مجرد سؤال |
(( أعلن النائب عن كتلة الدعوة النيابية حيدر الكعبي عن زيادة الراتب الاسمي لأعضاء مجلس النواب ابتداء من شهر شباط الماضي من أربعة ملايين لخمسة ملايين …))
أقول : مصدر برلماني زفَّ بشرى لأعضاء البرلمان بزيادة رواتبهم الشهرية .كنتُ أتمنى كمواطن أن تكون هذه البشرى للموظفين والمتقاعدين وشرائح الإعالة الاجتماعية وهي الشرائح الأكثر حاجة إلى رفع مستواها المعيشي .
حقيقة أدهشني الخبر وجعلني أضرب أخماساً في أسداس بحثاً عن السبب الذي دعا الجهات الحكومية المختصة بالأمور المالية إلى تخصيص النواب وهم الشريحة الأكثر رخاءً وترفا في المجتمع العراقي ..!!
النواب الذين تعد رواتبهم ورواتب حماياتهم بالملايين ليسوا بحاجة إلى زيادة رواتبهم وهم يسكنون في بروجهم المحصنة ويركبون السيارات المظللة أما الموظف البسيط الذي يدفع نصف راتبه كإيجار ويدفع ثمن دوائه الذي تخلت وزارة الصحة عنه , وكذلك المتقاعد الذي أكلت السنون لحمه وهو يخدم الدولة التي آلت للطارئين .. !!
هذا المتقاعد هو والموظف وطبقات الناس المشمولة بالرعاية الاجتماعية هم أولى وأحق بالزيادة من أعضاء مجلس النواب الذي لم يقدم إلى المجتمع خدمة توازي ما يقدمه موظف مخلص أو متقاعد متفان أو عامل نظيف .إننا نجهل المبررات التي دعت إلى تخصيص هذه الزيادة إلى أعضاء مجلس النواب ، وهل هي صفقة لتمرير مشروع ما , أو قانون ما , فنحن نعرف أن سياساتنا ارتجالية و وزراءنا التكنوقراط هم من نوع مختلف يغردون خارج السرب ويتصورون أنفسهم أن الرعاية الإلهية هبطت بهم من السماء لإنشاء مراكب فضائية وجسور هوائية وخنادق لحماية المدن بينما آخرون قابعون في أبراج الوزارات العاجية وأصحاب الدرجات الخاصة وأمثالهم تربعوا على الأرض الخضراء فلا دواء ولا كهرباء ولا شوارع تبلط للحفاة .. وبالمناسبة أدعو مسؤولاً مخلصاً للمرور بسيارته غير المظللة ليرى بأم عينه أكوام القمامة على جانبي شارع الجمهورية بدءاً بباب المعظم إلى نفق التحرير وليأخذ معه أمينة بغداد لترى بأم عينها مالا يصدق .إلى من نشكو كمواطنين من أمر هذه الفوضى العجائبية التي نعيش في ظلالها فهل مَنْ يجيب على سؤالنا أم يذهب سؤالنا طي الرياح ، أرجو أن لا يكون ذلك .. ! |