الكرسي يتمسك بمسعود ومسعود يلفظ الكرسي

 

 

 

 

 

لن يرشح مسعود البارزاني لولاية ثالثة، ولن يغير القانون؛ لأن الدولة لا تبنى على افراد، صرح البطل القومي مسعود البارزاني، بانه لن يرشح نفسه، لولاية ثالثة على اقليم كردستان، ولن يكيف قانون الاقليم، لصالح وضعه الشخصي، ايمانا منه بان الدولة لا تبنى على افراد؛ انما يؤسسها ابطال قوميون زاهدون بالمناصب والاموال والجاه والسلطة وسطوة التفرد بالقرار.
وبرغم ثقة البارزاني بان وجوده على رأس حكومات اقليم كردستان، مدعاة لبناء دولة قوية، تضفي ظلها حتى على المركز، الذي لم يعد راكزاً!
الشعب الكردي متمسك بشخص مسعود البارزاني؛ لما لمس من منجزات انتقلت بكردستان، من ظلمات جور الطاغية المقبور صدام حسين، الى نور الحضارة المؤسسة على سياقات تعدو الافراد الى المجموع؛ جاعلة من شخص مسعود ظاهرة حضارية، لن ينعم الله بها على شعب؛ الا على رأس كل مائة عام، ويختص به امة مختارة من بين عباده الصالحين، والكرد قوم صالحون بما صبروا من دون تنازلات، ولو على صعيد المناورة لدرء ظلم الحكومات المتعاقبة بالسوء على جبال كردستان واهلها المبدعين الطبين الطاهرين.
وله كرم المحتد دالة على الجميع، اولهم العرب.. فهو نجل الملا مصطفى البارزاني، الثائر الذي لم يغالط ضميره دعة في احضان الرفاه، الذي كان رؤساء الدول يفرشونه تحت قدميه، يتقون الحق بالباطل.. فاثبت ان الزعيم قاسم وخليفتيه العارفين والبكر وصدام والشاه لو وضعوا الشمس بيمينه والقمر بيساره على ان يتبرأ من الشعب الكردي، وبالتالي الشعب العراقي كله، ما ركن مستكينا لقصر فاره في بغداد اسكنه اياه عبد الكريم قاسم؛ لدق اسفين بين الملا وشعبه المسفوح وجوده في ربوع كردستان.. يقطع العسكر حرثه ويستحيون نساءه.. مباحا.
ورث مسعود عن الملا.. طاب ثراه.. شعبا مستباحا؛ فعززه، وثروات مستنفدة؛ فادخرها للاجيال، وتخلفا ينشر قسرا وسط شعب متقدم؛ فانتشله بتدعيم اركان حضارة كردستان، التي نهضت من فظاعة صدام حسين، الى رحاب تطور بلغ الافاق وفضاءات الهيبة توقيرا ورفاها للانسان الكردي، ومن لاذ بحمى مسعود في ارض كردستان اقليم وافر الكينونة.. سلاما.
قدم مسعود البارزاني إنموذجا بالزهد، فهل يرتقي اليه الاخرون اقتداءً بشخصه، الذي لا يطمح بحكم، يأتيه استحقاقا واختيارا من شعب يجد فيه منقذا انتشله من قدر مأساوي الى سعادة غامرة، يضرب بها المثل عالميا.
تجربة اقليم كردستان بقيادة مسعود البارزاني، يرد ذكرها نظيرة لليابان التي خرجت من دمار الحرب كالعنقاء لتؤسس حياة سلام ورفاه لشعبها، يغمر بفيضه المجتمعات المحيطة، وكردستان العراق فاقت اليابان بسرعة ودقة الانجاز في غضون سنوات، بلغت مستوى حضاريا لا يبارى، في حين ما زال المركز، يتشظى في ظل حكومة تعنى بالكرسي اكثر من الشعب الذي ينتصب على صدره هذا الكرسي، مبددا ثرواته في ارصدة شخصية لاصحاب القرار، يستنفدون ثروات الشعب بمشاريع وهمية، والشعب يتلظى من دون خدمات.
طوبى لمسعود بطلا قوميا ومنقذ شعوب، وطاب ثرى سلفه الملا مصطفى، وياليت رجال الحكومة المركزية تعلموا منه الادب، بدل اطالة المناورات حول كرسي الحكم الذي يلفظهم ويتمسكون به، في حين يتمسك الكرسي بمسعود ومسعود يلفظ الكرسي.
فهو لن يرشح لولاية ثالثة، مع كل الاجماع ولاء مخلصا له، سواء أكان في السلطة ام خارجها؛ لأنه يحكم من قلوب الناس وعقولهم وضمائرهم.. المؤمنون بكردستان يتمسكون بمسعود على اعتباره خلاصة وجودها سواء أرشح لولاية ثالثة ام لم يرشح.
يريد مسعود البارزاني بناء دولة كردية على سياقات حضارية، وليس على افراد، حتى لو كانوا هؤلاء الافراد هو! انه تماهي مع كردستان، بالتنكر للذات، في حين يمزق نوري المالكي العراق ويشوي العراقيين على نار فساد بطانته، ويصر على لوي الدستور بما يبقيه مستحكما من كرسي السلطة ولو بعذاب الشعب وعلى حساب رفاهه.. من دون خدمات ولا احترام لمواطن في ابسط دائرة رسمية.