عاهدت معلمي ذات يوم ان اكتب في كل يوم اقصوصة ، اقرض بيتا من الشعر ، اكتب تقريرا ،مقالا ، عمودا صحفيا ، احرر خبرا ، التقط صورة ،ارسم لوحة ، تذكر الناس بفلسطين الحبيبة كي ﻻتغيب عن بالهم ساعة ، وبعد 10 عجاف صحوت ﻷمارس هوايتي المعتادة في اذكاء روح الحماسة والحفاظ على جذوة الحب الوطني المتقد ، شربت قهوتي المرة يحدوني الامل بغد مشرق مفعم بالامل واذا بصوت المذيع سقطت بغدااااااد واحتل العراق ،اعقبها سقطت صنعاء ، سقطت طرابلس ، سقطت دمشق ، شطرت السودان ،ضاعت الصومال ، جاعت جيبوتي ، لملمت اوراقي وكل ماكتبت ورسمت وصورت ووضعتها داخل التنور، أضرمت فيها النار ﻷصنع لجياع العراق ونازحيه فوق بحار النفط خبزا يساعدهم على ممارسة ما تبقى لهم من حياة وكتابة مزيد من الشعر والنثر الثوري الذي لم ولن يغادر دفتر اليوميات يوما قط وبالاخص بعد ان نسجت العنكبوت فوقه بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت !! معلمي عذرا كان يجب عليك ان تبين لنا بان الطريق الى الحرية الحقة ﻻيمكنه ان يعبد انطلاقا من بقاع يخيم عليها الاستعباد ، يبيض ويفرخ فيهاا الذل ومنذ أمد بعيد، بلاد يعشعش فيها الجهل والامية ، تعيش فوقها شعوب ﻻتجرؤ ان تقول لطغاتها وفاسديها ومفسديها ولصوصها وجلاديها وقتلتها ﻻﻻﻻﻻﻻﻻ ، وآآآآه ياعراق كم سالت فوق ثراك من جراء هذا الصمت المريب والجهل المطبق بمفهوم الحرية الملوث بالنفط والقار من دماء ودموع ؟؟ كم ؟
قال تعالى في محكم كتابه العزيز : " قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ". الملائكة هنا سألوا عن اجرم جرم يمكن للانسان ان يرتكبه ويتورط فيه - القتل - واﻻ لقالوا اتخلق فيها من يشرب الخمر ، من يلعب القمار ، من يزنيي ، من يغش ، من يخدع او ان يضمنوا القتل ضمن الافساد ولم يخصصوه بالذكر بعده لخطورته وبشاعته . والسؤال هنا هل الله عز وجل يخلق الخلق ويبدع ويصور ويرزق ويزوج ويشفي ويرحم ويغفر ويتجاوز لكي يقتل خلقه بالجملة ، يعدم خلقه بالجملة ،، تسفك دماء من خلقهم بالجملة ، تزهق ارواح من صورهم فأبدع صورهم وانزل الكتب السماوية وأرسل الرسل والانبياء لهدايتهم بالجملة وبطرق تتجدد وتتوسع كل يوم ؟! ام ليحيوا فيعبدوه عن بينة ويعمروا ارضه التي استخلفهم فيها عن بينة ايضا ! الله لم يخلق الخلق ليقتلوا ..خلقهم ليعيشوا ويعمروا ارضه وليعبدوه ويعظموه ويوقروه ويسبحوه ويحمدوه ..وعلى من يتخذ القتل منهجا له انن يعلم ذلك جيدا ..الله لم يخلق خلقه ليقتلوا ، خلقهم ليعيشوا وﻻ لما خلقهم ابتداء ..نريد ان نرى مستشفيات ومستوصفات ومدارس وجامعات وطرق وجسور وسدود ومعالم ومتنزهات اكثر من المقابر ..كل حضارة تبنى بالجماجم ﻻخير فيها ابدا ونهايتها جماجم ﻻمحالة ..كل نظام حكم بدايته مقابر نهايته مقابر جماعية ﻻمحالة ...كل فكر او حزب او جماعة تنطلق من الموت ﻻ الحياة نهايتها موت ومشانق ﻻ حياة ....نقطة راس سطر ! وانوه الى انه واذا كنت صحفيا ونشرت 100 تقرير عن مجازر وانتهاكات ضد حقوق الانسان موثقة بالصور ومقاطع الفيديو ثم ارادت جهة ما تسقيطط وتسفيه وتسطيح كل ما نشرت سابقا فأنها لن تعمد الى تفنيد تقاريرك فنيا وموضوعيا بالوثائق والصور ، يكفيها ان " تفبرك خبرا عن مأساة ما مصورة ومن ثم تسلط عليها الاضواء اعلاميا لتتناقلها وسائل الاعلام كافة ثم تقوم ذات الجهة ..بتسريب " مايشكك بخبرها الذي سلطت عليه الاضواء واظهار هفوات وثغرات بمقطع الفيديو او الصور المنشورة ، هنا وبحسب البي بي سي فأن المتلقي سيهتم بما نشر اخيرا ليشكك ليس بالتقرير الاخير وانما بكل ما تم بثه قبله ، ونصيحتي الاخوية هي ﻻتنشر ما يحتمل الشك او الفبركة ابتداءا مدفوعا بالعاطفة ، اجعل عقلك معيارك وانقد كل شيئ حتى نفسك لتسلم وتأمنن من مكرهم واياك والدماء المصونة التي حرم الله تعالى ، اياك فأن لها لعنات تمتد الى الاحفاد واحفاد الاحفاد ستغادر خارطتها لتطارد الكل ومن دون استثناء والمشكلة ان الحرية عندنا وكما قالوا لم تعد هدفاً سامياً وانما وسيلة لتفريغ حقدنا وغضبنا على واقعنا المؤلم ما يعيدنا الى مربع الاستعباد المقيت وفي كل مرة مع سبق الاصرارا والترصد . اودعناكم اغاتي |