صبيحة يوم ربيعي قررت انجلينا جولي بعد الرعاية الصحية والكشف المبكر بوجود خلايا جينية مستعدة لاستقبال المرض السرطاني وراثيا، وبإشراف طبيب العائلة اجراء تداخل جراحي لاستئصال الثديين وربما المبايض لتعيش حياتها سعيدة بلا الم. مفارقة الحظ ان انجلينا جولي ولدت ببلد لا ينتج النفط لخدمة الحكام، حيث تتكوّم عليه احزاب الاسلام السياسي سراقا وفاسدين كما في العراق. غالبية البلدان اللانفطية توفر الفحص الابتدائي للفتاة منذ الأيام الاولى وبشكل دوري حتى تتمكن المرأة بشكل مبكّر اكتشاف التوافر الجيني لاحتمالية الإصابة بمرض السرطان. حزب الدعوة الذي استلم قيادة البلد منذ اثنى عشر عام وصرف الميزانيات الانفجارية، لم يستورد جهازا ببضعة آلاف من الدولارات ليقدم خدمة انسانية مبكرة للمراة العراقية تجنبها الآلام ومصائب العلاجات الكيميائية والإشعاعية. وناهيك عن ذلك فانه لا وجود لحملات التوعية الصحية في تلك الوزارة ، حيث صارت مرتعا للعقود الوهمية وتمويل الاحزاب واستيراد وتوزيع الأدوية بماركات مزورة صنعت في بيوت واهنة في البلدان المجاورة .. و أفرغت المستشفيات العراقية من اي خدمة طبية للمريض حتى بات كادرها عبئا في رواتبه على ميزانية الدولة. وبعد جلسة برلمانية هشّة ومخجلة ظهر لنا (نعال) الوزيرة عديلة، ذا المواصفات العالية فنيا وهندسيا وبكتريولوجيا بديلا لجميع الخدمات الطبية وأولوياتها .. لم تتطرق الجلسة البرلمانية لمليارات الدولارات التي تم صرفها لشراء الأجهزة الطبية التي استوردت على انها من مناشيء عالمية رصينة وتبين بعد وصولها انها من مناشيء آسيوية رديئة وغيرت علامات ماركاتها لكي تكون بأثمان عالية، ليكون الفرق بين الأسعار بجيوب لجان الاحزاب الاسلاموية الاقتصادية المتغولة في الوزارة كما في جميع الوزارات وبعدها ظلت تلك الأجهزة جثثا حديدية هامدة عاطلة بلا عمل .. كما هو حال النعال البرتغالي. لم يناقش البرلمان حلا بديلا بإنشاء مستشفى متخصصا لأمراض السرطان بكادر طبي وتمريضي وخدمي اجنبي بديلا عن الرحلات الجوية اليومية المغادرة للهند وبيروت واسطنبول وإيران على متنها آلاف المرضى بالسرطان باعوا بيوتهم من اجل أمل بالحياة، وهم يتعرضون لحكايا النصب والاحتيال واستبدال العلاج، وتنهال عليهم عروض المسوقيّن للمستشفيات ، وحتى ان بعض المستشفيات أخذت تعلن أسمائها الدينية القديس والرسول الأعظم والجيلاني والزهراء، لتكسب الزبون وفقا أجندة روحية لتفرغ جيبه نصبا واحتيالا وهو يعاني سكرات الموت لمرض العصر. التحالف الوطني الشيعي وحزب عديلة .. التزم الدفاع عن وزيرته اعلاميا وبرلمانيا امام هجمة التيار الصدري .. ولا وجود للمواطن في تلك المناقشات. مراكز إشعاع السرطان تم استيراد اجهزته من الجيل البائس للتكنولوجيا حتى صارت تنهك جسد المواطن العراقي بجلسات إشعاعية مكثفة وغير أبهة لصحة المريض ولما تتركه من اثار جانبية حيث ان المريض بمرض السرطان بعد العلاجات الكيميائية يأخذ خمسة عشر جلسة إشعاعية مكثفة بسبب قلة الطاقة الاستيعابية لمراكز الإشعاع في حين ان المعتاد لها عالميا ثلاثين جلسة وبذلك يدخل المريض بدوامة تقرحات الجلد وامراض اخرى. ليخجل الجميع من ترديّ الواقع الصحي .. ورفقا بمرضى السرطان يا أحزابنا الاسلاموية.. كفّروا عن خطاياكم وسرقاتكم بإنشاء مدينة طبية لأمراض السرطان بكفاءات واجهزة طبية وخدمية متخصصة، اكراما لمرضى هذا المرض اللعين تخفف عليهم ويلات الالم ونكبات الفاقة والعوز في ظل منارة الحكم الإسلامويّ الرشيد. وسأكتب لانجلينا جولي بقيمها النبيلة، ان تجوب البلدان من اجل حملة لمساعدة مرضى السرطان في العراق، لان أموال النفط ليس بمقدورها مساعدة تلك الشريحة، هكذا ميزانية توزيع الثروات في ظل حكوماتنا الاسلاموية.
|