مدخل ======== ان اي جهاز يكشف تحركات العدو هو جهاز معلوماتي يرتبط بالاستخبارات لاسيما العسكرية منها , ومن هنا يعد الرادار جهاز استخباري بالدرجة الاولى . فيعتبر الرادار اساس في ذراع الجهد الاستشعاري التابع للاستخبارات الفنية ولاهميته يكون من اولويات العمل الفني الاستخباري.. ويعتبر ضرورة مهمة في البلدان كافة. ويقدم الرادار جوا وبرا وبحرا مجموعة خدمات مختلفة تجارية و شرطوية وامنية وعسكرية واقتصادية , ويعتبر من ادوات السيادة الوطنية والسيطرة الحكومية, وتختلف منظومات الرادار حسب استخداماتها سواء كانت مدنية او عسكرية. تهتم الاستخبارات بتنظيم شبكة وطنية تغطي سماء اي بلد من خلال التنسيق بين جميع شبكات الرادار مستعينة بكل انواع الخدمة الرادارية في مركز قيادة وسيطرة واحد للاستفادة الأفضل من المجهود الراداري. والرادار هو استطلاع من الارض الى السماء ونظام يستخدم موجات كهرومغناطيسية للتعرف على بعد وارتفاع واتجاه وسرعة الأجسام الثابتة والمتحركة كالطائرات، والسفن، والعربات، وحالة الطقس، وشكل التضاريس , ويبعث جهاز الإرسال موجات لاسلكية تنعكس بواسطة الهدف فيتعرف عليها جهاز الاستقبال. وأول من استعمل الموجات اللاسلكية للكشف عن وجود أجسام معدنية عن بعد كان العالم الألماني كريستيان هولسماير الذي كشف عن وجود سفينة في الضباب ولكن من غير تحديد المسافة وذلك في عام 1904, ثم جاء الكاشوف البدائي عام 1917 على يد نيكولا تيسلا رائد علم الكهرباء ثم ظهر الكاشوف أحادي النبض عام 1934 بالولايات المتحدة ثم ألمانيا وفرنسا على يد إميلي جيراردو ، في حين أن أول ظهور للكاشوف الكامل كان في بريطانيا، حيث طوّر كإحدى وسائل الإنذار المبكرة عن أي هجوم للطائرات المعادية في عام 1935, وخلال السنوات التي تلت الحرب، استخدم الكاشوف بشكل كبير في المجال المدني، كمراقبة الملاحة الجوية والأرصاد وحتى بالمجال الفلكي بعلم قياسات الفضاء. وكان اختراع الرادار العسكري نتيجة لحاجة الجيش لوسيلة تجنبهم عنصر المفاجأة بالكشف وتعود بدايات الرادار العسكري إلى الثلاثينيات من القرن الماضي والذي فرضت وجوده الحرب العالمية الأولى والذي تعاقبت بعد ذلك مراحل التطوير والتحديث في الرادارات لتتعدى مجالات الاستخدام العسكري إلى مجالات الاستخدام المدني . واستخدمت الرادارات العسكرية على البر و في البحر وفي الجو وكذلك الفضاء ، لقد بدأت تقنيات الرادار العسكري مرحلة التطور إثناء الحرب العالمية الثانية والتي انصبت في تطوير وتحديث الاستخدام العملياتي لكشف الهجمات الجوية المعادية التي شكلت أقوى التهديدات بسبب ما خلفته من أضرار جسيمة لدى أطراف الحرب. ومع ظهور وانتشار تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية وأنظمة تحديد المواقع العالمية , فلا يزال الرادار أفضل أنواع المجسات الالكترونية المحمولة على الإطلاق وفي هذا الشأن يقول الأميرال الألماني (كارل دوينتر) ( إن السلاح الأعظم والأكثر حسماً للحروب بعد القنبلة النووية هو الرادار) . ================ اهمية الرادار العسكري ================ نلاحظ أهمية الدور الدفاعي المتواصل الذي تبديه درجات الاستعداد القتالي في السلم والحرب حيث تبقى الرادارات العسكرية على أهبة الاستعداد المتواصل في الكشف والاستطلاع للإنذار عن اكتشاف أي تدخل أو هجوم جوي ليلاً ونهاراً ، فتتناوب أدوار التشغيل بين أطقم الرادارات بحسب جدول المناوبات المنتظم بحيث لا يتوقف عملها لحظة واحدة وخصوصا تلك المعنية بحماية الوحدات والألوية القتالية المرابطة والتي غالباً ما تكون في حدود الدولة أو البلد . ولا تقتصر المهام والأدوار العملياتية الملقاة على عاتق الرادارات العسكرية على مهمة الإنذار المبكر وكشف الأهداف الجوية فحسب بل خضعت هذا الرادارات لتقنيات الذكاء الالكتروني من خلال ربطها بشبكات توجيه الكترونية ترسل من خلالها الأوامر لتشغيل منظومات الصواريخ المضادة وتحريك وتوجيه الطائرات في حال اكتشافها للخطر المداهم سواءً كان بواسطة غارات جوية أو صواريخ عابرات القارات المحملة برؤوس نووية . والرادارات العسكرية واحدة من أهم متطلبات الحرب الحديثة لاسيما في الكشف المبكر عن تهديدات الصواريخ بالإضافة إلى كشف الأهداف الجوية والإيعاز والتوجيه للأسلحة بإطلاق النيران ، ومن أهم ما يقدمه الرادار العسكري من حيث البيانات هي تقييم التهديدات الجوية للأهداف المتعددة آلياً بحسب نوعية التهديد الأكبر ، حيث يقدم بيانات التهديدات بشكل فوري ليكون الاستعداد للرد والاشتباك بنفس اللحظة بحسب بعد ونوعية الهدف . ومع استحداث وسائل التشويش والتضليل دخل الصراع الراداري في مجموعة من المشاكل والعقبات لانهاية لها ، وتتمثل أجهزة التشويش في بث موجات للتشويش والتضليل بهدف إشباع أجهزة الاستقبال الرادارية بحيث تعجز عن استقبال الأصداء المنعكسة على الهدف ، ومن أمثلة التشويشات الحديثة استخدام مواد ذات قدرة على امتصاص الإشعاعات الرادارية أو تغطية الآليات والطائرات والصواريخ لزيادة صعوبة اكتشافها . ويستخدم الرادار العسكري كمنظومة للإنذار المبكر والاستطلاع بالإضافة إلى السيطرة على النيران والتي لابد أن تكون مصممة خصيصاً لتكون متنقلة (محمولة ) لتتلاءم مع مختلف الظروف الجغرافية والجوية . ================= ميزات الرادار العسكري ================= يتميز الرادار العسكري النموذجي ب:- 1- القدرة على التعامل مع عدة أهداف في وقت واحد والمشاركة العملياتية مع أنظمة أسلحة الدفاع الجوي . 2- سرعة إكتشاف الهدف . 3- العمل في مختلف الأحوال الجوية. 4- مرونة الحركة وسهولة التنقل . 5- مرونة الاندماج مع عدة أنظمة أسلحة الدفاع الجوي . 7- الدقة العالية والتتبع الدقيق في معرفة وتمييز وتحديد الهدف . ============= انواع الرادارات ============= تقسم الرادارات وفق اماكن استخدامها الى : 1ــ رادار كشف الأفراد والآليات : وهو عبارة عن نموذج لرادار صغير يمكن تركيبه تحت خوذات المقاتلين ويصل مداه إلى بضع مئات من الأمتار . 2ــ رادار التصوير الجوي : وهو رادار محمول جواً يمكن استخدامه في المجالين المدني والعسكري وقادر على تسجيل الإشارات المنعكسة على الأرض على لوح حساس. 3ــ رادار (دوبلر ) : ويستخدم لكشف حركة الأهداف ، فيفصل الإشارات المنعكسة عن الأجسام الأرضية الثابتة . 4ــ رادار الإرشاد : تحمله الأقمار الإصطناعية المستخدمة في الأرصاد الجوية لتجميع المعلومات المتعلقة بالظروف الجوية. 5ــ الرادار الليزري : وهو من احدث الرادارات المعروفة حتى الآن ويطلق عليه إسم (ليدار) , وهدفه متابعة الأهداف بواسطة استقبال الأشعة المنعكسة عنها ، ويتميز بدقته العالية ،وبقدرته على متابعة أهداف بعيده جداً وذلك بسبب ارتفاع وضيق وقصر ذبذبة الشعاع ، وتستخدم هذه الرادارات الآن في دبابات الميدان الحديثة , كما أضافت فرنسا هذا الرادار إلى الطائرات المقاتلة (الميراج) الفرنسية. 6- رادارات ساحات القتال : وهي رادارات تستخدم في أدوار متعددة تتوزع بين المراقبة العامة،ومراقبة الحدود أو السواحل و التجسس على المناطق المعادية والسيطرة على الأهداف وتعيين مواقع القنابل والقذائف وتصحيح الرماية . 7- رادار التعقب : وهو رادار مخصص لتقدير المسافة والارتفاع بواسطة طريقة (دوبلر ) ومن مميزاته أنه قادر على ملاحقة عدة أهداف دفعة واحدة. كما تقسم الرادارات العسكرية من حيث طبيعة الأداء الى : 1- الرادار النبضي : يعمل من خلال إرسال نبضات قصيرة جداً من الموجات الكهرومغناطيسية باتجاه الهدف ويتم تحديد بعد الهدف من خلال قياس الفترة الزمنية التي استغرقتها النبضة من وقت إطلاقها إلى رجوعها للرادار ومن خلال ضرب سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية في الفضاء والبالغة ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية بنصف قيمة الفترة الزمنية المقاسة . 2- رادار تأثير دوبلر : يستخدم بتردد الموجة الكهرومغناطيسية المرتدة عن الهدف المتحرك فقد يزيد أو ينقص عن تردد الموجة المرسلة بمقدار يتناسب طردياً مع سرعة الهدف بإتجاه الرادار , ففي حالة الزيادة فإن الهدف يقترب من الرادار وفي حالة النقصان فإنه يبتعد عنه . 3-الرادار ذو الموجة المستمرة : يعمل من خلال إرسال موجة كهرومغناطيسية جيبيه عالية التردد بشكل مستمر وليس على شكل نبضات كما في الرادار النبضي ، ويوجد نوعان من هذا الرادار ففي النوع الأول يكون تردد الموجة المرسلة ثابت ولا يمكن في مثل هذه الحالة قياس بعد الهدف ويستخدم هذا النوع في التطبيقات التي تهتم بسرعة الهدف فقط كما في الرادارات المستخدمة من قبل شرطة المرور لقياس سرعة المركبات. 4- رادار المصفوفة الطورية : وهو عبارة عن مجموعة من الهوائيات البسيطة يتم تغذيتها بتيارات يمكن التحكم بشدتها وبأطوارها بطريقة الكترونية ومن خلال اختيار شدة التيارات وأطوارها للهوائيات البسيطة يمكن الحصول على شعاع أو أكثر وبأي اتجاه للهوائي الكلي ، وتتميز بقدرتها على تشكيل أكثر من شعاع ويمكن تحريك كل شعاع بشكل مستقل عن بقية الأشعة وهذا يناسب رادارات التتبع , وقد أصبح هذا النوع هو المفضل في كثير من التطبيقات بسبب عدم الحاجة لتحريك الهوائيات ميكانيكياً وأكثر ما يستخدم في الطائرات بمختلف أنواعها . 5- رادار التتبع : تتطلب بعض التطبيقات أن يقوم الرادار بتتبع الهدف المتحرك بعد أن يتم اكتشافه من قبل الرادار أو رادار آخر حيث يتوقف هوائي الرادار عن الدوران ويتم توجيهه نحو الهدف تماماً ويتابع حركته باستمرار ، وأكثر ما تستخدم مثل هذه الأنظمة في التطبيقات العسكرية حيث يتم ربط نظام التتبع بنظام التحكم بمصادر النيران بحيث يتم ذلك بشكل تلقائي ، وتستخدم هذه الأنظمة في الدفاع الجوي والصواريخ قصيرة المدى وفي الأنظمة المضادة للصواريخ وغيرها . اما من حيث الاستخدامات فيمكن تقسيم الرادارات العسكرية الى : 1-رادارات باطن الأرض : يستخدم للكشف عن الألغام الأرضية ويمكن استخدامه لإيجاد الألغام لتدميرها وإخراجها شريطة أن لا تكون درجة الرطوبة في التربة عالية . 2-رادار التنبيه : ومعظم هذه الرادارات هي أجهزة صغيره وتركب على حوامل كوسيلة من وسائل الحراسة للمراقبة على مساحة معينة وإصدار تنبيه عن حدوث أي طارئ متغير(تستخدم من قبل حرس الحدود). 3- رادار المراقبة الجوية : وعادة ما تركب على أماكن مرتفعة من أجل تحقيق أقصى قدر من منطقة التغطية، والتي يمكنها أيضاً الكشف عن الأجسام التي تحلق على ارتفاع منخفض ويمكن تركيبه على منصة محمولة جواً كالأواكس. 4-الرادار التكتيكي لنظام الدفاع الجوي ويشمل : أ-رادار الإستطلاع والإنذار:ـ والذي يمثل منظومة عاملة منفردة تتكون من رادار ذو مدى كاف ويقوم بمهمة الإنذار التكتيكي الذاتي الذي يتيح لبقية الأنظمة التعرف على الموقف القتالي العام من خلال تقديمه للبيانات التي تدعم إتخاذ القرار لقادة تلك الأنظمة , حيث يسهل في معرفة وتحديد نوعيه الأهداف وبيانات مكانها في تعدد المعلومات عن الموقف الجوي مما يكسب نظام الدفاع الجوي القوة والفعالية في إجراءات الرد والاشتباك مع العدو الجوي مما يسهل في حماية التشكيلات الميدانية على الأرض. ب -رادار التوجيه للصواريخ د/جو : تتكون معظم منظومات الصواريخ د/جو من رادارات توجيه تدخل ضمن مكونات المنظومة العام والتي تتعدد مهامها في البحث أو الكشف بقدرات عالية في تعقب الأهداف الجوية والتي يمكنها المسح وتعقب عدة أهداف بالإضافة إلى المهمة الرئيسية وهي توجيه الصاروخ إلى مكان الهدف. ج- رادارات التحكم بالنيران: تتكون بعض من منظومات المدفعية م/ط من أجهزة تحكم بالنيران تعمل على مبدأ الرادار الذي يقوم بعملية الكشف وتحديد الهدف , فيقوم الرادار بالتحكم بإطلاق النيران من خلال عملية توجيه سبطانات المدفعية آلياً نحو مكان الهدف وإطلاق نيرانها آلياً. ============= الرادار في العراق ============= منذ وقت طويل والعراق يعاني من ضعف في الشبكة الرادارية والنقص الكبير في كفائتها ومنها ما حدث في قصف مفاعل تموز مطلع الثمانينات ووصول طائرات إسرائيل إلى بغداد بلا أي كشف راداري وعام 1991 , كانت قوات التحالف قد دمرت كل محطات الرادار العراقية بالكامل ولم تسمح لأي جهد راداري بعد ذلك , وعند سقوط النظام كانت الخدمة الرادارية بمستوى الصفر تقريباً, ولسنوات كانت القوات الأمريكية هي من تؤمن هذه الخدمة داخل البلد, لذا فإن العراق يعاني من هذه الخدمة من سنين . ولازال الرادار دون المستوى في كشف الجو وباقي الخدمات , خاصة ما يكون في خدمة وزارة الداخلية فهي لا تمتلك أية خدمة رادارية لجميع قطاعاتها الشرطوية والأمنية وهذا يعتبر نقص كبير وفقر في مجال حماية الاجواء والحدود والسير والموانئ , وحدث كثيرا أن تأتي طائرة مسيرة وتخترق الاجواء ولا نستطيع أن نكتشفها أو نكتشف مكان الاختراق , وهذا نقص استخباري وثغرة لابد من الاسراع باغلاقها . ======== خلاصة ======== لم تعد المعارك العسكرية تحسم في ميادين القتال، كما لم تعد نتيجتها تتوقف على عبقرية القادة العسكريين أو كثرة أعداد الجنود والمعدات الحربية بل أصبحت نتيجة المعارك تحسم اليوم قبل اندلاعها على شاشات أجهزة الكمبيوتر المتوفرة في مراكز القيادة والسيطرة والتحكم في الجيوش والتى تحصي قوات العدو بدقة متناهية , وهنا تأتي اهمية الرادار في الاستخبار عن العدو لضمان حسم المعارك وابطال عنصر المفاجأة عنده وهو امر يتوجب معه الاهتمام الاقصى بوجود مظلات رادارية تحكم السيطرة على اراضينا واجوائنا ومياهنا , والله الموفق .
|