا من خلق دكتاتورية جديدة تقضي على ما تبقى من امال للاحرار في عراق متقدم مزدهر وكانت هي الشرارة لبدء فصل جديد من العمل والمحاولات لايقاف نزيف الفساد وسرقة المال العام وسوء الادارة والمحاصصة البغيضة في عملية تشكيشل الحكومة وتقسيم الحقائب الوزارية والمناصب وفقاً للاستحقاقات الطائفية والحزبية والعرقية.



كادت هذه المظاهرات ان تطيح برئيس الحكومة المالكي وحكومته لولا تدخل السيد مقتدى الصدر وخروجه بمقترح امهال الحكومة ١٠٠ يوم وكأن المشكلة التي يعانيها المواطن من قلة الامن والخدمات والبطالة والارهاب هي بسبب العامل الزمني وليس الاهم وهو افتقاد القائمين على رئاسة الحكومة افتقادهم الى برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي واضح في ظل الفوضى وتركة الخراب الثقيلة التي ورثها المسؤول العراقي من النظام الدكتاتوري السابق بعد عام ٢٠٠٣، فهل كان السيد مقتدى الصدر يظن ان ال١٠٠ يوم ستكون كافية لتقديم الحكومة الحلول لمشاكل البلد وانهاء او قل القضاء على الفساد واذياله اذا كانت كتلة الاحرار التابعة له هي نفسها مسؤولة ومتهمة بالفساد ومشتركة في الحكومات التي تأسس ما بعد عام ٢٠٠٣. ان هذه المهلة الزمنية القت حبل النجاة الى قارب الحكومة والفاسدين للخروج من عنق الزجاجة التي كان قد وضعها بها المتظاهرين الباحثين عن الاصلاح الشامل لاوضاع البلد فنحن لسنا ضد الدولة العراقية التي هي الغطاء الذي ينعم الجميع تحته بالعزة والمنعة ولكن ضد سياسات حكومات لم تقدم ما كان يجب عليها تقديمها خصوصا وان الاجواء والارادة والرغبة كانت متوفرة لدى المواطن البسيط في وقوفه مع الحكومة الا ان الفاسدين ممن هم مشهورين بالانانية وحب الذات من عديمي المروءة والضمير اخذوا قارب الحكومة بعيدا عن رغبات الشعب العراقي وتطلعاته في حياة حرة كريمة.



لذلك نحن نشعر ان الوقت متأخر يا مقتدى الصدر في القيام باصلاحات حقيقية الان سيما وان الدولة العراقية تخوض حربا ضروس مكلفة ضد داعش والتي نؤمن انها ما كانت لتظهر على السطح لولا سوء الظن والادارة والتهميش الذي تعرض له احد مكونات الشعب العراقي والذي استنزف الكثير من الوقت والجهود والاموال وفوق كل ذلك سنعود من جديد الى المربع الاول فعلى ما كل تلك الخسائر ونحن احوج فيما يكون الى كل تلك الامور من اجل حفظ العراق وجعل العراقيين يعيشون بكرامة وعز يغنيهم عما لحق بهم من حيف واذى طال زمانه وكثرت تبعاته.