في تنصل يشوبه غباء ويراهن على ضعف الذاكره الجمعيه وبمزايدات مفضوحه يُعلِن أقطاب العمليه السياسيه نبذ الطائفيه ويتسابقون على إعلان شتمهم لها وإعتبارها أساس المشاكل التي تفاقمت بعد دخول جيش ألأحتلال الأمريكي لبغداد. سنوات مرت وهذه الوجوه تتكرر بعد كل عمليه إنتخابيه وتفعل فعلها الكريه بتعميق شقة الخلاف بين مكونات الشعب العراقي بإدعاء تقاسم تمثيلهم له وهم في حقيقتهم لايمثلون أحد غير أنفسهم وعوائلهم وذيولهم ... دورات إنتخابيه مرت وهم يعيدون إنتاج أنفسهم بطرق وآليات شوهاء ليستمر جثومهم على البلاد والعباد وينشرون ثقافة القتل المجاني ويستحوذون على ثروات البلاد ,وبعد كل ذلك يركبون موجة اللاطائفيه بعد أن مجها الشعب ووعى لمخاطرها الكثير من الناس , ورغم أنهم يعرفون في سرهم أن لا أحد منهم سيبلغ موقعه لو لم يتبنوها جميعا لكنهم عرفوا بحس إبن آوى أنها لم تعد مدخل مناسب لنيل مبتغاهم فعزفوا نغمة التقاطع مع (صاحبة الجميل) التي رفعت من قدرهم وأوصلتهم لما لايحلمون به من جاه ووفرة مال وخدم وأتباع , وهذا غير مستغرب من قوم تنكروا لشعب خدعوه فإنتخبهم وسلمهم مقاليد أمره وما أن بلغوا المبتغى حتى قلبوا له ظهر المجن ... لكن المستغرب إن أصواتهم وهم يلعنون الطائفيه إرتفعت أعلى من أصوات من أكتووا بنارها ولعنوها مبكرا !!. يُحكى أن (حسون عفرته) أحد (شقاوات بغداد) في السنوات الأخيره للهيمنه العثمانيه نهض مع أذان الفجر ذات يوم وهو يشتم من سرق دكان الحاج علوان .. تجول على غير عادته في جميع أزقة المحله مرددا شتائمه متوعدا السارق بالويل والثبور وعظائم الأمور ... جميع سكان المحله بما فيهم الحاج علوان نفسه لم يعرفوا بواقعة السرقه قبل (جولة حسون عفرته) في المحله وهو يشتم ويهدد (الحرامي) ... هرع جميع أهل المحله نحو الدكان بأستثناء صاحبه فوجدوا أن أقفاله مكسوره ولم يبق من محتواه شيء يُذكر , إنتاب بعضهم القلق على مصير إبن محلتهم الطيب الوقور متسائلين : لِمَ لمْ يأتِ الى موقع السرقه وهو من سُرِقَ ماله ... تصوربعضهم أن وقع الصدمه عليه أفقده صوابه فيما توقع بعضهم الأخر إنه لم يسمع بالحادث , توجه الجميع نحو منزل الحاج فأستقبلهم بهدوء قائلا : سمعت بالحادث وعرفت إن دكاني سُرِقْ , جميعنا أخبرنا (حسون عفرته) بسرقة الدكان ... لكن من الذي أخبر حسون بذلك ؟؟؟ . بعد أيام عرف الجميع إن (الشقاوه) هو من سرق الدكان وهو الذي هدد السارق بالعقاب وصار أهل الطرف في حيرة من أمر (حسون عفرته) ... حيره قد لاتختلف عن حيرتنا الأن بمن أنتجتهم الطائفيه بالأمس وهم يتنصلون عنها اليوم ؟
|