أندية أمس ودمبلة اليوم

 

مازال جيل الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم يتذكر وبحسرة  النوادي الترفيهية والاجتماعية التي كانت تنتشر في عموم العاصمة بغدادوغالبية المحافظات العراقية وكيف كانت تمتاز بالتجمعات الثقافية والادبية الى جانب الترفيهية حتى صارت عدد من النوادي الترفيهية اليوم تتعكز على اسمها القديم عندما تاسست نوادي كنادي المثقفين والادباء الترفيهي والمركز الثقافي الترفيهي للشعراء واخر للفنانين العراقيين والاعلاميين وعشرات الاسماء تحت عناوين الترفيهي الاجتماعي ، لكن للاسف غالبية وربما جميعها فتحت ابوابها امام الزبائن الذين يبحثون عن لعبة الدمبلة التي صارت الاشهر في نوادي وجمعيات العاصمة بغداد وراحت تلك الاندية تبحث عن المردودات المالية قبل الوسائل الثقافية والادبية والترفيهية ، نعم لاننكر ان الملتقيات والاندية التي كانت تستقبل زبائنها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لاتخلو من الوسائل الترفيهية والمتضمنة منهاجا اسبوعيا للعبة الدمبلة او البنكو وهي لعبة لاتختلف كثيرا عن الدمبلة ويلعبها الزبون بمبالغ رمزية للترفيه مع عائلته او اصدقاءه ولكن اليوم صارت اللعبتين المذكورتين الاقرب للعبة الريسز الذي قضى على بيوتات عوائل ميسورة الحال فصار تستجدي لقمة العيش بسبب هذا اللعبة التي لاتخرج من خانة القمار العلني ، واليوم تاتي لعبة الدمبلة التي تستقبل الاف من الزبائن يقضون المساء في البحث عن الاندية التي تلعب وتهتم بلعبة الدمبلة التي تسحب وتفرغ جيوبهم من مايكسبونه من اموال مشروعه او غير مشروعة ، يقينا انا لست ضد مثل هذه الممارسات التي لاتخلو من المتعة ولكن ضدها عندما تدخل في خانة القمار على حساب اشخاص وعوائل يتضررون من ماتتركه اللعبة من اثر سلبي وتخرج عن المالوف ، نعم وهنا نستذكر اندية ومراكز لجمعيات فنية وثقافية وعلمية وكيف كانت تستقبل العوائل وتخصص لهم منهاجا اسبوعيا متضمنا عرض افلام ومسرحيات ومسابقات وحفلات موسيقية وغنائية الى جانب لعبتي الدمبلة والبنكو وكيف كانت جمعيات واندية التشكيليين والصيادلة والاطباء والضباط والمهندسين تستقبل عشرات المنتسبين والجمهور لتستمتع بمنهاج ثقلفي فني وترفيهي على عكس تماما مايجري اليوم داخل اندية وتحت مسميات تلك الاندية والجمعيات وهي تستقبل زبائن من مختلف الشرائح ومن دون ضوابط وتعليمات همهم الكسب والخسارة في لعبة الدمبلة التي صارت الاشهر في بغداد وهي تستقبل مئات من ابناء المحافظات الذين يحرصون على المشاركة في اللعبة قبل البحث عن منهاج ثقافي وفني يضيف لهم المعلومة والمتعة الحقيقية .