قرارات تحيا وتموت فيالبحر الميت |
كانت قرارات مؤتمر القمة العربي الذي عقد اخيرا في عمان عديدة ومن اهمها اسناد العراق في حربه ضد عصابات داعش لتحرير اراضيه وكان وزير الخارجية الدكتور الجعفري قد اشار الى تلك العصابات التي غزت العراق وتعود جنسياتها الى مئة دولة اسلامية ومن بينها عدد من الدول العربية المشاركة في مؤتمر القمة وهذه شجاعة يحسد عليها الدكتور الجعفري بهذه الاشارة الصادقة واذا كان وزراء خارجية الدول العربية التي عناها وزير خارجية العراق لم ينبسواببنة شفة ويردوا على ما عناه وشخصه الجعفري فان زعماءهم ولله الحمد قد وقعوا جميعا على قرار مساعدة العراق في حربه ضد تلكم العصابات التكفيرية المجرمة وتلك ولا شك خطوة متقدمة للمصالحة مع حكومة الدكتور العبادي واسدال الستار على ما كان بينها وبين حكومة المالكي من شد وجذب وخلاف في السر والعلن ولكن يبقى السؤال كيف ستنفذ الجامعة العربية الموقرة مثل هذا القرار وبمعنى اخر ماهي كيفية تنفيذ هذا القرار من قبل حكومات الدول العربية وخاصة تلك الدول التي غمزها الدكتور الجعفري ؟ ان المآسي التي يعاني منها حاليا اهالي محافظة نينوى خطيرة ومفجعة وقد غدت مدينة الموصل مدينة منكوبة وعلى الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج المسارعة بتنفيذ القرار الذي وقعوا عليه من خلال ارسال مساعدات فورية وبمختلف الطرق المباشرة وغير المباشرة حيث ان الوضع الذي يعاني منه شعب الموصل وضع مزر ومآساو ورهيب لايمكن الوقوف امامه حتى ولو بضعة ايام بحساب الزمن وعليه فلا بد من قيام جسر جوي بين الدول العربية والعراق لارسال المساعدات الانسانية المطلوبة وبالتنسيق مع الحكومة العر اقية وجمعية الهلا ل الاحمر وغيرها من الجمعيات والمنظمات الانسانية. وهنا لا بد لنا من تذكير الحكومات العربية بحرب تشرين عام 1973 بين الجمهورية العربية واسرائيل فعندما استطاع الجيش المصري دحر القوات الاسرائيلية وسحق استحكاماتها في سيناء كيف هبت امريكا فورا باقامة جسر جوي مع تل ابيب تزود من خلاله الحيش الاسرائيلي بالطائرات والصواريخ وبكل ما يحتاج اليه في المعركة وكانت الاقمار الصناعية وطائرات الاواكس تزود القيادة العسكرية الاسرائيلية بصور عن احداثيات المعركة وعن المكانات الرخوة في الجانب المصري حتى مكنت الجيش الاسرائيلي من عبور قناة السويس من خلال ما سمي بثغرة الدفر سوار مما جعل الرئيس السادات يقبل بالتفاوض مع اسرائيل وبعد ما وجد ان الجيش الاسرائيلي غدا يهدد القاهرة وبدعم كبير من واشنطن . وعليه فنحن نعتقد ان الدول العربية المحاذية للعراق باستطاعتها اقامة جسرا جويا لارسال مساعداتها الانسانية لابناء محافظة نينوى ولمدينة الموصل المنكوبة دون ابطاء ودون اتخاذ اجراءات روتينية لتنفيذ قرار مؤتمر عمان كي لا يتحمل العراق وحده اعباء المعركة مع عصابات داعش التي باتت تهدد جميع الدول العربية والاسلامية لا بل حتى الدول الغربية وبعكسه فان القـــــرارات التي احيوها في مؤتمر عمان ستموت في البحرالميت حينئذ يحق للامة العربية قراءة الفاتحة على روحها وعلى ارواح من وقعها . |