أول من تم دفنهم في مقابر قريش |
في سلسلة بغداديات وفي باب اماكن بغدادية كان لنا كلام عن اول من دفن في مقبرة او مقابر قريش اي في منطقة الكاظمية الحالية وعن الاوائل الذين دفنوا في هذه المقبرة ذلك ان المنصور الخليفة العباسي الثاني بعد الخليفة الاول ابي العباس السفاح هجر الكوفة والهاشمية وانشأ مدينة بغداد في قلب كرخ بغداد الحالية لتكون مقرا للدولة العباسية وقد انشئت في اول الامر في بغداد ثلاث مقابر هي مقبرة باب حرب والتي تسمى الان مقبرة الكرخ او مقبرة الشيخ معروف الكرخي في غرب بغداد القديمة مجاور منطقة العلاوي ومنطقة الشالجية والمقبرة الثانية هي مقبرة البانوقة او مقبرة الخيزران او مقبرة الاعظمية الموجودة في منطقة الاعظمية حاليا نسبة الى البانوقة ابنة الخليفة المهدي والخيزران ام الخليفة الرشيد والاعظمية نسبة الى الامام الاعظم ابي حنيفة والمقبرة الثالثة هي مقبرة قريش او مقابر قريش في منطقة الكاظمية شمال كرخ بغداد حاليا ذلك ان الخليفة المنصور منح قائد جيشه حرب بن عبد الملك هذه المنطقة فسميت باسمه اي منطقة الحربية وان كان البعض يرى ان اسمها السابق قطرتبن او التبانة او الشوينزي الصغير في بغداد الشمالي الغربي كان يسمى بباب حرب ذاهبا الى منطقة الحربية شمالا والى غرب بغداد واول من دفن كما تروي المصادر هي السيدة ريطة ابنة الخليفة العباسي الاول السفاح وزوجة الخليفة المهدي ذلك ان السفاح كان له ولد وبنت اما الولد فاسمه محمد والبنت اسمها ريطة تزوجها الخيفة الثالث المهدي قبل زواجه من الخيزران ام الخليفة الرشيد والزوجات الاخريات وكانت ريطة قوية بشكل عظيم حتى يقال ان اخاها محمد يلوي الحديد ثم يلقيه على اخته ريطة التي تتولى تعديله وتقويمه وريطة ماخوذة من الريطة المنسوجة وهي التي تلبسها النساء كقطعة واحدة وقيل هي كل نسيج من الملابس الذي يكون رقيقا ولينا وان اسم ريطة يدل على اللطف والرقة والنعومة وكانت ريطة اثيرة عند زوجها الخليفة المهدي من دون زوجاته الاخريات حتى ان الشاعر ابا دلامة طلب من الخيزران ان تشفع له عند الخليفة المهدي فقالت له عليك بريطة فان زوجي لا يخالفها وحين دخلت ريطة على المهدي شفعت له وقد اختلفت الاراء بشان زمن وفاتها فقال البعض انها اول من تم دفنه في مقبرة قريش في الكاظمية وقال اخرون انها توفيت عام 170هـ وكانت الثالثة التي تم دفنها في هذه المقبرة ذلك انها قرشية النسب فدفنت في مقابر قريش اي انها دفنت قبل جعفر الكبير ابن الخليفة المنصور المدفون عام 150هـ في هذه المقابر وقبل القرشي المعروف عبد العزيز بن عبدالله المدفون في هذه المقبرة عام 164هـ ومن قال انها دفنت الثالثة بعد المذكورين ولكن في جميع الاحوال انها مدفونة قبل الشخصية الرابعة المدفون في هذه المقبرة عام 181هـ وهو قاضي القضاة ابي يوسف يعقوب بن ابراهيم الشخصية الثانية في المذهب الحنفي المدفون عام 181هـ وفي عام 183هـ تقدست هذه المدينة بدفن الامام الكاظم موسى بن جعفر ع بعد استشهاده حيث تحول اسم المنطقة الى الكاظمية نسبة الى الامام وفي عام 198هـ تم دفن الخليفة الامين بعد قتله على يد قائد جيش اخيه الخليفة المامون عام 109هـ وفي عام 216 هـ تم دفن زبيدة بنت جعفر بن المنصور وزوجة الخليفة هارون الرشيد وام الخليفة الامين وفي عام 220 هـ تشرفت هذه المدينة بدفن الامام محمد الجواد ع حفيد الامام موسى الكاظم بعد استشهاده جوار قبر جده الامام موسى الكاظم وتم دفن الكثير من العلماء والاعلام من رجالات بغداد كالخواجة نصير الدين الطوسي الذي توفي بعد دخول هولاكو الى بغداد وشيخ الطائفة القمي البغدادي المتوفي عام 368هـ والشيخ المفيد النعمان بن حارث البغدادي الذي اخذ العلم عن شيخ الطائفة القمي ومن تلامذته الشريف الرضي والشريف المرتضي ودفن فيه احمد النجاشي صاحب كتاب الرجال عام 413هـ والشريف الرضي عام 406 هـ والشريف المرتضي 436هـ والزاهي ابو القاسم البغدادي الشاعر المشهور عام 352هـ وابن حمدون الملقب كافي الكفاة عام 562هـ والشاعر حيص بيص ابو سعد التميمي وسمي حيص بيص لانه راى الناس يوما في حركة مزعجة وامر شديد فقال ما للناس في حيص بيص عام 574هـ والحجاج ابو عبد الله الشاعر الذي يقال انه في درجة امرئ القيس عام 391 هـ وابن الاثير الجزري الملقب ضياء الدين 637هـ وابن فليح العبسي الشاعر المشهور عام 537هـ وغيرهم كثير من الفضلاء والكملاء والعلماء الاجلاء الذين دفنوا في مقابر قريش في الكاظمية المقدسة في بغداد . |