أخ وصديق ...محظوظ

يقول الصادق الامين وخاتم الانبياء وفخر الكائنات محمد صل الله عليه وآله ، من استفاد أخاً في الله استفاد بيتاً في الجنّة " ما أجمله من تعبير رائع من انسان عظيم ورمز عملاق "لدي أصدقاء كُثر وكلهم موضع حب واحترام ولكل شخص فِيهِم ميزة تختلف عن الآخر ومن بين هؤلاء الاصدقاء لدي صديق بل هو أكثر، انهُ اخي الذي لم تلده لي امي رفيق الدرب والمسيرة ،وموضع أسراري ومحط شكواي وألمي أتحفظ على ذكر اسمه لكنه يعرف نفسه جيداً لأنه يعيش الحرية والحر رهن إشارة هذا الاخ طالما كان ولا زَال يلاطفني يقول لي ( بتعبيرنا الدارج) عدنان انت (شايل وَيَاك خرزة بسرعة تسحر المقابل) قبل فترة لَيْسَت ببعيده كثيرا كنت مُنشغل في عمل ًما خارج البيت وكَان هُنالك شيئًا ما في بالي ابحث عَنْه لعلِّي اجده، بينما انا مُنشغل ًفي العمل الذي كان بيدي إِذْ وقفت بالقرب مني سيارة فترجل منها شاب وسيم عليه سيماء الصالحين لم أعرفة ولم ألتقيه من قبل لا من قريب ولا من بعيد لكن جاءت به صدفة الزّمن وخفايا الايام لتضعه امام انظاري فوجدت بمعيته شيء من الذي ابحث عَنْه فتركته الى ان خرج من المكان الذي دخل إليه فأخذني الفضول في السوْال عن معرفة ذلك الشّيء فاخذت انتظره فبمجرد ان إنتهى من شراء بعض الأمور من صيدلية كان قد دخل إليها استوقفته وسلمت عليه فرد علي السلام بكل أدب واخلاق واحترام واخذ يتكلم معي كأنه تلميذ يتلكم مع استاذه او مع شخص يعرفه منذ ثلاثون عام او أكثر حقيقية أبهرني بأخلاقه وكلامه وتعامله رغم انها كانت لحظات لم تتعدّى العشر دقائق لكنها كانت وكأنها عشر ساعات فسألته عما كنت اود السوْال عَنْه ،فأجابني جواب على عُجالة وقبل ان يودعني قال لي أعطني رقم هاتفك و هذا رقم هاتفي ضعه عندك واتصل علي في اي وقت تشاء ومتى ًما،تُحب ونتكلم بالموضوع الذي في بالك في وقت لاحق و سوف اكون بخدمتك ومن ثم رحل عني لكن بقيت عيوني تلاحقه حتى غابت ملامح شخصه عني كما تتوارى الشمس في مغيبها" بعدها مرت يومين او، ثلاثة ايام على الموضوع اتصلت به فأجابني اهلا

حبيبي أستاذ عدنان الغالي حقيقة شعرت بشيء غريب تسجدت امامي صورةً من مشهد اللقاء الاول ، فقلت لَه سلام علـٰـــــيكم قال وعلــــيكم السلام قلت له هل أستطيع رؤيتك قال بكل تاكيد تفضل عندنا في البيت انا بانتظارك فوصف لي البيت اثناء مكالمتي معه عبّر الهاتف الجوال بمجرد ان انتهيت من المكالمة توجهت مسرعاً الى مكان البيت، علم الله في هذه اللحظة لم تكن نيتي القضية التي ابحث عنها، بل كان همي هو ان أرآه مرة ثانية وأتحدث معه لانه ترك في نفسي اثر بالغ، وصلت الي البيت اتصلت به قلت له انا واقف الان امام المكان الذي وصفته لي فما ان انتهيت من كلامي واذا بشخص خرج يُنادي تفضل هنا اخ عدنان و كان معه ابوه وإخوته رحبوا بي كثيرا ثم أدخلني الي بيتهم بمجرد ان جلست في مكان استقبال الضيوف لمّحت انظاري صورةً معلّقة على احدى جُدران المضيف لرجل كَبِير في العُمر فحققت النظر فيها واذا بها صورة لشخص اعرفه جيدا وَهُو من رجالات عشائرنا الكرام وطود شامخ من رِجَال العراق الافذاذ ليس هذا فحسب بل كان يمثل هذا الرجل واجهة من وجهاء القبائل العربية العريقة في الفرات الأوسط وهو شيخ لعشيرة كبيرة عُرفت بالكرم والاخلاق والطيبة والأصالة واسم من الأسماء للامعة في فضاء القبائل فسألته من يكون لك هذا الرجل الذي في الصورة المعلقة ،فقال لي هَذَا المرحوم( جدّي فلان ابو والدي) هنا عرفت قيمة هذا الانسان اكثر وقلت في نفسي لم يأتي ما فعلته معي من فراغ إنما هو من منبع ما ارتوت منُه نفسك من هذا البيت العريق ثم جاء وجلس الى جانبي واحتسينا الشاي وكان لا يدري ماذا يفعل من شدة الفرح بي وكانت ابتسامته لا تفارق شفتاه أبدا حتى اخر لحظة خرّجت فيها من عِندَه ،تناولنا أطراف الحديث في ما بيّننا كان حديث ذو شجون وكان مفعم بالحب والإيمان والصدق وذكر الله عزوجل واهل البيت عليهم السلام الذي لم يفارق ذكرهم مجلسنا فأخذ يسألني عن امور عامة وخاصة وانا كذلك ولمست منُه يتكلم معي بلهفة محب كأنه فاقد عزيز كان ينتظره طويلاً فأنساني ما كنت اود التحدث به كما انسيته انا ذلك وكان يردد بين الحين الاخر والله انا محظوظ يا عدنان قلت له وبماذا انت محظوظ يا اخي قال محظوظ بلقاءك فقلت له ومن انا حتى تكون محظوظ بصحبتي

ومعرفتي قال لا ادري ولكن ارى نفسي هكذا اني محظوظ حيثً رزقني الله اخ وصديق مثلك، كما كان يُكثر من الشكر لله عزوجل علىً نعمته وفضّله على مولود جديد رزقه الله تعالى به هو الأول (مُصطفى) الذي لم تمضي على ولادته سوى ايام قلائل بَعْد تعب وعناء وصبر طويل دام لأكثر من سَبْع سَنَوات كما أخبرني بذلك حقيقة فرحت وسُررت كثيرا بهذا الخبر وفِي المقابل أخجلني كلامه كثيرا حتى اصبح لساني وكأنه مُكبَّل بقيود لا استطيع النطق بكلمة وخانني التعبير عن الكلام لا أدي ماذا اقول له لكن اقول نعم ابا مُصطفى انك محظوظ وسوف تبقى محطوظ لانك سرقت مني خرزة السحرَ تلك الخرزة التي أسحر بها من أشاء لكن لم تكن سارق كما هو متعارف عندنا مع احترامي لشخصك الكريم........... ( الحرامي ) بل أنها ملكة الاخلاق وصفة النُبل التي كنت تحملها ايها الشاب الخلوق الرائع المهذب نعم انها الإخلاق التي لايصمد أمامها احد مهما وان يكن تلك هِي الاخلاق التي جاء بها رسول الانسانية و،المربي الاول وفخر الكائنات الصادق الامين محمد عليه وعلى آله الاطهار افضل التحية وازكى السلام الذي يقول ان لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم تلك الاخلاق التي تصنع من الوضيع رمزاً حين يتحلى بها وتنُقص من الرفيع قدراً حين يتخلى عنها قبل الختام اقول لهذا الصديق والاخ العزيز الذي جمعتني به تلك الصدفة الجملية التي هي خير من الف معياد "وان كان قلتها له ،في وقت سابق اليوم أكررها أتمنى ان اكون معك صادقاً ووفياً وان اكون عند حسُن ظنك وانا شعاري في الحياة من يمنحني الثقة أمنحه الأمان وان شاءت الاقدار ان تفرق بيّننا فانا أعاهدك كما عاهدت الذين سبقوك من الاصدقاء اني سوف كون مؤتمن على كل سر او كلمة تطلعني عليها ويبقى لغز وسر هذا اللقاء طلسم لا يعرفه سوى الله عزوجل الذي يؤلف بين القلوب عِبَادِه..... والسؤال هو هل انا المحظوظ ام هوً ... اما انا فأرى أنُهٌ هو صاحب الحظ فعلاً كما يقول لأنه استطاع ان يسرق مني بأخلاقه خرزة السحر التي أسحر بها من أشاء وأصبحت مُكبَّل كالاسير لكن عند الكرام وما أجمله من أسر وهو ان يقع الانسان عند صاحب الخلق الرفيع كما وقعت انا في شباك ابو مُصطفى واترك التعليق لكم احبتي .......وللحديث بقية