زخرتْ وحفِلت , وعجّت وضجّت وسائل التواصل الأجتماعي بالصور والفيديوهات المنقولة عن الكاميرات الأردنية المنصوبة في كافة زوايا قاعة اجتماعات مؤتمر القمة الأخير, ومن اللقطات المتحركة والثابته المتميزة لتلك التسجيلات , هي صور ابراهيم الجعفري – وزير الخارجية وهو يسلك سلوكين مشينين كما شاهدناه ورآه الرأي العام العراقي والعربي والدولي . ولكن لماذا تصرّف الجعفري بهذه الطريقة .! وهل كان يجمع بين الغباء المفرط والتعمّد الخارج عن حدود اللياقة بشكلٍ مقصود ومرصود .!! صورة ابراهيم الأشيقر وهو يقوم بأدخال احدى اصابع يده لتتوغل داخل أنفه , يمكن تفسيرها بسهولةٍ بأنها عادة شخصية متجذرة ومتأصلة فيه , وليس بوسعه التخلص منها , ويبدو ايضاً أنه طالما يمارسها على الصُعد الدنيا والعليا وما بينهما كذلك , ولا يقصد بحركته هذه تشويه صورة نفسه ولا حزبه ولا حتى تشويه صورة العراق أمام العالم . لكنَّ والف لكنْ ولكنْ , فأن قيام هذا الوزير بمضغ العلكه في جلسة انعقاد مؤتمر القمة التي يحضروها ملوك ورؤساء جمهوريات , فبلا ريب أنّ لذلك اكثر من معنى ومعنى , فأذا أخذنا بنظر الأعتبار ما هو معروف بأنّ ايّ اجتماع او لقاء لموظفين صغار في درجاتهم الوظيفية , فلا يمكن اطلاقاً أن يتجرّأ ايّ موظفٍ " مهما كانت له من صلافة مفترضه " بمضغ العلكة أمام الآخرين , مع الأدراك المسبق لتعرّضه لتوبيخٍ يمسّ الكرامة على الأقل .! , فتصرّف السيد الجعفري الواضح بكونه مقصود ومتعمّد , فيعني اولاً انه ابتغى الأستخفاف والأستصغار من الملوك والرؤساء بقصد تنيههم أنه كان رئيس وزراء العراق سابقاً , وانه لا يقّل مستوىً عنهم .! , كما يمكن تفسير سَلك هذا السلوك الشائن < وفق مفاهيم علم النفس " بأنه شعورٌ بالنقص الذاتي , سيّما انه لم يتبوّأ ايّ منصبٍ رسمي او اداري طوال حياته قبل الأحتلال , وبان عليه تأثير الأجواء المغلقة خلال انضمامه في عضوية < المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق > إبّان سنوات الحرب العراقية – الأيرانية , وثم بعدها عبر انهماكه للعمل كحملدار في بريطانيا رغم كونه كطبيبٍ عمومي لا يمارس مهنة الطب . ومن خلال ذلك " وغير ذلك ايضاً " فلعلّ الجعفري اراد اللجوء الى مصطلح " التعويض النفسي " ومحاولة إظهار نفسه بفوقيّه يمثلها ويجسدها مضغ العلكة في مؤتمر قمّة مهيب .! , < وبجملةٍ اعتراضية , فلو كنتُ شخصياً أحد الصحفيين الذين حضروا المؤتمر , فكنتُ سأسل الأستاذ الجعفري عن ماركة العلكة التي يمضغها وما منشأها , وكنت لا استغرب ايضا إن قال انها " علك ماء " > .! لو , وفيما اذا تصرّف ايّ وزير خارجيةٍ من دول العالم الثالث " وخصوصا الدول المتخلفة للغاية " بمثل ما تصرّف به الجعفري , لتمّ فصله من منصبه فور عودته لبلده , ولجرى توبيخهه من الرئاسات الثلاث .! ومن حزبه كذلك , وإذ أنّ مثل ذلك لا يمكن حدوثه في العراق , فالمطلوب بحرارة من البرلمان أن يأخذ تعهدا خطياً من وزير الخارجية هذا بعدم تكرار مضغ العلكة في المؤتمرات ولا ايلاج احد اصابعه في أنفه , وبعكسه فيتوجّب منعه من السفر خارج العراق لحضور ايّ مؤتمر .!
|