الوطنية في الدم لا في الكلام

 

سال احد كبار السن من الذين تخطى الثمانين عن هل سيستعيد العراق امنه وسلامه مثلما كان في زمن النظام السابق ؟ قال .. ان استقرار الامن والسلام لم يتحقق بارادة النظام السابق فحسب بل اتى بالتعاون الجاد والمخلص مابين المواطن واجهزة الدولة كافة ، فما فائدة فرض القانون والنظام في الشارع ومفاصل الدولة كافة اذا ماكان المواطن يفتقد الى التعاون الجاد اي بمعنى انه فاقد لروح الوطنية ، فالوطنية ليست شعارات فارغة ، نعم الوطنية ليست احتفالات باهتة ، الوطنية ليست مقالات أو كتابات ، الوطنية ليست كلمات ، الوطنية ليست ألوانا أو أعلاما أو أوشحة أو أقواسا، الوطنية ليست رسما أو صورة ، الوطنية شعور وإحساس، الوطنية حب وانتماء، الوطنية أرض وسماء ، الوطنية أمن وأمان، الوطنية خدمة وطن ومواطن، الوطنية الحقة هي المحافظة على مقدرات الوطن لا سرقتها، أو تكسيرها ، أو تخريبها ، أو تدميرها، الوطنية أن نحافظ على وطننا من العبث أو اللعب أو السرقة أو الخيانة، الوطنية أن نتقدم بوطننا إلى الأمام لا أن نعود به إلى الوراء.

نعم هذه الوطنية التي تحققت في زمن النظام السابق عندما كنا نضع الوطن وقدراته في قلوبنا وليس كما يحدث اليوم الذي فقدنا فيه كيف نحب ونحافظ على وطننا، ويختتم بالقول (متى ماوجدت ان بيتك انظف من الشارع القريب من دارك فاعتقد اننا فقدنا جزءا مهما من الوطنية، نعم يقينا كلا منا لايرتضي ان يكون غير نظيف وفوضى ولكننا نرتضي ان يكون الشارع المقابل او المجاور او البعيد عن دارنا ان يكون وسخا ويعم بالفوضى وعندما تصل الملامة لن نردد الكلمة المؤامة (وآني شعلية ! قابل العراق مالت لو مال اهلي؟).

نعم العراق وكل شبر منه هو ملك لنا ولكل مواطن شريف ، نعم العراق هو وطننا مادمنا نعيش فيه وناكل من خيرات ماتنبته ارض العراق من كل شيء.

نعم العراق هو بيتنا الاول واذا ما احتل شبر منه فان اشبار من بيتنا قد اغتصبت وربما تنتهك الاعراض ولااعتقد هنالك عراقيا يرتضي ان تنتهك ارضه وعرضه ، ونجد اليوم وسائل الاعلام المختلفة متخمة بالاحاديث عن الوطن والوطنية وفي النتيجة نجد ان غالبيتها شعارات غير واقعية واحيانا للاسف فارغة واجد ان الوطنية هي ان لاترتضي بالخالفات والعبث وان لاتسكت عن كل حالة سلبية تضر بك وبالمواطن وبالوطن  واذا ماصمت عن اية مخالفة غانك تسهم مع كل عابث وفوضوي يحاول ان ينشر روح فقدان الوطنية من قلوبنا ، وماا جمل ماتناقلته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالصور والمشاعر عندما بادر احد شرطة مرور بغداد الجديدة بتنظيف مجرى لمياه الامطار من القناني البلاستيكية الفارغة وقام الشرطي الوطني باخراج كافة الاوساخ غير مبال بملابسه وفتح المجرى الرئيسي للشارع بالتالي مرور المركبات والسابلة بانسيابية تامة. نعم هذا نموذج من مواطن يتمتع بالروح الوطنية وتصوروا لو اننا عملنا ماعمله هذان الشرطيان كلا من موقعه لعمت الوطنية وصرنا قدوة لاولادنا واحفادنا ليعملوا جميعا بروح الوطنية التي هي افعال واعمال تشجع على الاستقرار والامن وفرض القانون بكل تفاصيله ، فالوطنية في الدم لافي الشعارات والكلام والاعلام.