ايها السياسيون .. اوراقكم محروقة ! |
من اكثر ما ابتلى به شعبنا ونحن منهم هم اولئك الذين نصبهم المحتل الاميركي وسلمهم السلطة على طبق من ذهب على وفق المحاصصة ،التي وجدوا فيها ضالتهم في استمرار امساكهم بصولجان الحكم واستثمار هيمنتهم على العملية السياسية من اجل تحقيق مزيد من الامتيازات والمنافع الشخصية على حساب حرمان الشعب من ابسط حقوقه ..وهكذا سعى سياسيو الصدفة الى تغليب الطائفية على الوطنية واعلاء مطالب الفرقة والتمزق بدل الوحدة والانسجام ، فصرنا نسمع عن تقسيم العراق الى اقاليم وكانتونات فارتفع صوت البعض منهم مطالبا في السنوات السابقة باقليم الجنوب من قبل تيارات سياسية معروفة ومنها المجلس الاعلى وبقدرة قادر اختفى هذا المشروع الذي اثار حفيظة سياسيين يدعون زورا تمثيل محافظات صلاح الدين وديالى والانبار وكركوك ونينوى وتنقلب الاية فيطالب من كان رافضا فكرة الاقليم ليطالب بما يسمونه ( الاقليم السني ) ويعقدون المؤتمرات في الخارج والداخل لانضاجه .. وهكذا ظل اطراف العملية السياسية يمارسون لعبة القط والفار بينهم طيلة السنوات الماضية ويثيرون الازمة تلو الاخرى ويشغلون الشعب بشعاراتهم المتغيرة بحسب ما تمليه لعبة المصالح فتارة اقليم وتارة اخرى مصالحة ومشاريع وطنية وتسوية تاريخية وتستمر عملية الالهاء للمواطن من دون ان يدركوا ان اقنعتهم قد سقطت جميعها وان ورقة التوت لم تعد تستر عوراتهم .. وترسخت القناعة لدى عامة الناس بان لا تغيير جذري ولا صلاح للعراق بوجود هؤلاء بمختلف مسمياتهم! واذا كان سياسيو الصدفة في هذه المرحلة يحاولون ركوب موجة المطالب الشعبية الرافضة للطائفية والمحاصصة ، فقاموا بانشاء تجمعات واحزاب ظاهره مدني وطني ديمقراطي وباطنها طائفي لان حاضنتها اصلا طائفية .. فاذا كان هؤلاء يتوهمون ان بامكانهم خداع الشعب فهم يضحكون على انفسهم ونقول لهم اصحوا فان الشارع الشعبي قد رفضكم .. وان احاديثكم من حيث تشعرون ام لا تفضح حقيقة عدم ايمانك بالمواطنة كقيمة موحدة للشعب وللوطن .. لا نبالغ ولا ندعي عليكم ايها السياسيون الفاسدون الطائفيون ولا نحتاج هنا الى دليل فيكفي ان نستمع الى احاديثكم من الفضائيات لنلمس كم انتم بعيدون عن الوطنية الحقة .. ومنها ما حدث قبل ايام من نقاش بين الشيخ حميد المعلة من المجلس الاعلى وخالد المفرجي من اتحاد القوى بشأن مشروع ما يسمى بالتسوية التاريخية ، حيث ان كل واحد منهم يخاطب الاخر بصيغة الشريك المذهبي فالمعلة يقول ان شريكنا الـ (.. ) ونفس الشيء المفرجي ومع ذلك فكل واحد منهم يصدع رؤسنا بمختلف التسميات والعناوين الوطنية وادعاء الحرص على وحدة العراق !! ولاندري كيف يريد هؤلاء ان يتوائم الخطاب الطائفي مع الهوية الوطنية التي تحتاج الى ايمان حقيقي يترجم بالعمل والممارسة فالوطنية ليست شعارات ولا عناوين براقة ، انها فعل سياسي يشعر من خلاله المواطن ان النائب في مجلس النواب او الوزير يمثل ويخدم جميع العراقيين .. وانتم غير ذلك ، لذا فاي تغيير لايتحقق بوجودكم فانتم اصبحتم اوراق محروقة لاتصلح حتى للعب ! |