عن الطغيان أكتب

 

يظن كثير من الناس أن صفة الطغيان مقصورة على الحكام والرؤساء والزعماء . وهذا ظن خاطئ لأن الطغيان صفة عامة وليست خاصة، وقد وصف الله سبحانه وتعالى بها الإنسان بقوله عز من قائل : إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى، هنا شملت صغه الطغيان كل إنسان أمتلك مالاً فركبه طغيان الغرور والتكبر والاستعلاء على الناس كحال أغلب نواب البرلمان والوزراء والوكلاء اليوم الذين لم يكونوا يحلمون يوما بسوى راتب بسيط لضعف مؤهلاتهم وضعف مراكزهم، ولما انفتحت عليهم خزائن الحظوظ وخزائن الولاءات الحزبية وخزائن السلطة وما يتبعها من مظاهر الطغيان المتمثلة بالحمايات التي لم يعهدها حالم بالسلطة. أخذهم غرور المنصب فطغوا واستعلوا حتى على بعضهم بعضا ولذلك صرنا نسمع تطاحناً بالألفاظ وتنابزاً بالألقاب والتلويح باستعمال الأيدي والأحذية، ولا يتحملون نقداً ولا يتحملون رأياً مخالفاً، وهذه كلها من مظاهر الطغيان .الوزير يطغى والموظف يطغى وعضو البرلمان يطغى وصاحب الدرجة الخاصة يطغى والمستشار يطغى والرئيس يطغى حينما يظنون أن المنصب غنيمة من الغنائم ومثلهم كل من يطغى في منصبه ويتعالى على الناس بمنصبه . وكلنا نلمس طغيان هذه الفئات عند مراجعتنا للدوائر الحكومية التي يتنمر عليك حتى بواب المبنى الحكومي لأنه يستظل بطغيان سيده، أما مقابلة مسؤول دائرة أو مقابلة مدير عام فذلك حلم لا يتحقق لأنهم في غنى عن هموم المواطن وفي غنى عن سماع شكاواه ومطالبه..!! .  والأدهى والأمر أن تجد المسؤول الذي تريد أن تقابله مشغولاً بمكالمة يصفها لك سكرتيره بأنها مهمة وتتبين من بعد أنها مع زوجته أو صديقته أو عشيقته أو مع تاجر  أو أو الخ .. !! هذه صور من طغيان اليوم التي ضاعت بسببها حقوق مواطنين، وصرنا بسببها رعايا لا مواطنين لنا حقوقنا في وطن أصبح الآن لقمة في أفواه زهت بالباطل الذي استمرأته بلباس الحق . وما بين الباطل والحق مابين السماء والأرض ورحم الله مسؤولا عرف قدر نفسه..!!!