قمة المصالحة العربية |
قد تكون القمة العربية القادمة في الأردن بوابة لتفعيل العلاقات العربية مع العراق بالشكل الذي كنا نسعى إليه في السنوات الماضية من أجل طي صفحات ظلت بحاجة لإجابات كثيرة عن التصدع الكبير في علاقات العرب مع بغداد وفي مقدمتهم العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي التي ظلت تنظر بشك وريبة للعملية السياسية في العراق.
وفي المقابل نجد اليوم خطاباً عقلانياً واقعياً يحاول رسم خارطة طريق صحيحة لطبيعة العلاقات العراقية – العراقية في إطار جديد يبتعد كثيرا عن ذلك الخطاب المتشنج الذي ساد صفحات السنوات الماضية.
إن طبيعة موقع العراق الجغرافي الذي يقع عند حدود دول(قومية) مثل تركيا وإيران والعربية السعودية وهذه الدول لم تكن يوما متقاربة فكريا أو على خط واحد من التفكير السياسي،هذا الموقع الجغرافي في الألفية الثالثة جعل من العراق ساحة للنقاش بصوت عال بين هذه الدول وغيرها مما ترك تداعيات كثيرة على أمن البلد وتنميته مما يتطلب الآن أن يأخذ العراق دوره الطبيعي ويستثمر الواقع الجغرافي هذا لتطوير علاقاته مع العالم المحيط به.
والعراق لم يدخر جهدا إلا وقدمه في سبيل بناء علاقات قوية مع دول الجوار لا سيما العربية منها ونجد اليوم الفرصة قائمة لتنشيط هذه العلاقات في ظل تبادل الزيارات بين العراق والسعودية من جهة وسعي الجامعة العربية لصناعة حدث عربي قائم على أساس التصالح بين كل ألأطراف العربية التي لها ملفات مع بعضها البعض. الأجواء الإقليمية والعالمية تحتم إجراء مصالحة عربية – عربية تمهد الطريق لأنهاء ملفات كثيرة أبرزها بالتأكيد ملف “داعش” في العراق هذا الملف الذي تكفلت به القوات العراقية والحشد الوطني في إنهائه وها هو يوشك على أن ينتهي بعد أن باتت الموصل بنسبة عالية جدا محررة من هذا الفكر الإرهابي ، والملف الثاني هو الملف السوري الذي هو الآخر قطع شوطا كبيرا في التوافقات الأمريكية – الروسية التي أبعدت الكثير من القوى الإرهابية من دائرة الحوار وجردتها من وجودها العسكري والإعلامي وما تبقى من قوى إرهابية بدأ يصطاد في الماء العكر كما حصل من تفجيرات إرهابية في دمشق في الأيام الأخيرة وهو أسلوب تتبع القوى الإرهابية كلما تلقت هزيمة عسكرية كبيرة. لهذا العرب أمام مرحلة جديدة في قمة عمان وما بعدها من نتائج واقعية وليست مجرد خطب رنانة دون أفعال ، نحن نحتاج لخطوات عملية من أن نتجاوز مرحلة كادت أن تقضي على ما تبقى من أواصر بين الأشقاء العرب مع بعضهم البعض، وأجد إن الفرصة مواتية للجميع كي يصححوا المسارات ويطوروا العلاقات ويسعوا جاهدين للتنمية والإعمار في بلدان كثيرة كانت ضحية الإرهاب مثل العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية التي تسعى جاهدة لأن تكون ضمن العالم الذي يتطور كل يوم . |