رؤية في مشكلة التسرّب الدراسي |
تعد مشكلة التسرب ” الدراسي هدراً مباشرا للطاقات البشرية والماديــــــة فغياب الطلبة دون عذر أو بعذر غير مقبول عن المدارس‚ يحتــــاج إلى يقظة وانتباه ومتابعة من بداية العام الدراسي من المدرسة والأسرة معا‚ حتى لا يترتب على ذلك تأخرهم دراسيا أو تكرار رسوبهم أو انحرافهم واستنفاد المدة المسموح بها لغيابهم وبالتالي شطبهم‚ وهذا يحتاج إلى جهد ومتابعة جميع العاملين بالمدرسة . و من خلال ذلك تتردد مجموعة من الأسئلة في الأذهان ومن أهم هذه الأسئلة لماذا يتسرب المتعلمون من المدرسة ؟ ولماذا لا يقبلون عليهـــــــــــــا ؟ يختلف مفهوم ( التسرب الدراسي ) من بلد الى اخر حسب سياسة التعليم في البلد نفسه ، ففي بعض الدول يعني التسرب : ( ترك التلميذ للمدرسة قبل انهاء الصف السادس الابتدائي ) ، فيما يشمل في دول اخرى ( كل تلميذ ترك المدرسة قبل اكمال المرحلة المتوسطة ) ، وتذهب بعض الدول في أن التسرب ينطبق على ( كل تلميذ ترك المدرسة قبل اكمال المرحلة الثانوية ) . وظاهرة التسرب الدراسي تعانىها كل الدول بدرجات متفاوتة ولأسباب مختلفة .. ولمعالجة هذه الظاهرة تعاقب معظم الدول المتقدمة وبعض الدول النامية ولي أمر المتسرب . من الأسباب التي قد تكون سببا في تسرب المتعلمين من المدارس: أن بعض الأسر لم تكن لديها اهتمامات بأبنائها، فالعالم والجاهل عندهم على حد سواء هناك دراسة ميدانية في مدارسنا تؤكد بأن لولــــــــي الأمر و الأسرة ككل أهمية كبيرة في تقبل التلميذ أو كرهه للمدرسة. ب- المعلم المعلم قد يكون له دور مؤثر وفعال في قبول ورفض التلميذ للمدرسة . كأن يكون محبا لتلاميذه مراعيا خصائصهم النفسية والعقلية والاجتماعية . فكلما كان المعلم محبوبا من تلاميذه ، كانت المادة سهلة وسلسة بالنسبة لتقبلهـــا للتلاميذ ، وبذلك يحب المعلم والمدرسة ، ويحرص على الذهاب إلى المدرسة بنفسه دون تدخل أي طرف آخر في هذه القضية ، وعلى غرار ذلك عندمــــا يكون المعلم متسلطا ويأخذ مبدأ الأمر والنهي في أسلوبه وطريقة تعاملــــــه قاسية مع التلاميذ فسيكون الوضع مختلفا حيث يكره التلميذ المعلم والمدرسة فنراه يسلك أساليب ملتوية في التعامل فنرى شخصيته تضعف وينتابــــــــــه الخوف والفزع من المعلم ومع تطور الأحداث نراه يهرب أو يتقاعس عـــــن الذهاب إلى المدرسة بحجة المرض قد يصل إلى الكذب أو الخروج من المنزل بحجة الذهاب على المدرسة ويغير وجهة سيره إلى أماكن أخرى حتى ينتهي الدوام المدرسي ليرجع إلى منزله كأنه قادم منها . المادة الدراسية والامتحانات قد تكون سببا أيضا في كره المدرسة والتغيب عنها أو التسرب منها فكلما كثرت الامتحانات كانت مرضا يؤرق التلميذ فبعض المعلمين لا يبالي من هذه الناحية ويضع على كاهل الطلاب مذاكرة نصف كتاب ويأتي آخر في نفس اليوم ليضع امتحانا آخر وهكذا. رفقاء السوء قد يكونوا سببا رئيسيا في تسرب التلميذ من المدرسة . وفر أيها الأب أيها المعلم ما يحتاج إليه التلميذ من نصائح وإرشادات واغرس في نفسه مخافة الله وحبه وطاعة الوالدين . يتبادر إلى الذهن باستمرار التساؤل حول الحلول لهذه المشكلة الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا وكيف لنا أن نقلل من الهدر التربوي نتيجة لهذه الظاهرة، فهناك العديد من التوصيات التي تم طرحها ومنها : أولا : تفعيل دور المرشد التربوي في مساعدة الطلبة. ثانيا: العدالة في التعامل وعدم التمييز بين الطلبة داخل المدرسة. ثالثا: منع العقاب بكل أنواعه بالمدرسة ( البدني والنفسي) . رابعا : مساعدة المعلم للطلبة لمعالجة ضعفهم . خامسا : إشراك الطلبة في نشاطات يحبونها. أصبحت مشكلة هروب التلاميذ وحتى التلميذات من المدرسة ظاهرة متزايدة وهي ظاهرة بالغة السوء ولا يقتصر أثرها على الطالب وحده إنما يتخطى ذلك ليصل للاسرة والمجتمع ككل ، وهذه المشكلة لم تأت من سراب بل كان خلفها أسباب عدة تراكمت الأسباب مما أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة وأيضا تفاقم الظاهرة دليل واضح انه لا يوجد احد يعمل بشكل جدي لحل هذه المشكلة ، كما ان من مخاطر هروب التلاميذ من المدارس ادى الى تدهور المستوى التعليمي للتلاميذ الهاربين نظرا لتغيبهم المستمر عن الدروس وصولا للفشل الكلي .وتعرض حياة للتلاميذ الهاربين وسلوكهم وتربيتهم للخطر فلا احد يعلم أين يمضي التلميذ الهارب وقته ومع من ومؤكد انه يمضيه في أماكن غير مناسبة ومع رفاق السوء . وربما ان للتلاميذ الهاربين قد يشجعون طلاب آخرين على الهرب وعلى تقليدهم . وسيحصل التراجع التعليمي والتغيير السلوكي والتربوي المحتمل على للتلاميذ الهاربين وسينعكس مباشرة على الأسرة وغالبا ما يكون مصدر للمشاكل الأسرية . ويسهم في تدني مستوى التلاميذ التعليمي وفشلهم بسبب الهروب وعدم متابعة الدراسة يحرم المجتمع من القدرات الحقيقية للطالب ويعطل مفعوله كعنصر فاعل في المجتمع .مما يتسبب في إضاعة جهود الدولة والمدرسين الذين سخرتهم الدولة لتعليم الأبناء سدا دون فائدة . |