المشروع الوطني الجديد

 

وطني تنزف جراحه ولا نعرف كيف نتفق على ايقاف سيول الدم مختلفون في بلدي على كل شي حتى على معنى السيادة نتحدث عن الكرامة وقد غرست المذلة خناجرها في مفاصل اجسادنا انتظرنا حفنة من السنين جياعا على قمة تل عسى ان يمر موسم الربيع يوماً عسى ان ينزل المطر ويغسل احزاننا وتهب الريح فتزيح من دروبنا تلك المطبات والكــــــــتل الكونكريتية وذلك الموت المتمطي على ارصفة الطريق كلها كانت خرافة انها حبوب امان ابتلعناها للترويض وليس للشفاء .

تخطينا بقليل السنة الرابعة عشرة من الاحتلال لكن وطني مازال حقل تجارب وكثر الحديث ليس عن التي اهواها بل عن مشاريع ومقترحات واوراق عمل نعرف بدايتها ولا نعلم شيئاً عن نهايتها كلها تدعو الى وحدة العراق ارضاًوشعباً وكلها تقدس المصالحة وتنفر الطائفية لكن سلة الامنيات ظلت فارغة حتى من ثمر واحد يتراقص وسطها كل ذلك لاننا مختلفون متباعدون متباغضون .

لماذا نبقى نتحاور بافكار محشوة بالديناميت نتفاوض على منضدة الرمل الحربية تحت لهيب النار نتخاطب بلغة المؤامرة ونجلس على كراسي يكاد سعير فتيلها يصل الى القطيعة او الانفجار .

 الافكار مثل كل الاشياء باتت عرضة للتطوير والتغيير والتنوع وترفض الجمود والثبات في ظل متغيرات عديدة وهذا المشروع الوطني يعد احد تلك الافكار الباحثة عن حلول وطنية فهو لا يختلف عن بقية المشاريع المطروحة كونه عابرا للطائفية ويؤكد على الانتماء اولاً للعراق وشعاره (العراق للعراقيين) فالمشروع بغض النظر عن من يطرحه يحمل في ذاته وطنية بابعاد جديدة تنسجم مع حركة المجتمع التي لا تحتمل الركود او الركون .

لم يكن العالم غبياً عندما تفاعل مع قضية العراق سواء في فرنسا مكان الاعلان عن المشروع ام امريكا التي دأبت على عقد اجتماعات عديدة مع صاحب المشروع الوطني انما هو احساس انساني قبل ان يكون سياسياً ينطلق من القلق المشروع على وطن وشعب تريد سكاكين المولعين بالموت ذبحه على طريقتهم الخاصة باليات الكواسر المتخمة بنزعات العيش في الظلام والبؤر السياسية النتنة.

اليوم نبحث عن اي حل يقينا افات الجوع التي تحاول افتراس جسد الوطن والبشر وبقاء الاوضــــاع تسير وحبلها على الغارب ونحن جميعاً مع اي جهد وطني مهما كان نوعه للخلاص .