حجر بن عدي الكندي يفضح الباطل وأهله مرتين

 

لقد غطت الأمة الإسلامية في سبات عميق أيام حكم معاوية فساسها كيف يشاء ، وأخذ بتدمير تعاليم وأحكام الإسلام المحمدي الأصيل وحارب أهل الدين وحماة التعاليم من خلال مطاردتهم وتعقبهم أينما ذهبوا وعاملهم معاملة التجويع من خلال قطع العطاء عنهم ، فلم يبقى في هذه الأمة من يقف أمام سياسة معاوية الإجرامية التي أراد بها أرجاع الأمة الى عبادة الأوثان ، فغير السنة المحمدية من خلال المحدثين الكذابة أمثال أبي هريرة ، فحرم حلال الله وحلل حرام الله وابعد المؤمن وقرب المنافق والمشكوك في نسبه حتى أصبح قادة الأمة أغلبهم ممن يطعن في نسبه كمعاوية نفسه وعمرو بن العاص ومروان وزياد أبن ابيه وغيرهم ممن نزع حريته وأصبح عبداً لبني أمية ، حـتى أصبح الإبتعاد عن أهل البيت عليهم السلام ومجافاتهم أحب الى الناس وأرغب نتيجة سياسة معاوية الإجرامية الظالمة ، فأصبح سب الإمام علي عليه السلام من المقربات لله سبحانه وتعالى والذي قال فيه رسول الله (ص) (من سب علي فقد سبني ومن سبني فقد سب الله , ومن سب الله وسب نبيه فقد كفر) ، وقد أوغلت الأمة بسب الإمام علي عليه السلام عقب كل صلاة حتى أصبح من السنن المؤكدة عندهم نتيجة التكرار والفترة الزمنية التي شاب عليها الرضيع وهرم فيها الكبير ، وأصبحت الأمة تتغنى بسب رسول الله (ص) نتيجة سبها لأبي تراب (ع) وهذا ما يؤكده الحديث الشريف ، فأي أمة هذه التي تسب نبيها صلوات الله عليه وعلى آله خمسة مرات في اليوم ولا تعلم بل تعتبره تقرباً لله سبحانه وتعالى ، وهل يوجد نوم أو غفلة أكثر من هذا حتى أصبحت السنن معطلة والبدع والتقاليد الجاهلية يعمل بها وأهل الدين لا ينتفع منهم بل يحاربوا ويعذبوا هم وأتباعهم ، ولكن الأبطال من الأمة ممن تتلمذوا على يديّ بطل الإسلام وقاتل الفجرة الكفار أبي الحسن عليه السلام لم يقبلوا بهذا الضيم والهوان فكانوا يصرخون الواحد تلوا الأخر بوجه الطغاة والبغاة ، فكان زعيمهم وقائدهم الى الثورة ورفض جور بني أمية  الناسك العابد الصحاب الجليل حجر بن عدي الكندي ورفاقه الذين رفضوا سب الإمام علي (ع) وباقي الموبقات التي نشرها بني أمية ما بين الأمة الإسلامية ، فكانت الضريبة عظيمة نتيجة هذا الموقف الكبير ألا وهي الشهادة ، فقد قام معاوية بقتل هذا الناسك مع أبنه وأصحابه لأنهم رفضوا سب الإمام علي (ع) ، لأن هؤلاء الأبرار يعلمون علم اليقين سب أبي تراب (ع) يخرج من الإسلام ويدخل النيران لهذا فضلوا الشهادة والجنان على الذل والهوان في الدنيا والآخرة ، فأرتعبت الأمة بمقتل هذا الصحابي الجليل والأرتجفت من هول التعدي على الصحابة الأجلاء ، فقد أنكر أعلام الأمة هذه المصيبة وأغلبهم جعلها الموبقة التي ستدخل معاوية النار كما قال أبي الحسن البصري أربع خصال في معاوية لو لم يكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة (أبتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى أبتزها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذووا الفضيلة , وأستخلافه أبنه يزيد من بعده سكيراً وخميرا يلبس الحرير ويلعب بالطنابير , وإدعائه زياداً وقد قال النبي (ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر , وقتله حجر بن عدي وأصحاب حجر فياويله من حجر وأصحاب حجر) ، فكان مقتل حجر بن عدي العاصفة التي عصفت بالأمة وايقظتها من سبتهاالعميق ، ولكن أعمال معاوية المعادية لتعاليم الإسلام قد أوغلت في الأمة وجعلتها تترنح من نوم الى غفوة ومن غفوة الى سبات حتى أصبحت هذه الأمة بعد 1400 سنة أسيرتاً لمجموعة من المارقين الذين يتخذون من معاوية وأصحابه قادة لهم فقد حللوا الزنا واللواط وجعلوا القتل والإجرام جهادٌ وثواب وقلبوا الإيمان الى كفر والكفر الى إيمان ، فمزقوا وحدة الأمة وجعلوها تتمرغل بوحل الفتن والإقتتال حتى أصبحت من أضعف الأمم تتناوشها الأعداء من حدب وصوب ، ولكن مواقف حجربن عدي ورفاقه البطولية لم تنل إعجابهم بل حاولوا أن ينبشوا قبره ويخرجوا عظامه الى العراء حتى ينتهكوا حرمته في مماته كما حاول معاوية أن ينتهكها في حياته ، ولكن هذا المجاهد العظيم صعق الوهابية من جديد كما صعق قائدهم معاوية من قبل عندما وجدوه جثماناً كاملاً مبتسماً يريهم شهادة الحق التي صرخ بها مدوية بوجه الطاغية معاوية فكان مصداق حديث الرسول (ص) ( أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) ، فقد أخرجوا الشهادة العظيمة بأيديهم التي تثبت بطلان طريقهم وضلالة أفكارهم وعقائدهم ، فقد قتل هذا البطل المجاهد جميع علماء الوهابية وأتباعهم بجسده الطاهر الباقي لأكثر من 1400 سنة كاملاً لم تمسسه دواب الأرض أو التغيرات الفيزيائية والكيميائية ، لأن الله سبحانه وتعالى قد حفظ جسد الشهيد من كل الآفات والمتغيرات كرامة له ولمواقفه البطولية ، فهكذا فضح حجر بن عدي الباطل وأهله مرتين مرة عندما فضح معاوية وأتباعه المنافقين أولاد البغايا ومرة بفضحه الوهابية وأتباعهم المارقين .