تفاقم مشكلة البطالة في العراق

إن مشكلة البطالة هي من اخطر المشكلات التي تواجه العراق نظرا لما لها من آثار سلبية خطيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني ، العراق يفقد اليوم عنصرا هاما من عناصر التنمية ألا وهو عنصر الموارد البشرية وذلك سواء من خلال عدم الاستفادة بهم وتهميشهم أو من خلال هجرتهم إلى الخارج ,أما اجتماعيا فان البطالة توفر الأرض الخصبة لنمو المشكلات الاجتماعية ,وجرائم العنف,والسرقة,والقتل,والاغتصاب,والانتحار,والارهاب.

يعد الانسان المورد الاقتصادي الأول ، وبالتالي فإن أي تقدم اقتصادي يعتمد أولا على الإنسان بإعداده علمياً حتى يتحقق دوره في الإسهام في نهضة المجتمع ,وتضعف البطالة من قيمة الفرد كمورد اقتصادي، ويتحول كم من المتعطلين إلى طاقات مهدرة وبالتالي يخسر الاقتصاد هذه الطاقات ، كما أنهم يعدون عبئاً إضافياً على الاقتصاد الحكومي . فيجب أن يساهم كل فرد في العمل فإذا لم يجد جزءا من أفراد المجتمع فرصة للعمل فمعنى ذلك هدر وخسارة لإمكانيات وطاقات كان يمكن أن تساهم في الإنتاج ويمثل ذاك خسارة اقتصادية في القوى القادرة على الإنتاج وحرمان المجتمع من الإشباع الذي ينتج عن استهلاك السلع التي كان ينتجها المتعطلون ،وان تدهور الأحوال الامنية والاقتصادية في العراق سوف يزيد من عدد الجرائم الاقتصادية ، و أظهرت عدد من الدراسات أن هناك علاقة بين التغيرات الاقتصادية سواء في حالة الانكماش أو حالة الرواج الاقتصادي وبين بعض الجرائم، وقد تنعكس البطالة التي يعاني منها الأفراد على سلوكهم وتلقي بظلالها على المجتمع الذي يعيشون فيه حيث بدأت تظهر في مجتمعنا صورة متكاملة لأوضاع شاذة في شكل تعاطي المخدرات والسرقة والاغتصاب والإحساس بالظلم الاجتماعي وما تولد عنه من قلة الانتماء والعنف وارتكاب الأعمال الإرهابية والتخريبية وهناك فئة أخرى تقوم بالكبت بداخلها مما يتحول بمرور الوقت إلى شعور بالإحباط ويخلق شبابا مدمرا نفسيا وعضويا،وان نسبة منهم يسيطر عليها الملل وأن يقظتهم العقلية والجسمية منخفضة وأن البطالة تعيق عملية النمو النفسي للبشر.وتولد عند الفرد شعورا بالنقص بالإضافة إلى أنه يورث الأمراض الاجتماعية الخطيرة كالرذيلة والسرقة والنصب والاحتيال، وتضيف أن الفرد العاطل يشعر بالفراغ وعدم تقدير المجتمع له فتنشأ لديه العدوانية والإحباط ، والبطالة تحرم المجتمع من الاستفادة من طاقة أبنائه و تفاقم مشكلة الهجرة,تعد الهجرة خسارة فادحة للعراق على المدى القريب والبعيد ، ويكرس مزيداً من التبعية للغرب ، مما يتطلب وضع استراتيجية عراقية عاجلة يتضافر فيها الجميع وترتكز على تشجيع الإبداع والمبدعين ، وتطوير نظم التعليم ، ووضع الفرد المناسب فى المكان المناسب ، والعمل على استعادة العلماء ,والطاقات التي هاجرت بسبب البطالة والضروف الامنية وكل هذه الحلول تحتاج الى حكومة مدنية وطنية قادرة على ان تحمل العراق الى طريق النور وتسلك به طريق العدالة.