التبكير خير من التأخير |
(اعبر الشط ماطوله ضيگ) مثل دارج في لهجتنا، يحثنا قائله على تفادي خافيات الدهر وبنيات الليالي، مادامت أمامنا فسحة زمنية ومكانية تتيح لنا فرصة البقاء في بر الأمان. اليوم أمام العراقيين محطة حرجة فيها تحديات كبيرة وكثيرة، محطة قد تبدو بعيدة زمنيا، إلا أن التبكير باستحضاراتها يضمن لنا تجاوز عقباتها ومساوئها، تلك المحطة هي الانتخابات. من تلك الاستحضارات السؤال عن ماهية الشخوص الذين سيرشحون لمسك دفة سفينة العراق، التي تتقاذفها أمواج الأجندات الخارجية، فضلا عن الداخلية التي تهيجها أعاصير سياسيين ورؤساء كتل وأحزاب، ناسين أنهم أول الغرقى على ظهر السفينة في حال غرقها. ومن الأسئلة الأخرى التي يعرض عن إجابتها الكثير من العراقيين حتى مع أنفسهم، هي تلك التي تضمن مصداقية مايدعي المرشحون به من وطنية وشفافية ودعوة للإصلاح، وأخرى للبناء وثالثة للقضاء على مخلفات النظام السابق، وتداعيات الساسة اللاحقين وسلبيات سياساتهم المتبعة في قيادة البلد، وغيرها من (كوكتيل) السلبيات التي استجدت في ظل الديمقراطية. وأخذ أغلبنا يستذكر عبارات لطالما رددتها ألسنتنا حين تعترينا ظروف تستوجب المقارنة والمفاضلة بين شخصين أو أكثر، منها عبارات: البقاء للأقوى.. البقاء للأصلح.. البقاء للأفضل، وما ترديدنا تلك العبارات إلا تحصيل حاصل ما أملته علينا أحداث ووقائع عشناها، او أخرى قرأنا عنها او سمعنا روايتها، خلال عصور تتالت على دول دالت، وأخرى قلبها سلاطينها حيثما شاءوا، والتأريخ ليس بغافل عن تلكم الأحداث، فهو يحدثنا أحيانا بصراحة شديدة، ويكشف لنا بكل أمانة صورا من ذكريات مريرة، وحقائق درست واختفت حقبة من الزمن، إلا انها لم تُمح من ذاكرتنا. حيث بات كل فرد منا له من سني عمره مايكفي ان يكون شاهدا حيا على أحداث عجيبة غريبة. ففي السنوات الأربعة عشر الأخيرة، شهدت الساحة العراقية أحداثا، لم نكن نسمعها في روايات وقصص (ألفريد هتشكوك) أو (أجاثا كرستي) او (ستيفن كنغ) مع فارق الزمان والمكان، وتكرار الأبطال القائمين بأدوار رئيسية. |