الأخلاق الحميدة من الوصايا الأساسية للأديان السماوية وتعتبر من المبادئ المهمة التي ركز وارتكز عليها الدين الاسلامي، كقول الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم (( انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق )) ومن مكارم الاخلاق التسامح والتعاون وكف الاذى عن الطريق كقوله عليه افضل الصلاة والسلام (( اماطة الاذى عن الطريق صدقه ))، وكثيرة هي الاحاديث النبوية التي ركزت في رفع الاذى عن الطريق ومنها ايضــــــــا (( ان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو ادم )). كثرت الابنية والطقوس الدينية مع تولي الاحزاب الدينية للسلطه وبغياب ملحوظ للمتابعه والدور الرقابي للدولة لتلك التجمعات والطقوس وطريقة ممارستها.
صلاة الجمعة تعتبر من الفروض الدينية الواجبة على كل مسلم لما لها من دور مهم في التكاتف وتقوية وحدة المسلمين، وتوحيد الخطاب الديني التوجيهي البناء لتقويم سلوك الفرد المسلم او المؤمن، هذا لو كان كما كان مفترض بصلاة الجمعة لاصبح من اجمل الامور التي نفتخر بها، عفوك يا الهي وعفوا لكل مسلم ومسلمة انا لا اريد ان اقول ان صلاة الجمعة بغير ذي منفعة وانما اقصد القائمين عليها مع بعض الاستثناءات. منذ زمن وانا اتجول في كل جمعة وكثيرا ما اشاهد طرقا مزدحمة وشوارع منع المرور من خلالها بالكامل وما ان تسأل عن السبب يقال لك هي صلاة الجمعة وتحت ذريعة الوضع الامني يحق قطع الشوارع، فترى فوضى قرب كل جامع او حسينية ولم يتطرق احد لنصح الخطباء للحديث عن كف الاذى عن الطريق، فلماذا هذا العقاب قبل الثواب؟ وماذا يفعل الخطيب اذا؟
حتى بيوت الله اصبحت خاضعة للسيطرة والمنفعة الحزبية واصبح خطباؤها ليسوا سوى مروجي اعلانات لاحزابهم فتجد خطيبا يمجد بالتيار الصدري ويذم اخرين، وخطيبا اخر مقرب من الحكيم واخر يعزف للمالكي واخر متملق يحاول التسلق، واخر يهذي ويحرم النستلة والقائمة تطول وتطول معها طوابير السيارات بسبب الطرق المغلقة بوجود مثل هؤلاء الخطباء المأجورين. فمعتلي المنبر نسي دوره كواعظ ديني واصبح
يتحدث بالسياسة وكانه ميكافيلي العصر والزمان، ولا يعرف بانه من المؤكد سيصبح اضحوكة حينما يتفوه بما لا يعلم.
هناك امور مجتمعية هادفة على خطباء المنابر الاخذ بها وتوعية المتلقي وتثقيفه منها الاهتمام بالنظافة والبناء الاسري الصحيح واحترام ومساعدة الاخرين ومنع الاذى ونشر روح الحب والانتماء للارض....، وعلى الدولة الاهتمام بهذا الجانب وتوحيد الدور الديني وان يتم حل او دمج كل من ديوان الوقف السني والشيعي والمسيحي من خلال وزارة واحدة تحمل اسم وزارة الاوقاف والشؤون الدينيه وذلك لفرض الدور الرقابي والسيطرة على مروجي الاحزاب واللاعبين باسم الدين لمنفعة حيتان الاحزاب المدعية بالدين. رجاءً ارفعوا الاذى عن الطريق ودعونا نعيش بسلام
|