بالعقل وحده يحيا الإنسان

 

في الغرائز يتساوى الانسان والحيوان بينما يبقى العقل هو الفارق الرئيس بينهما.

وحينما نقول أنه بالعقل وحده يحيا الانسان فمعنى ذلك أن العقل هو الذي يرشدنا الطريق، ومن غير العقل نبقى نتخبط في حياة لا قيمة لها كالذي يطوف به مس أو جنون . يقال أنه بالخبز وحده يحيا الانسان، وهو قول مردود ذلك لأن الحياة لا تعني الجوع والشبع فحسب، انها أسمى من ذلك بكثير.

ما جدوى أن تشبع بطوننا وليس لنا عقل نفكر فيه أو نحسب حساباتنا به.

وقد كرم الله الانسان بالعقل، انه حتى الايمان يبقى ناقصا دون هذا العقل، اذ كيف نتدبر آيات الله وبديع صنعه دون عقل يدلنا على ذلك .

والعقل هو الذي يصنع الأشياء، وما الحضارة التي أقامها الانسان الا من صنع العقل.

ألسنا نرى في حياتنا الفارق الكبير بين رجل عاقل وآخر فقد عقله، ومن فقد عقله فلا جدوى من حياته ذلك لأنه يكون أشبه بحيوان ليست له تلك العاطفة التي يحتويها العقل بثقله.

انه لا يمكن أن نشق طريقنا في الحياة ونعمل ونتفاعل وننتج دون عقل نسترشد به.

كيف نتحكم بغرائزنا؟ وكيف نرقب سلوكنا؟ بل كيف ندرك ونتعلم مما حولنا اذا لم يكن العقل هو الذي يقود مسيرتنا؟

ولعل قائل يقول أنه بالكرامة وحدها يحيا الانسان، ورغم أهمية هذا القول في الوقوف أمام الاستبداد والظلم والطغيان فان العقل هو الذي يعطي للكرامة قدسيتها.

وقائل آخر يقول وهو ينتقل الى أبجديات أخرى أن الجوع والفقر هما وراء الثورات غير أن الواقع يقول أن الاحساس بالجوع والفقر هو ما يصنع الثورات.

حقا ان هذا الاحساس هو من يفعل ذلك، وليس سوى العقل وراء هذا الاحساس.

ان كنت ذليلا في حياتك وليس لك العقل الذي تدرك به هذا الذل فالأمر سيان في عز أو في ذل لأنك فقدت الادراك بقيمة كل منهما.

ونتساءل هل لأحد غير عاقل بقادر أن يتولى أمر دولة أو حتى أمر أسرة؟

ان أصحاب العقل هم وحدهم يبنون الأوطان بينما يحرق المجانين الأوطان.