عن التأليف وشجونه

 

لا اكتم القارئ ولا  ادعي أن لي الخبرة الواسعة بشؤون التأليف ولكن هذا لا ينفي اهتمامي بشؤونه – التأليف – بقدر مايتعلق باهتماماتي الثقافية والأدبية والصحفية .

 

مصادفة وأنا اقلب الكتاب الذي أصدرته الدكتورة ( نوار سامي مهدي ) عن ماكتب حول أبيها الشاعر المعروف الأستاذ سامي مهدي ولم أجد ذكرا لاسم الكاتب الكبير والناقد المعروف طلال سالم الحديثي والذي اعرف عنه انه من أوائل من كتبوا عن الشاعر سامي مهدي في كتابه الذي أصدره عام 1970 بعنوان : مقدمة وستة شعراء ، وواصل الحديثي الكتابة عن الشاعر في صحيفة ( الجمهورية )  وصحيفة ( الثورة ) التي كان الشاعر يرأس تحريرها .

 

أقول : كتاب الشاعر سامي مهدي  في الطريق إلى الحداثة ، تناوله بالنقد الناقد العراقي الأستاذ طلال سالم الحديثي قائلا : ( أشهد أنني لم أستمتع بقراءة كتاب نقدي منذ عقد من الزمن كمتعتي بهذا الكتاب الجديد ( في الطريق إلى الحداثة ) الذي ألفه الشاعر الكبير سامي مهدي ، وسبب متعتي ينبعث من كون الكتاب قراءة واعية ودقيقة لمرحلة مهمة من مراحل الشعرية العراقية التي كانت إرهاصاً شعرياً كان له الأثر الفاعل والرئيسي في انبثاق الشعرية العربية المعاصرة . وينبعث أيضاً من أسلوب كتابة الكتاب الأسلوب الذي يتفاعل معه القارئ بدون ذلك اللف والدوران والاتكاء على النظريات الغربية قديمها وحديثها التي يحشرها النقاد في كتاباتهم النقدية التي لا تسهم بالوضوح قدر إسهامها بالتعقيد والإستقواء على القراء . الكتاب بفصوله السبعة المختارة بعناية يشكل إضاءات نقدية مهمة عن سبعة من الشعراء الذين كانت لهم ريادة كتابة الشعر الحر وريادة كتابة قصيدة النثر في العراق، ومن المسر أن المؤلف أنصف شعراء لم ينالوا مايستحقونه من دراسة ، فكانت دراسته عن بلند الحيدري وحسين مردان وصفاء الحيدري دراسات رائدة تنصف وتشير إلى الرواد الذين أهملهم الدارسون تجاهلاً أو إهمالا – انتهى ) اعترف للقراء الكرام انه يتعسر علي أن أقدم كل ماكتبه الأستاذ طلال الحديثي عن الشاعر سامي مهدي ولو بأختصار .فهل يعقل أن الدكتورة نوار بنت الشاعر سامي مهدي لم يصل إلى علمها كل ماكتبه الناقد طلال الحديثي عن والدها الشاعر سامي مهدي ..؟؟ .ولعل تساؤلي  هذا لا يفهم في أي إطار ينصرف إليه الذهن بعيدا عن إطاره  الأدبي الذي من شانه أن يعزز التوثيق المتكامل الذي يخدم الغرض العلمي البحت الذي نحتاجه في خطواتنا اللاحقة في البحث والتأليف .وتحية للجهد ألتوثيقي من أي عين نبع .