ليس هناك مجال للتراجع، العراق الديمقراطي لابد ان يكون دولة ناضجة قوية وكريمة يعز فيها المواطن العراقي، منذ نيسان ٢٠٠٣ وحتى نيسان ٢٠١٧ فقدنا دماء كثيرة ثمنا للديمقراطية في وثمنت للعراق بلا دكتاتور وبلا بيان رقم واحد والدبابة تدخل الإذاعة ولاعسكر، بعد ١٤ عاما من (السقوط او التحرير) قل ماشئت وعرف ماشئت، لابد ان نفكر بشكل جدي كيف لنا ان ننضج المشروع الديمقراطي في العراق؟بعيدا عن ثقافة اليأسو الكسل والانكسار.
الديمقراطية في العراق في وضعها الحالي في مشاكلها الحالية بمخلفاتها الحالية أفضل الف مرة من مجيء حاكم عسكري او حاكم دكتاتوري،الديمقراطية في العراق تحتاج الى نمو القانون ومنع تداول السلاح خارج إطار مؤسسات الدولة ومراجعة عيوب العملية السياسية مراجعة شجاعة الحزبية ولا انتخابية،فلا اعرف ماقيمة البلد الذي يدار بعقل عسكري؟ وماقيمة البلد الذي لايشعر المواطنون فيه انهم جزء من المشروع الادارة والقيادة ومن صناع القرار؟.
الديمقراطية في العراق مثل السفينة في حالة غرق تحتاج الى قبطان ديمقراطي يوصلها ضفة الأمان عن طريق الحكم الرشيد وتعزيز الديمقراطية واحترام الوعود للمواطنين، فواحدة من اخطر المشاكل التي تواجه العملية السياسية هو إقامة الحواجز الفكرية بين المواطنين والطبقة السياسية فضلا عن انعزال هذه الطبقة عن المواطنين لفترات طويلة، شخصيا ادعم بقوة ان تتحول المنطقة الخضراء( أيقونة السلطة في العراق) الى مكان لسباق الخيول او ملاعب تنس او متاحف او اي شيء اخر وان يتحول القصر الحكومي الى اكثر منطقة شعبية بلا جدران ولا منع ولابأس الدخول.
شعوب الدول الديمقراطية في العادة تنزعج من انعزال السلطة واصحاب القرار عنها فلذلك تزداد الضغينة في العراق ماهو مطلوب بكل بساطة ان يكون هذا القطبان هو رجل دولة يفكر في الدولة لا في الانتخابات والسلطة.
من دون شك ان تجربة ١٤ عاما من الحكم الديمقراطي البدائي عليها الكثير من الملاحظات السلبية التي كان يفترض معالجتها في بداية العملية السياسية كان ابرزها عدم اللجوء الى الانتقام في إدارة السلطة والعمل مع هذه الملفات بعقلية الدولة والقضاء لابعقلية الانتقام والبطش .
المراجعة النقدية لتجربة الحكم بعد ٢٠٠٣ ضرورة وطنية لاترفيهة ولاسيما العيوب التأسيسية والفواحش البريمرية ومراهقة السلطة واجراءات الانتقام، فالديمقراطية تفرض الحوار والراي ر والتشاور والاختلاف والتفاوض والحق في القول والشفافية في الرأي .
لو نملك الشجاعة في مراجعة اخطاء التأسيس والعودة الى مراجعتها وإصلاحها لما سيبقى النمو في العملية السياسية سلحفاتي، الدكتاتورية تضع كل شيء بيد الحاكم من الخبز الى الكلام، لاتحنوا الى الدكتاتورية ولاتضحوا في النظام الديمقراطي -على الرغم من كثرة عيوبه- فالمشاريع الديمقراطية تتطلب صبر النساجين وجهود الاهراميين!
|