النبلاء لا يبيعون موقفهم |
كنت قد قررت ألا ارد لكن عندما اعدت قراءة المقال الذي كتبه الاخ والزميل شوان داودي في جريدة الصباح في عددها المرقم 3929 الصادر يوم 3 نيسان 2017 الذي اكن له كل الاحترام رغم الاختلاف في وجهة النظر السياسية صرت ارى لزاماً علي ان اوضح بعض الحقائق التي لا يمكن تجاهلها.
وهنا لا اريد ان اناقش ما ورد في المقال من مقدمة تاريخية ومعلومات والقاعدة التي ارتكز عليها ومن باب الانصاف فاني اتفق مع بعض المعلومات التاريخية التي وردت ومن نفس الباب ايضاً فاني اختلف بالواقع العلمي والتاريخي والوثائقي مع اغلب ما ورد فيها على سبيل المثال لا الحصر وهي ان يتم احتساب عدد السكان بنسبة الفائزين من النواب وتناسى كاتب المقال ان العرب في كركوك وفي ناحية الملحة العثمانية (قضاء الحويجة ) حالياً حيث ان اغلبهم قديماً يقلدون طرقا صوفية بحكم العلاقات التاريخية مع الكرد ولهذا كانوا يصوتون لشيوخ الصوفية او من بيوت شيوخهم وكان اغلب هؤلاء الشيوخ من الكرد وقد انعكس ذلك جلياً ايضاً في استفتاء العام 1920 على شكل الحكم في العراق وكذلك الرأي بأمير عربي من سلالة الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام . وهنا ادعو كاتب المقال الى ان يراجع الوثيقة البريطانية بخصوص نتائج الاستفتاء هذا ولماذا صوت اهالي ناحية الملحة ( الحويجة) للملك فيصل بن الحسين وادعوه ايضاً لمراجعة الوثيقة الخاصة بانتخابات العام 1925 في كركوك ولماذا صوت العرب للشيخ حبيب الطالباني الذي يتزعم احدى الطرق الصوفية في كركوك التي لها مريدون اغلبهم من العرب وهنا لا اريد ان ازيد عليه عناء البحث عن تلك الوثائق بل ادعوه لمراجعتها في رسالة الدكتوراه للسيد غسان العطية المعنونة (العراق نشأة الدولة 1908 - 1920) التي طبعت على شكل كتاب وترجمها حبيب شيحا ،لا اريد ان اطيل لكن دعوني اسأل وهو بالعادة ان الشعوب والمكونات الاجتماعية تزداد بتقدم الزمن وليس العكس ففي التاريخ القريب في انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2005 كان ممثلو العرب في كركوك (4) من اصل (12) وفي العام 2010 كان ممثلو العرب ايضاً (4) والكرد (6) والتركمان (2) واذا رجعنا الى عدد الاصوات التي حصل عليها العرب والتركمان كانت 211 الف صوت وحصل الكرد على 205 الف صوت السؤال هو هل من المعقول ان يتراجع عدد السكان العرب في 2014 لكي يكون لهم ممثلان اثنان فقط، الذي اريد ان اقوله ان القاعدة التي اتبعها لا يمكن انطباقها على الواقع لكثير من الاسباب لا يتسع المجال لذكرها بسبب ان الانتخابات عادة في ظل ظرف معقد لا تعكس بالضرورة عدد السكان وهو ما ينطبق على كركوك ولهذا باي حال من الاحوال لا يمكن الاعتماد على التاريخ لتحديد هوية الجغرافيا . |