وصيتي الى ولدي .. اياك والتدين السياسي

اول واخر خبر احمله لك يا ولدي حزين جدا فيا بني ابلغك باني لا املك اموال ولا قصور ولا سيارات ولا ذهب او فضة لاورثه لك وانما امتلك تجربة ساوصيك بخلاصتها

يا بني

تحاشا رجال الدينولا تثق بالعرافين والمنجمين او شيوخ العشائر وانما ثق وصدق باهل العلم.

فالدين يا ولدي لا يحتاج رجالات او علماء او حراس وانما الدين المعاملة فعامل الناس بالاخلاق الحسنة والمودة فرضى الله من رضا الناس عليك واعلم يا ولدي انا كل ما يتطابق مع الاخلاق يتقبله الله سبحانه ، اما النقيضان الصلاة وشرب الخمر فكلاهما يحددان علاقتك بالخالق وهي شأن خاص بك ، فان صليت فلا تترائى وان شربت الخمر فلا تتمادى فاعلم يا ولدي ان اخطأت بحق الخالق فان رحمته وسعت السماء والارض وان اخطأت بحق الناس فان الله عادل يعطي لكل ذي حق حقه وقل اللهم اجعلني انام ليلي مظلوما وليس ظالما.

اما المنجمون والعرافون فهؤلاء وباختصار لو كانوا يملكون النفع لنفعوا انفسهم فهم كذابون مخادعون يعتدون على اعراض الناس ويسرقون اموالهم وقد ازال الله من وجوههم البركة.

 

وبالنسبة لشيوخ العشائر فان معظمهم يعيشون بالمماطلة فيقلبون الحق الى باطل والباطل الى حق وهؤلاء هم اعداء الله فقد ابتلانا بشرهم وشرورهم يتملقون للكبار في المنصب ويرقصون في حضرتهم ويتكبرون على الضعيف ويهددونه بسطوتهم وجبروتهم وهذا هو اللؤم بعينه فأياك ثم اياك ان تطلب حاجتك من لئيم.

 

واذا سألتني لماذا امنح ثقتي واصدق اهل العلم ؟

يا ولدي ... هؤلاء يسهرون الليل بالنهار يجمعون الارقام ويطرحونها يوزنون المعادلات ويصفرونها يدرسون دواخل بني البشر النفسية ويكتشفون اعضائهم يغوصون بالبحار ويبحرون في الفضاء يجمعون عناصر الكون ويحللون التراب يؤرخون الاحداث ويتحضرون للمستقبل يضعون النظريات ويطبقون النتائج ليضعوا كل شيء في خدمة البشر فانهم يفقدون بصرهم ليضيئوا طريق الحضارة وتنحني ظهورهم ليقف اهل الارض باستقامة يفقدون الراحة ويمنحوها لك يألفون الكتب في سنوات لتقرءها في ساعات يأتون بماء البحار مالحا لتشربه انت عذبا يقصرون المسافات ويطيلون عمر البشر بالعلم الذي منحه الله لهم.

فيا بني

لا تقف عند دكاكين رجال الدين ولا بسطات شيوخ العشائر ولا عربات المنجمين والعرافين الجوالة بل قف عند ابواب اهل العلم واطرقها ثلاث ولا تدخل حتى يؤذن لك فان لم يؤذن لك فاعلم ان اهلها مشغولون بما ينفعك واياك ثم اياك ان تناديهم من الحجرات .

 

ولدي

ضع رجال الدين والعرافين والمنجمين وشيوخ العشائر على جنب فان انضممت لهم فاعلم انك سياسي عراقي يتعكز برجال الدين ويحتمي بشيوخ العشائر ويستعين بالعرافين ولا يستعين بالله.

اما العلماء فهم كالنجوم في السماء ونحن في الارض نغسل عيوننا بلمعانهم البراق اما الفنانون والرياضيون فانهم يقفون ما بيننا وبين العلماء لان الله سبحانه اعطاهم المواهب فوضفوها لمتعة الناس والترفيه عنهم فلا يأخذون اموالك بالاكراه ولا يفرضون عليك ما لا ترغب .

يا بني انها تجربة تحولت الى وصية فان اخذت بها فستعيش كما عاش ابوك وان منحك الله موهبة ووضفتها للترفيه عن الناس فادعو الله ان يوفقك اما اذا صرت عالم فاعلم انك صدقة جارية .

اما اذا لم تأخذ بها وسرت عكسها فاعلم ان الله عادل لا يضيع حق  مخلوق من مخلوقاته