الحماقة أعيت من يداويها

 

كم من الحمقى ممن صادفتهم في حياتك ؟. حاول أن تعدهم وان تتذكر اسماءهم سوف تجد امامك العشرات ممن تقول عنهم انهم حمقى , فمنهم من يقول لك اذا كنت كاتباً روائياً ( من اين يخرج منك هذا الكلام ) ؟, ومنهم من يأخذ مكانك او يتجاوز الواقفين على شباك دائرة ما , لكي يكون الاول في انجاز معاملته , ومنهم من يسير في الاتجاه المعاكس بسيارته غير آبه بما يمكن أن يصيبه ويصيبك من ضرر بالغ , ومنهم من يتطاول عليك في الكلام دونما حاجة او سبب .

 

الاحمق هو ذلك الرجل الذي تستهجن افعاله واقواله معاً , فيجعلك تتأفف من اللحظة التي صادفته فيها , وهو ذلك الانسان الجاهل الذي ربما لايعي ما يفعل لطبع ما في اخلاقه وفي معرفته بالسلوك الحضاري والقانوني مستذكراً قول سيد الشعراء ومالئ الدنيا وشاغل الناس جدنا المتنبي :

 

لكل داء دواء يستطب به

 

الا الحماقة أعيت من يداويها

 

فالحماقة اذن مرض لاطب ولا دواء له , ولن ينفع معه كل مستلزمات العلاج من حقن او حبوب , بل هي مرض مزمن عند الكثيرين ممن نصادفهم في حياتنا وانشغالاتنا اليومية فلاهي ممن يمكن علاجها بالاشعة والسونار والاستئصال ولا هي مما يمكن ان ينفع معها دخول المشافي واجراء الجراحات , فليست هي زائدة دودية او زوائد لحمية في الانف او الحنجرة كما انها ليست ممن يمكن علاجها بالاعشاب حيث لا تنفع معها اي عشبة برية او مائية , بل هي مرض نفسي اجتماعي اخلاقي تنتج عن تربية سلبية وقلة في الذوق ونقص في السلوك الحضاري والاجتماعي والاغرب من كل هذا ان تجد شخصاً تنطبق عليه كل مواصفات الحمقى فيدعي المعرفة والثقافة وامتهان الاشتعال بقضايا المجتمع وهو لا يفطن الى كونه مجرد دعيّ تعوزه كل مفردات النضج والوعي والمعرفة وبذلك يحيل نفسه الى اضحوكة لدى الاخرين .