كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب الجامعي: ما له ؟ وما عليه؟

في أمسية حوارية اقيمت في كلية الاداب/ جامعة البصرة مؤخرا تحت عنوان : الطالب الجامعي: ما له؟ وما عليه؟ اشترك بعض الاساتذة في نقل تجاربهم الشخصية حول المناهج التربوية والتعليمية الحديثة فضلا عن طرق التدريس وبحضورطلبة الدراسات العليا والاولية وبعض اولياء امور الطلبة والتي كانت برعاية السيد عميد كلية الاداب. وتمخضت الامسية بعد حوارساخن بين الاساتذة وطلبتهم حول المشاكل والصعوبات التي يعاني منها كل منهم عن النقاط الاتية التي لخصت اهم الموضوعات التي دارحولها الحوار ولاكثر من ساعتين: 
اولا: ان تتحول الجامعة من دور المستقبل للثقافة الشعبوية الى دور المرسل للقيم الاكاديمية حيث يبدو دورها مؤثرا في المجتمع وليس العكس .ثانيا: لا بد من اعطاء الطالب دورا في انتاج المحاضرة في عصر باتت المعلومة فيه تنتقل بين الناس بسهولة ويسر وان لايكتفي الطالب بدور المستهلك السلبي الذي يردد ما يسمع ويحفظ ما يطلب منه . ثالثا: مراعاة الجانب العملي في المحاضرات حيث يتم تكليف الطلبة بواجبات اسبوعية او شهرية من اجل ان تتم الاستفادة من المكتبة وعدم الاكتفاء بالجانب النظري. رابعا: ان تسهم الجامعة في تهيئة الطلبة وتدريبهم على وفق احتياجات سوق العمل . خامسا: ان يُمنح الطالب الثقة الكاملة وان يُعامل في الدرس باحترام ، وان لا يكون الدرس مصدرا لبث الرهبة والخوف في نفوس الطلبة. سادسا: التزام الطالب بتعاليم المؤسسة الاكاديمية وان يبتعد عن التصرفات والعادات الطفولية التي يجلبها معه من المجتمع والمدرسة الثانوية. سابعا: اقامة محاضرات وندوات يتم استقبال الطلبة الجدد بها حيث يتم تعريفهم بالفارق الكبير بين الحياة الجامعية واجوائها المختلطة والحياة في المدرسة الثانوية.واخيرا : لابد ان تمنح الوزارة الحرية الكاملة للجامعات في اختيار المناهج والمقررات الدراسية وان تبتعد عن المركزية وسياسة الفرض التي يمليها تدريسيون في الهيئة القطاعية ليست لديهم خبرات وتجارب كبيرة في التعليم العالي. 
وتعقيبا على جدوى تلك المناقشات والمطالبات بالتحديث اود ان اطرح الاتي:
هناك رأي شائع بين اوساط الناس وبما فيهم الكوادر الجامعية يقول: ان مثل تلك اللقاءات والحوارات وما تخرج عنها من توصيات لا تمارس ضغطا مباشرا على الاداريين والمسؤولين عن رسم سياسات التعليم لكي تتم الاستجابة الفعلية لها فتاخذ طريقها للتنفيذ. لذلك فهي لا تخرج عن كونها اسقاط فرض من فروض الحياة اليومية في الجامعة ، ومن ثم فالنتيجة محسومة ومعروفة ولسان حالها يقول: سوف لن يحصل اي شي جديد وسيستمر تدني مستوى التعليم. وهذا ما تعودت سماعه في اروقة الجامعة من معظم الزملاء وفي اجواء شديدة من الاحباط والياس والتذمر. ولمثل هؤلاء الزملاء اقول: اذا لم تستطع ان تنجح في محاولاتك في التغيير نحو الافضل فشرف المحاولة وحده سينقذك من لعنة الاجيال القادمة. وطب نفسا ، وقر عينا فانك في نهاية المطاف تصنع تاريخك الشخصي