الوحدة والحرية والتعاون

 

الامة التي لاتختلف وتفكر بنمط واحد وبطريقة واحدة امة ميتة، لان التفكير الاحادي بمنزلة عدم التفكير كما يراه اكثر المفكرين والعلماء..

قال رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم) (ان أختلاف امتي رحمه)

فالرحمة لاتأتي من الجمود والتحجر الفكري المتشدد بل تأتي من تكامل الاراء وتنازعها، وتزاحم الافكار الجديدة التي فيها (رحمة) للناس كالمحبة والعدل والمساواة والتسامح والغاء التميز العنصري والطائفي والنظرة الايجابية من الاديان الاخرى ومقاومة العنف واستخدام القوة ضد الاخرين من دون مبرر او مسوغ قانوني.. الخ

لقد كان في اختلاف الامة (رحمة) وفضيلة في القرون الاولى فلماذا تحولت في القرن الحادي والعشرين الى (نقمة) وكراهية وازدراء وسوء فهم الاخرين؟ وتكاد تأكل وجودنا العراقي.

فالتفتت الطائفي والتشظي الذي يمر به العراق هو نتيجة التطرف وتأثير المفاهيم المنحرفة ومصالح السياسيين الشخصية والذاتية والنفعية التي فجرت الصراعات. حيث اشتد الصراع الحزبي واخذ كل حزب يشتم خصمه وينسب اليه التطرف والطيش واقتراف الاخطاء، وضاعت الحقيقة العلمية في هذا الصراع.

فالجمود الفكري الذي تبدو عليه هذه الاحزاب لايكون ناجماً عن المصدر الذي تدعي انها تقتبس منه، انما هو ناجم عن ادعائها انها هي، هي بالذات وليس غيرها من يقدر على الفهم لتقدم نفسها على هذا النحو كما لو كانت هي المصدر القدسي نفسه، فتمنح نفسها سلطة الاقصاء والنبذ وهي سلطة لاتختلف من حيث نتائجها التي خلقت أساليب جديدة من التعصب والتشدد الذي يعاني منه هذا البلد الامن. فالنتمسك باقوال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) روحياً ونموذجاً عظيماً تجتمع فيه كل محبة البشر واحترام كل الناس وتقدير كل الديانات ولنصلي لكل الديانات كي تنزه عن الانانية والحقد والثار والانتقام.

ولنجعل اختلاف الرأي رحمة لانقمة وليتطلع كل منا الى المثل العليا في التعايش الانساني والتسمك بالخلق الفاضل وبالسلوك الفردي الاجتماعي، من اجل بناء اخوة انسانية جامعة تحصن البشر ضد التشتت والاثراء والاستعلاء وليرتبط بعضنا الى بعض برباط الوحدة والحرية والتعاون والرجاء والرضوان وليكن تعاملنا مع الناس مبنياً على المعامله الحسنة، كما قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) (من عامل الناس فلم يظلمهم ومنهم فلم يكذبهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته) صدق رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)