حقيقة الحرب على الإرهاب |
تشير كل أصابع الاتهام إلى واشنطن في صناعة الإرهاب ونشأته وتغذيته وصولا لصناعة القاعدة ويثبت هذا الاتهام ما صرحت به كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بقولها نحن من مول الإرهاب في أفغانستان لتحريرها من الروس حتى ارتدت عليهم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وأسقطت لهم أبراجهم العالمية يعني صنعت واشنطن الإرهاب حينها لتحقيق أهداف سياسية واليوم اختلفت الأسباب في صناعة الإرهاب فهي سياسة اقتصادية يعني السيطرة والاستحواذ على ثروات العالم والمواقع لاستراتجيه فيه لقد أحكمت واشنطن صناعة الإرهاب منذ عقود لضرب روسيا وإخراجها من أفغانستان واليوم تعود لتستنسخ التجربة بعد تطويرها وإجراء التحسينات عليها رغم مخاطرها وارتداداتها اللا أخلاقيه واللا انسانية لتتكرر في سوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس ومصر بعد أن أوعزت واشنطن لتركيا وحلفائها في المنطقة بتفعيل وإعادة دور الإرهاب ودعمه وإظهاره بحله وعناوين وأسماء جديدة مثل داعش والنصر والأهداف واضحة أهمها تقسيم العراق وإسقاط العملية الديمقراطية فيه وفي سوريا كذلك إسقاط نظام الأسد وتقسيم سوريا ثم كسر شوكة روسيا كما فعلت معها واشنطن في أفغانستان ومن خلال تنظيم القاعدة الإرهابي والجديد اليوم داعش والنصرة وهما من اذرع القاعدة أضف العديد من عناصر الإخوان المسلمين وبجانبه اعترافات وتصريحات وزيرة ألخارجية الأمريكية كلنتون في دعم وتغذية الإرهاب تؤكد وتثبت إن الإرهاب في العالم العربي والإسلامي صناعة أمريكية،، ولندخل في المطلوب لماذا صنعت واشنطن الإرهاب؟ صنعته وسيلة لتحقيق إطماعها ومصالحها لكسب المغانم السياسية والاقتصادية والسيطرة على المواقع الستراتيجية في أسيا وإفريقيا وإزاحة الروس عن المنطقة يعني واشنطن تريد الاستثمار من خلال داعش والنصرة وصناعة الإرهاب بشكل عام وهم يعملون ويريدون أن تبقى الأوضاع في المنطقة كما هي عليها و في صالحهم والسؤال الأخر ماذا تريد واشنطن من العراق وسوريا وليبيا للعراق وسوريا وليبيا خصوصية لدى الولايات المتحدة الأمريكية لتأثيرها السياسي والاقتصادي والموقع الستراتيجي وما تملكه هذه الدول من ثروات نفطية ومعادن تحت الأرض وكل هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومن ضمنها مصالح إسرائيل واليوم وفي عهد الرئيس اترامب تحاول واشنطن الظهور بمظهر المعادي والمحارب للإرهاب والحقيقة إن أهم دوافع واشنطن في حربها على الإرهاب هو بسبب خروج داعش على واشنطن في بعض المفاصل والمنحنيات بعد أن أصبح لداعش مواقع ومصالح في سوريا والعراق تهدد المصالح الأمريكية وهكذا أحوال تمثل خطوطا حمرا لدى واشنطن حتى وان كانت هي من صنعت داعش وكل هذه التنظيمات الإرهابية وغذتها وأمدتها بالدعم وعززت مواقعها في المنطقة وجعلتها تسيطر على ثرواتها لكن هذا يتقاطع مع ثوابه المصالح الأمريكية وإرادتها لان ما تريده واشنطن من سوريا الطاقة يعني الغاز وضمانة امن إسرائيل المطلق ،، وبشار الأسد مصمم على عدم تسليم ذالك للأمريكان إما ما تظهره واشنطن من مودة وتقرب للعراق في هذا الوقت وإعلان الحرب على داعش بالطريقة الترامبية هدفه المصالح والمغانم الأمريكية في العراق والسيطرة على ثرواته وتحجيم الدور الإيراني فيه وسوريا والمنطقة بالإضافة لإبعاد العراق عن سوريا و الكل يعلم ويعرف من نشر الفوضى في المنطقة ودمر ليبيا والعراق وسوريا وأشعل الحرب في اليمن و إربك الأوضاع في مصر وتونس وكل الأصابع تشير بالاتهام إلى أمريكا و إسرائيل وحلفائهم في المنطقة و قتل الرئيس بشار الأسد وارد جدا ليزحفوا بعدها على الخليج وألان من الأخير والمفيد وبالمختصر إن الأمريكان يعملون ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وما زالوا على بناء الولايات المتحدة الأمريكية واقتصادهم وسعادة شعوبهم الأمريكية على حساب ثروات العرب والمسلمين و الشعوب المستضعفة . وما يريده الرئيس الأمريكي ترامب من تعاون مع العراق في حربه على داعش هو من هذا الباب باب المصالح و الاستيلاء على الثروات الوطنية للعراقيين . ولنأتي على إعلان الرئيس اترامب الذي صرح من خلاله بوجود خطه جديدة لواشنطن في حربها على الإرهاب والجميع يتساءل أين هي هذه ألخطه الجديدة في الحرب على الإرهاب والتي لم يظهر منها شيء عملي على الأرض حتى ألان ،، لنتحدث بعض الشيء عن واقع وحقيقة الحرب على الإرهاب ومن يقاتل في كل عمليات التحرير طيلة الثلاث سنوات المنصرمة لتحرير الأراضي الوطنية العراقية وصولا للموصل هم العراقيون وإذا أردنا الحديث عن من يقاتل الإرهاب في المنطقة بشكل عام فهم العراقيون و السوريون والروس والإيرانيون ،، وعلى الطرف الأخر أمريكا وتركيا وقطر والسعودية هم من مول ودعم المتطرفين و المجاميع لتكفريه والإرهابية في سوريا والعراق والمنطقة لو واشنطن جادة في حربها على الإرهاب لتعاونت مع روسيا وإيران وسوريا بشفافية في الحرب على الإرهاب إما الحديث عن تعاون واشنطن مع العراق في حربه على الإرهاب والذي جاء متأخرا فهو بسبب ما حققه المقاتلون العراقيون من انتصارات حقيقية كبيرة على الأرض جلبت أنظار العالم أجبرت واشنطن التعاون مع العراقيين في تحرير الموصل وهذا التعاون الذي أجبرت عليه واشنطن هو لضمانة مصالحها و الحفاظ عليها و بناء قواعدها العسكرية المختلفة على الأراضي الوطنية العراقية والعودة إلى العراق بعد أن خرجوا من الباب ودخلوا علينا من الشبابيك بشكل وأخر وخلافا لرغبة العراقيين وإرادتهم في بناء هذه القواعد والمعسكرات على أراضيهم الوطنية ، واشنطن لم تكن طيلة هذه الاعوام الثلاثة جادة في حربها على الإرهاب ولم تقم بدورها وهي صاحبة القدرات والإمكانيات في محاربة وإسكات مواقع التواصل التي تنشر وتبث من خلالها داعش الإرهابي نشاطاتها على الأقل لان أكثر الحروب التي يشنها علينا داعش هي من خلال التعبئة التي تحدثها مواقع التواصل الاجتماعي مثل اتيوتر والفيس بوك وغيرها وهي مواقع بإمكان أمريكا تحجيمها ومكافحتها لما تمتلكه من قدره على فعل ذالك لإنهاء هذه الوسائل و مخاطرها الداعمة للإرهاب ،، وألان من الضروري جدا أن نذهب لنتعرف ماذا فعل التحالف الذي تقوده أمريكا في حربه على الإرهاب خلال السنوات الثلاث المنصرمة؟ و في مقدمة الإجابة على هذا السؤال علينا أن نتذكر قبل أيام عقد التحالف الدولي للحرب على الإرهاب مؤتمر في واشنطن حضره ثمان وستون وزير خارجية يمثلون الدول المشاركة في هذا التحالف وهنا لابد من إعادة التذكير بان من يقاتل الإرهاب هو العراق وسوريا وروسيا وإيران وبعض حلفائهم إما التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في الحقيقة هم المستثمرين لداعش الإرهابي وعلى رغم من ذالك نجد اليوم هناك بعض من اقتنع في أوربا والعالم بخطر داعش الحقيقي بعد أن اكتوى بنيران إرهابه الذي جعلهم يطالبون وبشكل عملي محاربة داعش وإيجاد حلول حقيقية سريعة للقضاء على الإرهاب و على داعش الإرهابي والحد من مساحة تحركاته ونشاطاته ومحاصرته والتأكيد على تعزيز قوة التحالف الدولي بعد أن رصدت لهذا التحالف أموال طائلة قيمتها مائتي مليار دولار لتغطية الحرب على الإرهاب و لتشمل الحرب جميع الإرهابيين و المتطرفين في العالم وهنا سؤال مهم جدا يطرح نفسه ماذا كانت تفعل طائرات التحالف في سوريا والعراق طيلة هذه الفترة هل كانت عمياء لم ترى الدواعش وترصد تحركاتهم في العراق وسوريا وحركة أساطيلهم التي تقوم بنقل النفط المستخرج من حقول نفط العراق وسوريا وكل هذه الأساطيل والشاحنات التي تنقل تجارة داعش وهي خارجة داخله عبر تركيا هل من المعقول لم ترصدها طائرات التحالف ولم ترصد معامل صناعة الأسلحة والصواريخ ومفخخات ومعسكرات داعش ونشاطاتهم المختلفة وهم يقومون بحفر الإنفاق والخنادق على قدم وساق في الحقيقة لم تكن طائرات التحالف عمياء لكن لم تكن هناك إرادة حقيقية للأمريكان في الحرب على داعش لإخراجه من العراق قبل سوريا لان أهداف الأمريكان في سوريا تختلف بعض الشيء عن أهدافهم في العراق وان عدم ظهور الإرادة السياسية الأمريكية في الحرب على الإرهاب هي من أطالت مدى الحرب و عمر الإرهاب وعززت مكانة داعش ومواقعه في العراق وسوريا وجميع الدول التي يوجد على أراضيها والمنطقة برمتها و ذالك بسبب المصالح المشتركة بين واشنطن وإسرائيل. |